الذهب يعود إلى الارتفاع بهدوء… ما علاقة الصين واليابان بما يحدث؟ - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذهب يعود إلى الارتفاع بهدوء… ما علاقة الصين واليابان بما يحدث؟ - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 02:37 مساءً

تواصل نيوز - غريب كيف تغيّر المزاج. منذ أسابيع فقط، كانت الأسواق تغلي بحديث الذهب: الأرقام التاريخية، مشتريات البنوك المركزية، والقلق من التضخم أو الحرب التجارية. اليوم، رغم استمرار العوامل نفسها، خفّ الضجيج فجأة. كأن شيئاً لم يكن. كأن الذهب هدأ… لا لأنه فقد قيمته، بل لأنه لم يعد ضمن العناوين الجذابة.

 

وعندما يسألني صديق: "أأشتري ذهب؟"، أتنفّس بعمق. ليس لأن الجواب معقّد فحسب، بل لأنني أعلم بأنني سأدخل في حديث طويل ومعمّق قد يتعبه أكثر ممّا يرشده.

 

الصين تغيّر موازين القوى بهدوء
في خمس سنوات فقط، خفّضت الصين حيازتها من سندات الخزينة الأميركية من 1.1 تريليون دولار إلى ما يقرب من 760 مليار. في الوقت نفسه، ارتفعت احتياطياتها من الذهب من 1,850 طناً إلى أكثر من 2,290 طناً، بعدما أضافت 2.8 طن في آذار/مارس وحده. هذا ليس مجرّد تعديل محفظة، بل هو انتقال من "الدين الأميركي" إلى "الأصل السيادي"، من الاعتماد على الدولار إلى تخزين القيمة في المعدن الثمين.

هذا التحوّل يعكس قناعة استراتيجية: الذهب ليس تحوّطاً فحسب، بل وسيلة لبناء الاستقلال النقدي وإعادة التموضع في النظام المالي العالمي.

 

الذهب يصمد… ولكن بلا بريق إعلامي هذه المرة
رغم هذا، الذهب لم يسجّل قمماً جديدة رغم ارتفاعه للشهر الرابع. التراجع بدأ مع وصول السعر إلى قرابة 3,500 دولار للأونصة، تزامناً مع ارتفاع عمليات البحث على "غوغل" لعبارة "شراء ذهب" إلى أعلى مستوى لها منذ آب/أغسطس 2020، وهي عادة إشارة إلى دخول المستثمرين الأفراد قرب الذروة واحتمال التصحيح.

وربما هنا يتّضح كيف أنّه حتى الذهب، في لحظات معيّنة، لا ينجو من سطوة الماركتينغ. مجرّد أرقام قياسية وتفاعل عاطفي كفيلان بتوليد موجة شراء شعبية تؤدي إلى تصحيحات.

 

صورة تعبيرية (وكالات)

صورة تعبيرية (وكالات)

 

اليابان تدخل المشهد… وتضغط على الذهب
واحدة من أهمّ التطورات، التي لم تُعطَ حقّها إعلامياً، كانت ما حدث في سوق السندات اليابانية. عوائد السندات اليابانية لأجل 30 عاماً تراجعت بحدّة، بعدما أعلنت وزارة المالية نيتها تعديل برنامج الإصدارات وتقليص فئة السندات الفائقة الأجل. هذه الخطوة أعادت التركيز على السندات طويلة الأجل كخيار آمن، وعلى اهتمام المستثمر ين بالأصول اليابانية كملاذ آمن، وساهمت في تقليص الإقبال على الذهب موقتاً ودفع بعض المتداولين إلى جني الأرباح.

ما حدث يذكّرنا بأن الذهب لا يتفاعل مع سياسة الفيديرالي الأميركي فحسب، بل أيضاً مع منحنيات العوائد العالمية، من واشنطن إلى طوكيو.

 

الفضة: فرصة متأخّرة أم لحظة الانطلاق؟
في ظل هذا الهدوء، بدأ الحديث عن الفضة بالعودة تدريجاً. الفجوة بين الذهب والفضة، أو ما يُعرف بنسبة الذهب إلى الفضة، وصلت إلى نحو 100:1، أي أن أونصة من الذهب تساوي قرابة الـ 100 أونصة من الفضة. هذا الرقم بعيد عن المعدّل التاريخيّ البالغ 70:1، وغالباً ما يشير إلى لحظة تغيّر.

فإما أن الفضة تبدأ بالارتفاع لتلحق بالذهب، وإما أن الذهب يتراجع. وفي الحالتين، الفجوة الحالية غير قابلة للاستمرار، والفضة مرشّحة لتكون رهاناً عالي الحساسية في دورة متأخرة.

 

في الصمت تُكتب التحوّلات
الذهب لم يتراجع كأصل، بل كعنوان. والمستثمر الذكي لا ينتظر الضجيج، بل يقرأ الإشارات الهادئة: تحرّكات الصين، تغيّرات العوائد، ارتفاع الفضة المفاجئ بنسبة 5% في يوم واحد، كلها إشارات إلى أن الأسواق لا تزال تتحرّك، ولكن بلغة مختلفة.

ربما لم تعد النصيحة أن "تشتري ذهباً"، بل أن تتابع ما خلف الضجيج.

 

*محللة أولى للأسواق في مجموعة Equiti 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق