نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب أم نتنياهو... من المتحكّم بقرار ضرب إيران؟ - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 06:00 مساءً
تواصل نيوز - تغيّرَ الزمن؛ وسريعاً. سنة 2020، أبدى رئيس الحكومة الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو ترددّاً في اغتيال قائد "قوة القدس" حينها قاسم سليماني. هذا على الأقلّ بحسب ما قاله الرئيس دونالد ترامب سنة 2023:
"كانت إسرائيل ستسير معنا، وكان (الهجوم) يُخطَّط له ويُعمَل عليه طوال أشهر. كان لدينا كلّ شيء جاهز للانطلاق، وفي الليلة التي سبقته، تلقّيتُ اتصالاً يفيد بأنّ إسرائيل لن تشارك في هذا الهجوم".
وتابع ترامب في تجمع انتخابيّ بفلوريدا: "لم يسمع أحدٌ هذه القصّة من قبل. لم يخبرونا عن السّبب. لن أنسى أبداً أنّ بيبي (نتنياهو) خذلَنا. لقد خاب أملنا بذلك. خاب أملنا جداً".
على الأرجح، لم يطل الوقت حتى خيّب نتنياهو أمل ترامب مجدّداً. لكن هذه المرّة بطريقة معكوسة. بات ترامب أكثر تردداً حيال ضرب مصالح إيران، بعكس نتنياهو. حين كان الرئيس الأميركيّ يجري مفاوضات مع الإيرانيّين اختار رئيس الحكومة الإسرائيليّ التصعيد فجر الجمعة.
رافعة؟
يقول بعض الإسرائيليّين إنّ هدف نتنياهو كان منح أميركا رافعة إضافيّة في مفاوضاتها مع إيران. لا يقتنع الجميع بهذه النظريّة. في تعليق لـ "النهار"، أشارت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "المجلس الأوروبّيّ للعلاقات الخارجيّة" إيلّي جيرانمايه إلى أنّه "من الواضح أنّ توقيتها (الهجمات) وطبيعتها الواسعة النطاق هدفت إلى إفشال المحادثات بشكل كامل".
من مشاهد القصف الإسرائيلي على طهران (أ ب)
وبين الهدفين، أي بين منح واشنطن مزيداً من النفوذ من جهة وعرقلة جهدها من جهة أخرى، خيط رفيع، لكنّه مهمّ. قلّة تعتقد أنّ ترامب غير متحمّس لتوقيع اتّفاق جديد مع إيران. لقد يئس ترامب تقريباً من إمكانيّة تحقيق خرق في ملفّ الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فذهب يفتّش عن نصر ديبلوماسيّ ما مع إيران. لقد وصل الأمر إلى انتشار تحليلات عن إمكانيّة سماح ترامب للإيرانيّين بالاحتفاظ بقدرات تخصيبيّة على الأقل في مرحلة من المراحل. لم يكن الإسرائيليّون ولا صقور الجمهوريين ليقبلوا بذلك. وجّه أكثر من 170 مشرّعاً جمهوريّاً رسالة الأسبوع الماضي إلى ترامب أصرّوا فيها على ضرورة عدم السماح لطهران بالإبقاء على بنيتها التحتيّة النوويّة. جاء ذلك بعد فترة من البرودة في العلاقات الأميركيّة-الإسرائيليّة.
يذكر المهتمّون بالملفّ الإيرانيّ كيف "استدعى" ترامب نتنياهو أوائل نيسان/أبريل الماضي إلى البيت الأبيض فقط ليخبره أن المسؤولين الأميركيّين ذاهبون للتفاوض مع إيران. في ذلك الحين، لم يحصل نتنياهو حتى على وعد بخفض الرسوم الأميركيّة الجديدة على إسرائيل. منذ ذلك الحين، تتالت التقارير الغربيّة عن أنّ ترامب حذّر نتنياهو من ضرب إيران وسط استمرار المفاوضات، وآخر تلك التحذيرات صدر يوم الإثنين. مع مرور الوقت، وخصوصاً يوم الخميس الماضي، خفّض ترامب سقف توقعاته. لكنّ ذلك لم يعنِ بالضرورة أنّه فرح بالضربة الإسرائيليّة أو أنّه نسّقها مع نتنياهو.
موافقة... بمفعول رجعيّ؟
طبعاً لا يمكن بشكل كامل إسقاط احتمال أن يكون ترامب قد منح نتنياهو الضوء الأخضر لشنّ عمليّته، كما الإمكانات الاستخباريّة لمساعدته على تنفيذها. من المحتمل أيضاً أن تكون إدانة مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم امتثال إيران لبنود معاهدة حظر الانتشار النوويّ قد ساهمت في تغيير قناعة ترامب بإمكانية وصول المفاوضات إلى نتيجة مرضية. لكن أن يفقد ترامب صبره قبل ساعات من جولة التفاوض السادسة التي كانت متوقّعة الأحد في عمان أمر يقلل من هذا الاحتمال.
كتب ترامب على "تروث سوشل" بعد الضربات كيف أنّه منح إيران الفرصة لتوقيع الاتفاق وكيف طالبها بتسريع الموافقة على صفقة جديدة محذّراً من أنّ أفضل الأسلحة الأميركيّة أصبحت في متناول إسرائيل. يبدو هذا التصريح موافقة على ما فعلته إسرائيل. الملتبس قليلاً هو ما إذا كانت هذه الموافقة قد حصلت بمفعول رجعيّ بعدما تمّ وضع أميركا أمام الأمر الواقع.
ربّما أعجب ترامب بنجاح العملية الإسرائيلية النوعية مما دفعه إلى إظهار موافقته الضمنية عليها في المنشور، تماماً كما أُعجِب لاحقاً بنوعيّة عمليّة "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّة بحسب تقارير. فبعد تأكيد وزارة الخارجية الأميركية أنّ الهجوم الإسرائيليّ تم بطريقة أحاديّة، بدا ترامب يخفّف من مضمون البيان، إلى أن وصف لاحقاً الضربات الإسرائيلية بـ "الممتازة".
أسباب وجيهة
حتى مع افتراض وجود ضوء أخضر أميركي مسبق لهذه العمليّة، هل يمكن ضمان ألّا يذهب نتنياهو أبعد من مجرّد ضرب المنشآت النووية وأن يلتزم فقط بالضغط المحدود على النظام؟ في الواقع، كان هذا ما حصل فعلاً مع استهداف ما لا يقل عن عشرين قائداً عسكرياً إيرانياً بارزاً في ما اعتبره مراقبون "قطعاً لرأس النظام" أكثر من كونه فقط تكبيلاً للقدرات النوويّة.
باختصار، ثمّة أسباب وجيهة عدّة تبرّر عنوان تقرير مراسل "بي بي سي" في واشنطن توم بايتمان: "إسرائيل اختارت التحرّك الآن، سواء أحبّ ترامب ذلك أم لا".
تدريجيّاً، يبدو أنّ ترامب يحبّ، أو بالحدّ الأدنى، يتقبّل ذلك.
0 تعليق