مالك عبيدات – أكد الخبير في مجال النفط والطاقة الدكتور المهندس زهير الصادق أن الأردن يمتلك ثروات طبيعية ومعدنية ضخمة، قادرة – في حال استغلالها بالشكل الصحيح – على نقل الاقتصاد الوطني إلى مصاف الدول المتقدمة عالميًا.

وقال الصادق لـ"الأردن 24" إن المملكة تحتوي على كميات تجارية من النفط والغاز الطبيعي والصخر الزيتي، إضافة إلى أنواع متعددة من المعادن، من بينها معادن نادرة ذات قيمة عالية. وأضاف أن احتياطي الصخر الزيتي في الأردن يقدّر بنحو مليار طن يمكن أن يُستخرج منها ما يقارب 40 مليار برميل من النفط.

وأشار الصادق إلى وجود ثروات معدنية واسعة في باطن الأرض، أبرزها: اليورانيوم، التيتانيوم، الليثيوم، الفوسفات، الذهب، البرومين، المنغنيز، الصوديوم، البوتاسيوم وغيرها من المعادن المهمة.

اليورانيوم في الأردن: احتياطي ضخم وقيمة اقتصادية عالية

وأوضح الصادق أن معدن اليورانيوم يتواجد في الأردن بنسب مهمة، حيث يقدّر الاحتياطي بنحو 65 ألف طن، وهي كمية تشكل ما نسبته 1% من الاحتياطات العالمية، ما يضع الأردن ضمن أكبر عشر دول من حيث حجم الاحتياطي.

وبيّن أن خامات اليورانيوم تتوزع في الصخور الكربونية والرواسب الفوسفاتية في وسط وجنوب الأردن، وأن القيمة المالية لهذه الاحتياطات تتجاوز 10 مليارات دولار، مرجّحًا ارتفاعها مع ازدياد الطلب العالمي.

كما لفت إلى أن تصنيع "الكعكة الصفراء" يعتمد على يورانيوم 235 المستخرج من يورانيوم 238 الذي يشكل 99% من الخام، وأن وجود معدن الثوريوم في الأردن يعزز إمكانية استخدامه مع اليورانيوم لجعله قابلًا للانشطار، ما يعزز قيمته في المجالات النووية السلمية والعلمية.

وأضاف الصادق أن معدن الراديوم يُستخرج من خام اليورانيوم بنسبة ثلث ميليغرام لكل كيلوغرام، ويستخدم في علاج السرطان وتطبيقات طبية أخرى.

ثروات ضخمة غير مستغلة

وأكد الخبير النفطي أن الثروات المعدنية في الأردن تشكل ركيزة اقتصادية هائلة، خصوصًا مع كون المملكة من أبرز منتجي الفوسفات عالميًا، إذ يحتل الفوسفات الأردني المرتبة 11 عالميًا لاحتوائه على نسب من اليورانيوم.

وقال إن مجمل المعطيات الجيولوجية والدراسات الدولية والمحلية تثبت أن الأردن ثري جدًا بموارده الطبيعية، إلا أن هذه الموارد – وفق تعبيره – "لم تُستغل بالشكل الصحيح لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة".

نداء إلى جلالة الملك

وفي ختام حديثه، وجه الصادق نداءً عاجلًا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف ما وصفه بـ"الإهمال والقصور" من قبل بعض المسؤولين في الحكومات المتعاقبة، وعدم استثمار الثروات المتاحة.

وأكد أن استغلال هذه الموارد الطبيعية سيضع الأردن ضمن طلائع الدول المتقدمة اقتصاديًا، مشددًا على أن توجهه بهذا النداء يأتي من منطلق حرصه على مصلحة الوطن، ومن منطلق أن جلالة الملك هو "الحامي الأول لسيادة الأردن" وفقًا للدستور.