نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قلق يتضاعف... أزمة المواجهات الإسرائيلية – الإيرانية تشتد على الأردن - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 09:57 مساءً
تواصل نيوز - تجدد القلق الأردني وتضاعف أيضاً تزامناً مع شن الجيش الإسرائيلي هجوماً جديداً على إيران فجر الجمعة، إذ أعلن الجيش الأردني أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضتا عدداً من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي للمملكة دون أن يحدد مصدرها.
وخلال العام الماضي، عاش الأردنيون أجواء رعب نتيجة سقوط شظايا صواريخ وطائرات مسيرة في جولتين منفصلتين من فصول المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية، في حين ظلت المملكة تؤكد أنها لن تكون ساحة لحرب إقليمية، وأنها لن تسمح لأي طرف كان باختراق أجوائها.
وعلى وقع التطورات الأخيرة، أعلن الأردن إغلاق أجوائه بشكل موقت وتعليق حركة الطيران أمام جميع الطائرات الآتية والمغادرة والعابرة للمملكة، ووضع الجيش التشكيلات والوحدات كافة على أهبة الاستعداد للتصدي لأية محاولات تهدد الأمن، بينما أصدر المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، مجموعة تعليمات واجب اتباعها في حال سقوط أجسام غريبة من الجو.
كما تلقى الأردنيون رسائل نصية على هواتفهم دعتهم فيها مديرية الأمن العام إلى "ضرورة البقاء داخل مناطق التواجد وتجنب المناطق المفتوحة الخارجية"، في حين دوت صفارات الإنذار مرات عدة منذ ساعات الفجر.
إلى ذلك، عبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عن إدانة الأردن للهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكداً أنه "يأتي في وقت بالغ الحساسية كانت فيه الولايات المتحدة تتفاوض على اتفاق نووي مع إيران من شأنه أن ينقذ المنطقة والعالم من تصعيد مدمر جديد".
وقال الصفدي إن إسرائيل هاجمت إيران في خطوة استفزازية أخرى تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، وتدفع المنطقة أكثر نحو هاوية الحرب الإقليمية، مؤكداً أن "مثل هذه الاعتداءات لن تجلب الأمن لأحد، وإنما الديبلوماسية، والامتثال للقانون الدولي، واحترام سيادة الدول وحقوقها هي ما يحقق الأمن".
ودعا الصفدي المجتمع الدولي إلى "التحرك فوراً لنزع فتيل التوتر"، بينما أكد أن "الأردن سيواصل العمل من أجل خفض التصعيد الإقليمي".

طائرتان تابعتان لسلاح الجو الملكي الأردني (أرشيفية)
استعدادات عالية المستوى
ووفق ما يقول لـ"النهار" مصدر حكومي أردني، فإن "ما يضاعف القلق هو أن مسار المواجهات بين طهران وتل أبيب بات يتخذ طابعاً أكثر سخونة وانفلاتاً في الوقت ذاته، ما يزيد المخاطر الناتجة عن ذلك على الأردن".
لكن ذلك القلق على ما يؤكد المصدر ذاته: "تقابله استعدادات عالية المستوى من قبل أجهزة الدولة بمختلف مهامها وأدوارها وعلى المستويات كافة سواء عسكرياً أو سياسياً أو ديبلوماسياً، بالإضافة إلى تعليمات وتوجيهات أول بأول على مستوى الجبهة الداخلية وكيفية التعامل مع أي تطورات".
وتطرق إلى أن "الأردن وانطلاقاً من رؤيته الراسخة بضرورة إيجاد حلول سلمية لمختلف الأزمات، فإنه يخوض حراكاً سياسياً وديبلوماسياً كبيراً مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً باتجاه التهدئة لا التصعيد".
ومن وجهة نظر مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، فإن "الموقع الجغرافي للأردن يجعله عرضة للتهديدات الناتجة عن المواجهات بين إسرائيل وإيران"، لكنه يشدد في الوقت ذاته على أن "الأردن لا يزال قادراً على التعامل بفعالية مع أي اختراقات، سواء في السياق السياسي والديبلوماسي أو في السياق العسكري".
ويضيف المومني لـ"النهار": "لقد شاهدنا البيانات الصادرة عن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة المعنية، والتي تؤكد جاهزية الدولة للتعاطي مع مثل هذه التحديات. الأردن يمتلك قدرات عسكرية وأمنية تمكّنه من التعامل مع هذه الظروف، وقد أثبت ذلك في مواجهات سابقة خلال السنوات الأخيرة".
ويشير إلى أن "القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية تمتلك من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على التعاطي مع مثل هذه التحديات بفعالية، إلا أن احتمال وقوع حوادث هنا أو هناك يبقى وارداً، ويعتمد على درجة التصعيد بين إيران وإسرائيل".
وإذا ما استمر التصعيد بين الطرفين، يقول المومني: "فلن يقتصر فقط على إيران وإسرائيل، بل قد تتورط فيه أطراف إقليمية ودولية أخرى، من بينها الولايات المتحدة الأميركية، ما يضع المنطقة أمام سيناريوات أكثر تعقيداً".
اقرأ أيضاً: مقتل 20 على الأقل من كبار القادة العسكريين الإيرانيين... وغارات إسرائيلية جديدة على مدينة تبريز ومنشأة نطنز
"لا حماية جوية بنسبة 100%"
من جهته، يقول الخبير الاستراتيجي والأمني الدكتور عمر الرداد لـ"النهار" إن "الأردن سيواصل سياسته في المطالبة بوقف الأعمال القتالية، كونه متضرراً على الصعيد العسكري، وكذلك في إطار الأمن الوطني والاقتصادي. وسيبقى ملتزماً بحماية أجواء المملكة من أي تهديد أو اختراق، أياً كان مصدره".
أما في ما يتعلق بقدرة الأردن العسكرية على تنفيذ ذلك، فيؤكد الرداد أن "الأردن، كغيره من الدول، يمتلك إمكانيات دفاعية مقبولة، بعضها مرتبط بالتكنولوجيا الحديثة، وهو قادر إلى حدٍّ كبير على حماية أجوائه. ومع ذلك، قد تنجح مقذوفات متبادلة بين الأطراف المتحاربة باختراق الأجواء الأردنية، وهذا أمر مفهوم عسكرياً، ومتعارف عليه في أوساط المحللين العسكريين، إذ لا توجد دولة قادرة على توفير حماية جوية بنسبة 100%".
0 تعليق