تواصل نيوز - بعد الهجوم الإسرائيلي "التاريخي" والنوعي ضد إيران، والذي استهدف قياديين ومواقع عسكرية ونووية من الدرجة الأولى، تتجه الأنظار نحو الرد الإيراني والاحتمالات المطروحة على طاولة المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري، اللذين يواجها ضغط الهجمات من جهة، وضغط الانتقادات جرّاء عدم كفاءة الردود مقارنة بالهجمات خلال تجارب سابقة.

صحيفة "التايم" تطرّقت إلى سيناريوات الرد، واختصرتها بخمسة:

السيناريو الأول: مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر
كرد أول على الهجمات الإسرائيلية، قامت إيران بإطلاق نحو 100 مسيّرة، زعمت إسرائيل أنها أسقطتها، ووفق صحيفة "التايم"، فإن إيران هدّدت بمهاجمة إسرائيل في حال استهدفتها الأخيرة، والعام الماضي، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل، لكن الأخيرة اعترضت معظمها بمساعدة دولية.

تمتلك إيران ترسانة واسعة من الصواريخ بعيدة المدى والمسيّرات، القادرة على قطع المسافة بينها وبين إسرائيل، لكن إيران هاجمت إسرائيل مرّتين العام الماضي دون أن تتمكن من إيصال كافة المقذوفات أو إحداث أضرار كبيرة بسبب الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في التصدّي للهجمات.

السيناريو الثاني: استهداف المواقع الأميركية
رغم إشارة الولايات المتحدة إلى أنها لم تشارك في الهجمات الإسرائيلية، إلّا أن "أكسيوس" نقلت معلومات مفادها أن تل أبيب أخذت "ضوءاً أخضر" من واشنطن لتنفيذ هجومها، ووفق "التايم"، تمتلك إيران آلاف الصواريخ متوسطة المدى القادرة على الوصول إلى القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة. 

وأبرز القواعد الأميركية الموجودة في المنطقة هي قاعدة عين الأسد في العراق، وعام 2020، هاجمت إيران قواعد جوية في العراق تستضيف قوات أميركية بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ولم تُسجل أي وفيات أميركية لأن القاعدة أُخليت في الوقت المناسب.

وتشير صحيفة "التايم" إلى أن الهجوم الإيراني على قواعد أميركية في العراق قد يصبح معقداً أكثر في حال مشاركة الفصائل الموالية لإيران في العراق.

السيناريو الثالث: استهداف حقول نفط
حقول النفط في الشرق الأوسط قريبة من إيران، وبحسب "التايم"، فإن إيران "ألمحت" إلى أنها قد "تستهدف" حقول النفط الإقليمية إذا تعرضت مواقعها النووية لهجوم، وهو ما يثير خشية الولايات المتحدة كونه سيؤثر على أسعار النفط عالمياً وسلاسل التوريد، مع العلم أن هذه الأسعار ارتفعت بعد الضربات الإسرائيلية وقبل الرد الإيراني.

لكن لا بد من الإشارة إلى العلاقة التي شهدت تحسناً في السنوات الأخيرة بين إيران والعديد من الدول العربية، ما قد يحول دون استهداف هذه المواقع.

السيناريو الرابع: استهداف سفن نفط وتجارة
في سياق سلاسل التوريد، فإن إيران تمتلك ورقة فاعلة، وهي الخليج العربي ومضيق هرمز، فالخليج يُعدّ ممراً رئيسياً لشحنات النفط، حيث يمرّ ما يصل إلى 30% من النفط العالمي عبر مضيق هرمز، وفق "التايم"، وقد يُؤدّي أيّ صراع إلى توقف الملاحة، خصوصاً وأن إيران سبق لها أن فجّرت سفناً في المنطقة للضغط على الولايات المتحدة.

السيناريو الخامس: الفصائل الموالية
في آخر سيناريوات "التايم"، تشير الصحيفة إلى الفصائل المسلّحة الموالية لإيران في الدول العربية، كـ"حزب الله" في لبنان، وكتائب "حزب الله" في العراق، والحوثيين في اليمن، وغيرهم، التي من الممكن أن تشارك إلى جانب إيران في الرد على إسرائيل.

لكن الكثير من هذه الفصائل تلقت ضربات قاسية من قبل إسرائيل ما أدّى إلى تدمير جزء كبير من ترسانتها العسكرية، مثل "حزب الله" و"حماس" والحوثيين نسبياً، وقد خرجت معظم الفصائل الإيرانية من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبالتالي قد لا تكون هذه الفصائل قادرة على دعم إيران، فيما بقيت الفصائل العراقية موجودة ولم تتلقَ ضربات كثيرة تذكر.