تواصل نيوز - صفا قدّور 

نقطفها ورقة ورقة، علّنا نلمح في الورقة الأخيرة خبرًا سارًّا، هو معدة خاوية، لم تفقد يقينها عبر الأزمان بحاكمٍ عادل، سيأتي يومًا ما، هو صوت الصلاة الصامتة في محراب الأنقياء، هو خيوط ضوء تائهة في صباحيّةِ زنزانة سجين حُكِمَ عليه بالإعدام، هو ذاك النهر، يحمل على ظهره حياة، ليُعيد للحياة الحياة، هو كلمة بابا، ماما، بعد عقديْن من الانتظار واللهفة، هو أوّل لمسة لقلم، في محاولة لإيجاد قصيدته التي تنتظره بلهفة الضائع، أو لحظة تمرّد على الأبجديّة، وتبديل مواقع اللام والميم، وشتّان بين الألم والأمل، هو وكما يُقال، ذات معركة، رفعَتْ وردة بائسة كفَّ الرجاء بين زحمة الأشواك، فهَطَلَ غيثٌ على هيئة أمل، والأمل هو بعضٌ مِنْ أنا، ولَرُبَّما أنا، والكتابة، هي إشفاق القلم على وحدة الورقة، يروي لها حكايات ليؤنسها، يفضفض لها أسراره، وينزف أوجاعه، يصطحبها معه في نزهة جميلة، يعانق لياليها فيرقصان على وقع إيقاع القدر، يعطيها الموافقة للالتحاق بوظيفة طالما حلمت بها، يوشوش لها عن حب عاشقيْن مجنونيْن، ويتغنّى لها بقَسَمِ الله به، الكتابة هي إعادة الدم لعروق ورقة كانت ذات يوم شجرة تنطق بالبهجة، والقلم هو أنا،