تسلّقت أعلى 5 قمم في العالم... نيللي عطار لـ"النهار": هكذا تجاوزت العقبات ولا حدود لأي حلم - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسلّقت أعلى 5 قمم في العالم... نيللي عطار لـ"النهار": هكذا تجاوزت العقبات ولا حدود لأي حلم - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 07:58 مساءً

تواصل نيوز - تمكنت البطلة اللبنانية نيللي عطار من تحقيق إنجاز جديد يُدوّن في سجلات إنجازات الرياضة اللبنانية، بعد تسلّقها أعلى خمس قمم في العالم، آخرها ماكالو وكانغشينجونغا، متخطيةً الصعوبات والانتكاسات والخوف وحتى "الموت" من أجل بلوغ أهدافها.

ولن تتوقف مهمة عطار هنا، إذ تتطلع لتسلّق كل القمم التي يتجاوز ارتفاعها 8000 متر، ما يؤكد أنّ هذه الرياضة ليست مجرّد هواية بالنسبة إليها، بل أسلوب حياة وشغف لا حدود له.

 

نيللي عطار ترفع العلم اللبناني

 

1 - أوّلاً، كيف تعرفين عن نفسك باختصار؟ ولماذا اخترتِ هذه الرياضة؟
أنا نيللي عطار، رياضية متخصصة في الرياضات الخطرة وأحب التحديات. تسلّق الجبال يجمع بين الكثير من الأشياء التي أحبها: الطبيعة، الرياضة، البيئات الصعبة، العمل الجماعي، وتجاوز الحدود. على مر السنين، بدأت أمارس هذه الرياضة أكثر فأكثر، بدءاً من منتصف العشرينيات من عمري.

2 - أي جبال تسلّقتِ حتى الآن؟ وهل من قمة أخرى ترغبين بتسلّقها؟
تسلّقت نحو 40 قمة، من أبرزها أعلى خمس قمم في العالم: إيفرست، كي 2، كانغشينجونغا، لوتسي، وماكالو. كذلك، تسلّقت نحو 12 قمة في جبال الألب.
أطمح لتسلّق كل القمم الـ14 التي يتجاوز ارتفاعها 8000 متر. في الواقع، أتمنى أن أستمر في تسلّق الجبال طوال حياتي.

3 - أنتِ قادمة من رحلة جديدة، أخبرينا عنها...
لقد عدت من تسلّق قمة ماكالو وكانغشينجونغا، خامس أعلى قمة وثالث أعلى قمة في العالم توالياً. ذهبت إلى النيبال بنيّة تسلّق ماكالو فقط، إذ إنّ تسلّق أي قمة يتجاوز ارتفاعها 8000 متر عادةً ما يستغرق بين خمسة إلى ثمانية أسابيع. لكن لحسن الحظ، سارت الأمور بشكل ممتاز. شعرت أنني بحالة جيدة جداً بعد ماكالو، والظروف سمحت لي بمحاولة تسلّق كانغشينجونغا أيضاً. كنت قد تأقلمت بالفعل على ماكالو، وقضيت وقتاً طويلاً على ارتفاعات شاهقة.
كان هناك ما بين أسبوع إلى عشرة أيام فقط على انتهاء موسم التسلّق في كانغشينجونغا قبل أن يتغيّر الطقس، لذا قرّرت أن أخاطر، وقد نجحنا في ذلك.
بالطبع، واجهتنا العديد من التحديات في كل من ماكالو وكانغشينجونغا. في ماكالو تحديداً، اضطررنا لمحاولة الوصول إلى القمة مرّتين.
في المحاولة الأولى على ماكالو، كانت الحبال المثبتة على الجبل مدفونة تحت الثلج، فلم نتمكن من تجاوز ارتفاع 7900 متر. وبعد بضعة أيام، حاولنا مرّة أخرى. وكأننا تسلّقنا الجبل مرّتين. كان هذا التحدي الأكبر في ماكالو.
أما في كانغشينجونغا، فكان التحدي الرئيسي هو الطقس. كل يوم كان مختلفاً. كنا نخطط للوصول إلى القمة في 24 أيار/ مايو. في البداية، بدا أنّ هذا اليوم مثالي حسب توقعات الطقس، لكنه استمر بالتغيّر. وتبين لاحقاً أنه يوم عاصف جداً.
محاولة الوصول إلى القمة من المعسكر الرابع وإليه تستغرق عادةً ما بين 20 إلى 25 ساعة. فتخيّل أن تقوم بذلك في درجات حرارة شديدة البرودة، قد تصل إلى ما دون 20 أو 30 درجة مئوية، مع رياح تصل سرعتها أحياناً إلى 50 كيلومتراً في الساعة. كانت تجربة قاسية جداً.
لكن نجحت المحاولة. وأعتقد أنّ كلا الجبلين علّمني دروساً كثيرة ستبقى معي مدى الحياة. كانت التجربة مذهلة بكل معنى الكلمة.
التواجد في قلب الطبيعة، واختبار قدراتي، وتجاوز حدودي، ومشاركة هذه اللحظات مع الآخرين، وكتابة فصل جديد في تاريخ لبنان... هذه التجارب ستبقى محفورة في قلبي إلى الأبد.
ويجب أن أقول إنّ هذين الجبلين، ماكالو وكانغشينجونغا، أصعب بكثير من إيفرست، رغم أنهما ثالث وخامس أعلى قمة في العالم.
صحيح أنّ إيفرست هي الأعلى، لكنها ليست الأصعب. وبقيامي بتسلّق هذين الجبلين، أكون قد أتممت تسلّق أعلى خمس قمم في العالم، وأصبحت أول لبنانية تُحقق هذا الإنجاز.

 

نيللي عطار تتسلق الجبال

نيللي عطار تتسلق الجبال

4 - ما هو الدافع الحقيقي وراء تسلّقك هذه الجبال؟ وهل شعرتِ في أي لحظة أنكِ على وشك التراجع؟
بالطبع، تراودك أحياناً أفكار الشك، وتتساءل لماذا تفعل كل هذا. هناك لحظات أشعر فيها بخوف شديد جداً من احتمال وقوع حادث، مثل أن يموت أحد، سواء أنا أو من يرافقني. هناك لحظات أشعر فيها أنه ربما من الأفضل أن أتراجع إلى بر الأمان.
لكن بعد ذلك أفكر: فقط ادفع نفسك قليلاً أكثر، ثم قليلاً أكثر، وانظر إلى أي مدى يمكنك الوصول. مع الحفاظ دائماً على السلامة، ومع إدراك أنّ هناك حداً معيناً من الخطر لا يجب تجاوزه.
الأمر ليس استسلاماً بقدر ما هو تراجع نحو الأمان. ويجب أن تعيد التقييم باستمرار، تقييم مدى خطورة الوضع، أين أنت، كيف تشعر، وما هي الظروف المحيطة. عليك أن تسأل نفسك باستمرار إن كنت تستطيع الاستمرار. وأعتقد أنّ هذا أمر مهم جداً لكل متسلّق.

5 - كيف تتعاملين مع الخوف والتعب على الارتفاعات الشاهقة؟
أحاول أن أعيش كل يوم بيومه. أحاول أن أقسّم المهام، بحيث يكون كل يوم هو يوم القمة. أعتني بصحتي، وبنفسي، وبالناس من حولي.
وكل ما عليّ فعله في هذا اليوم هو أن أحقق الهدف المحدد لليوم. سواء كان اليوم مخصصاً للراحة أو للصعود إلى المعسكر. أحاول بجد أن أتحكم بعقليتي.
إذا بدأت أفكر في الأمور السلبية أو المخاوف، فإنها تبدأ بالتحكم بي. لذلك أحاول أن أواجهها بالتفكير الإيجابي، بالتفكير في الأشياء التي ترفع من معنوياتي وتعطيني طاقة أثناء التحرّك.
وفي اللحظات التي أشعر فيها بالخوف الشديد، أقول لنفسي: الله معنا.

 

نيللي عطار تتحدّى الصعوبات

نيللي عطار تتحدّى الصعوبات


6 - هل مررتِ بلحظات فشل أو تراجع في رحلاتك؟ وكيف تعاملتِ معها؟
نعم بالطبع، لقد مررت بفشل وانتكاسات. هناك العديد من الجبال التي اضطررنا فيها إلى العودة من دون الوصول إلى القمة.
في العام الماضي، حاولتُ تسلّق عاشر أعلى قمة في العالم، وهي من أخطر الجبال على الإطلاق. وبعد كل ما مررنا به، اضطررنا إلى التراجع قبل 500 متر فقط من القمة، وهي قمة أخرى يزيد ارتفاعها عن 8000 متر.
كنا هناك لمدة شهر، لكن هذه الأمور تحدث. ولهذا يسمّون التسلّق "فن التراجع النبيل". يجب أن تعرف متى يحين وقت العودة. وهذا ما يجعلك تستمر في هذه الرياضة لفترة أطول. إذا كنت ترغب في الاستمرار في هذا المجال مدى الحياة، فستواجه العديد من الجبال التي سيتوجب عليك التراجع فيها. وأعتقد أنّ هذه اللحظات هي التي نتعلم منها بشكل أكبر.
لذلك، هناك العديد من الجبال في الماضي التي اضطررنا فيها إلى التراجع ولم نتمكن من إكمال الرحلة، سواء لأسباب تتعلق بالسلامة، أو الطقس، أو الصحة.

7 – أصعب تجربة وقعتِ فيها خلال مغامرة ما؟ في أي رحلة؟ ماذا حصل معك؟
في قيرغيزستان، كنا نتسلّق قمة لينين. أحد أصدقائي أصيب بوزمة دماغية نتيجة الارتفاع، وكانت حالته حرجة جداً. كانت هذه من أصعب المواقف التي مررنا بها. ومن البديهي أننا لم نكمل التسلّق.

8 - هل من أهداف أخرى، غير التسلّق، تتطلعين لتحقيقها؟
أود أن أعمل في مجال الرياضة على المستوى السياسي، وأن أساهم بشكل أكبر في خدمة المجتمع لجعل الرياضة أكثر سهولة وتوفراً للجميع.

9 - لقد أصبحتِ رمزاً للمرأة العربية في عالم المغامرات والتسلّق. ما هي رسالتك للمرأة؟
نصيحتي لأي امرأة هي أن تحلم أحلاماً كبيرة. لا يوجد حلم كبير جداً. اتبعي حلمكِ. ستكون الرحلة صعبة، وستكونين أحياناً وحيدة، وستواجهين الكثير من التحديات. لن يدعمك الجميع، لكن من أعظم الأشياء في الحياة، ومن أكثرها إشباعاً للنفس، أن تعيشي رسالتك، وأن تفعلي ما ترغبين به.
بغض النظر عن مكانك أو عمرك أو مجتمعك أو خلفيتك؛ إذا كان لديك حلم، يمكنك تحقيقه إذا كنتِ ترغبين به حقاً وبشدة.
لذا، نصيحتي هي: احلمي كثيراً، لا تسمحي لأحد أن يوقفك، واطرقي طريق حلمك... تسلّقي قمة "إيفرست" الخاصة بكِ.

أخبار ذات صلة

0 تعليق