من الحقوق إلى عالم السيراميك والنحت… ندى رزق لـ"النهار": أتعامل مع الطين كما يفعل الطفل - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الحقوق إلى عالم السيراميك والنحت… ندى رزق لـ"النهار": أتعامل مع الطين كما يفعل الطفل - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 09:33 صباحاً

لم تكن الفنانة المصممة اللبنانية ندى رزق تدرك شغفها بالفنون في بدايات حياتها، لكنها ما لبثت أن وجدت عالمها الخاص في النحت والسيراميك والبرونز، ليتحوّل هذا المجال إلى شغفها الأعمق ومصدر إبداعها المستمر. فمن دراسة الحقوق والعلاقات الدولية في لندن، انتقلت رزق إلى فضاء الورش الفنية في لبنان، حيث صنعت أعمالاً تمزج بين الحرفية التقليدية والتصميم المعاصر، مستلهمةً الطبيعة وتراثها لتروي عبرها حكايات عن التجدد والحياة والذاكرة الجماعية لبيروت ولبنان.

وعند التأمل في أعمالها داخل ورشتها الصغيرة، تبرز الطيور كعنصر أساسي في معظم قطعها السيراميكية، حيث يروي كل عصفور حكاية مختلفة. وتُرجع رزق شغفها بالسيراميك إلى ما يمنحه من تواصل مباشر وحسي مع المادة، في حين تتميز منحوتاتها، المصنوعة يدوياً، بارتباطها العميق بالعالم الطبيعي وعصور الحكايات والأساطير، مع حفاظها على طابع معاصر يعكس روح الحداثة.

 

الفنانة ندى رزق في cliona patera في الدوحة.

الفنانة ندى رزق في cliona patera في الدوحة.

 

وفي حديث خاص لـ"النهار"، تروي رزق قصة دخولها إلى عالم الفن، الذي وصلت إليه بالصدفة، قائلة: "درست الحقوق السياسية والعلاقات الدولية في لندن، وعندما كبر أولادي وعدت إلى لبنان، رغبت فقط في أخذ بعض الصفوف في الرسم. لكنني وجدت نفسي أتابع الدراسة لأربع سنوات، وبدأت أتعمق في النحت والسيراميك".

وتخرج إبداعات رزق الفنية من ورشة صغيرة تعمل فيها على السيراميك، إلى جانب ورشة خارجية تُنفَّذ فيها أعمالها الكبيرة بالتعاون مع الحرفيين اللبنانيين، مثل منحوتة "شموس بيروت" التي عرضتها ضمن معرض "We Design Beirut" في فيلا عودة.

"شموس بيروت"

ووصفت رزق "شموس بيروت" لـ"النهار" قائلة: "هذا العمل مستوحى من ميدالية صغيرة في المتحف الوطني اللبناني ترمز للشمس وتجدد الحياة. قمت بتكبيرها وصممت خمسة أقراص برونزية مكدّسة في تصاعدٍ عمودي ومرتكزة على كتلة صلبة من الرخام لتعكس دورة الليل والنهار والتجدد والحياة، وفي الوقت نفسه تعبّر عن بيروت التي تجمع الغائب بالحاضر".

وأضافت: "أعمالي تأتي دائماً بين الحرفية والتصميم، وأستوحي أفكاري غالباً من الطبيعة، ليس فقط من أشكالها، بل من رموزها التي تعكس الحياة والموت والتجدد".

 

ندى رزق وعملها شموس بيروت ضمن معرض We Design Beirut في فيلا عودة.

ندى رزق وعملها شموس بيروت ضمن معرض We Design Beirut في فيلا عودة.

ندى رزق وإلهام متجدد من المواد الطبيعية

تستخدم رزق مواد مثل الطين والبرونز والرخام، وتصف علاقتها بها بقولها: "أتعامل مع الطين كما يفعل الطفل الذي يشكله بحرية. أحياناً لا تكون لدي فكرة مسبقة عن العمل، فتتضح خلال النحت والتزيين. بعد تشكيل القطعة، أتركها لتجف لأسابيع قبل إدخالها الفرن بدرجات حرارة عالية، وهي عملية دقيقة تتطلب صبراً، إذ قد تتكسر بعض القطع وتحتاج لإعادة العمل عليها".

وتتابع رزق: "أعمل أيضاً بالبرونز والحجر، وأمزج أحياناً بين الرخام والبرونز كما في "شموس بيروت". كل قطعة لدي فريدة بيدويتها ولا يمكن تكرارها. أستوحي أحياناً من التراث اللبناني، وأحياناً من الطبيعة أو البحر".

وعن سلسلة التعاون التي نفّذتها مع علامة "كارتييه" منذ عام 2018، تقول: "صمّمت مجموعة من قطع الرخام التي ما زالت تُطلب حتى اليوم، وتستوحي شكلها من التجدد والأمل المتجسدين في ليفة البحر التي اعتُقد أنها انقرضت ثم عادت للظهور. انطلقت من شكلها وصنعت كاسات من الرخام يتربع عليها عصفور من البرونز".

 

من أعمال ندى رزق الفنية.

من أعمال ندى رزق الفنية.

 

وتعرض رزق أعمالها في معارض داخل لبنان وخارجه، مؤكدة حرصها على إبراز الفن اللبناني للعالم مع الحفاظ على هويته التراثية والثقافية. شاركت في: بينالي الدوحة للتصميم، معرض بيروت للتصميم، معرض بيروت الفني، معارض في دبي، بينالي "هاوس أوف توداي" للتصميم، أسبوع باريس للتصميم، كاروسيل دو لوفر، "لاتيرنا ماجيكا" في هلسنكي، وقصر بريولي بونسان ستاي في البندقية.

وختمت حديثها لـ "النهار" بالقول: "الفن بالنسبة لي شغف لا ينتهي. وأؤمن بأن من يكتشف شغفه يجب أن يعمل فيه مهما كانت سنه، فالإبداع الحقيقي يحتاج إلى ممارسة مستمرة وحب صادق لما نقوم به".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق