"ويكيبيديا" تُثير استياء محرريها بعد تجربة الملخصات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ويكيبيديا" تُثير استياء محرريها بعد تجربة الملخصات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 08:56 صباحاً

تواصل نيوز -  

أثار قرار مؤسسة ويكيميديا، المشغلة لموسوعة "ويكيبيديا" الشهيرة، موجة من الاستياء داخل مجتمع المحرّرين بعد بدء تجربة لعرض ملخصات تولّدها خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مقدمة بعض المقالات. وعلى الرغم من أن المؤسسة أوضحت أن هذه الخطوة تجريبية ومحدودة، فإن ردود الأفعال كانت حادة وسريعة، ما دفعها إلى وقف التجربة مؤقتاً بعد أقل من 24 ساعة على إطلاقها.


ردود غاضبة من المحرّرين

منذ اللحظة الأولى لتفعيل الميزة، عبّر العشرات من المحررين المتطوعين في ويكيبيديا عن رفضهم الصريح، مستخدمين عبارات مثل: "فكرة سيئة للغاية"، و"أشد معارضة ممكنة"، و"بالتأكيد لا". التجربة شملت مستخدمي إضافة ويكيبيديا في المتصفحات، حيث ظهر لهم ملخص مختصر في أعلى بعض المقالات، يمكن توسيعه بالنقر عليه. وقد أُرفق الملخص بتحذير بصري يشير إلى كونه "غير موثّق".

 

 

 

ذكاء اصطناعي على منصة تعتمد البشر

لطالما تميزت ويكيبيديا بأنها منصة يتحكم في محتواها البشر، ويُعرف عنها التزامها بمصداقية المصادر ومكافحة المعلومات المضللة. وفي الوقت الذي تتعرض فيه أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لانتقادات بسبب "هلوسات" تقدم معلومات خاطئة بصياغة تبدو منطقية، فإن موسوعة ويكيبيديا ظلّت تُعتبر مرجعاً أكثر توازناً وموثوقية.

لكن مؤسسة ويكمبيديا قررت، رغم ذلك، اختبار الملخصات المولّدة آلياً بداية من 2 يونيو/حزيران، مؤكدة أن الغاية كانت استكشافية، لمعرفة مدى تقبل المستخدمين للفكرة، واستطلاع فاعلية نموذج "آيا" مفتوح المصدر من شركة Cohere، المُستخدم في توليد تلك الملخصات.

مبررات ويكيميديا للتجربة

بحسب ما نقل موقع 404 عن متحدث باسم المؤسسة، فإن الهدف من التجربة هو "جعل مقالات ويكيبيديا المعقدة أسهل للفهم، خصوصاً للقراء من ذوي المهارات القرائية المتفاوتة". وأكدت المؤسسة أن التجربة كانت اختيارية ولم تشمل جميع المستخدمين، وامتدت أسبوعين، في إطار سعيها لجعل المنصة أكثر شمولاً وقابلية للوصول.

وأوضح المتحدث أن التجربة جاءت نتيجة نقاشات في مؤتمر ويكيميديا 2024، حيث طُرحت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة المحتوى بما يجعله أكثر بساطة من دون المساس بجوهره التحريري أو بجودة المعلومات.

قلق بشأن الهوية التحريرية للمنصة

رغم التطمينات، عبّر العديد من المحررين عن تخوفهم من أن تؤدي هذه التجربة إلى إضعاف الثقة في ويكيبيديا، أو أن تُدخلها في سباق غير ضروري مع شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل غوغل، التي بدأت بدورها في تقديم ملخصات تعتمد الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث.

أحد المحررين علّق بغضب قائلاً: "لمجرد أن غوغل أطلقت ملخصاتها الذكية لا يعني أن علينا مجاراتها. هذا قد يُلحق ضرراً فورياً لا يمكن إصلاحه بسمعتنا كمصدر جاد وموثوق". وأضاف: "ويكيبيديا أصبحت رمزاً للرصانة، وهو ما يجب أن نحافظ عليه. لا داعي للانخراط في سباق اللمعان الذي يقوده الذكاء الاصطناعي".

مستقبل التجربة ما زال مفتوحاً

ورغم إيقاف التجربة مؤقتاً، لم تستبعد ويكيميديا العودة إليها لاحقاً ضمن إطار أوسع من النقاش المجتمعي. المؤسسة أوضحت أنها لا تزال مهتمة باستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي، بشرط الحفاظ على دور البشر في صنع القرار التحريري، وضمان الشفافية ومصداقية المعلومات المعروضة على المنصة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق