نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حصري فقط على تواصل نيوز - أصعب الخيارات الإيرانية في الطريق إلى التفاوض - تواصل نيوز, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 08:27 صباحاً
تواصل نيوز - من حق ايران ان تشعر بالخديعة في الحرب التي بدأتها اسرائيل عليها فيما تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية ازاء ذلك فتخلت عن حذرها ازاء احتمال الحرب حيث وثقت بان جلوسها الى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة حول ملفها النووي يمكن ان يحميها من اعتداءات اسرائيلية او ان يعفيها من مواجهة ردود الفعل من وكالة الطاقة الذرية او الدول الاوروبية. اذ ساد خلال انعقاد جلسات المفاوضات مع الولايات المتحدة والتشدد الايراني فيها ان ايران قد تكون تشتري الوقت لتقطيع مرحلة دقيقة بالنسبة اليها فيما تجاهلت المتغيرات التي طرأت ليس في عودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض وقد اخذته في الاعتبار ، بل في ما خسرته في المنطقة على نحو مختلف عن مفاوضاتها بين 2012 و2015 .
ومن حقها ان تشعر بالخديعة لوثوقها بان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي اكد مرارا افضلية قرار المفاوضات ورفضه خيار الحرب على ايران وسعيه الى ان يكون رجل سلام فحسب وليس رجل حروب جديدة ، لن يلجأ الى الاستفادة من خدمات اسرائيل في هذا المجال او ان يترك لها الحرية للتصرف وتوظيف نتائج ما تقوم به لا سيما اذا كانت اسرائيل من تتحمل مسؤوليته المباشرة وليس الولايات المتحدة الاميركية . ولكنها مسؤولية ايران وتقويم قياداتها والذي افتقد الى الرؤية الاستراتيجية على عكس الانطباعات عن الحنكة الايرانية المعهودة وبعد النظر الاستراتيجي، بالاضافة الى مسؤوليتها ازاء الانكشاف في الاختراق الاستخباراتي غير المسبوق والذي كان يتوقع ان يكون مختلفا بعد عملية اغتيال اسرائيل المسؤول الفلسطيني اسماعيل هنية في قلب طهران والاختراق الاستخباراتي العميق الذي اتاح اطاحة قيادة " حزب الله" في لبنان بالاضافة الى سقوط نظام بشار الاسد في سوريا . وينبغي الاعتراف بان ايران شكلت مفاجأة بالنسبة الى كثيرين على هذا المستوى.
الحرب التي بدأتها اسرائيل على ايران تشكل ابرز تحد لطهران لم تواجه مثله منذ الثورة الايرانية العام 1979 بما اطلقته من دينامية مختلفة في المنطقة وما تترجمه الحرب الحالية من تغييرات كبيرة في هذه الدينامية التي يتوقع ان تترجم في اعادة ترتيب المنطقة على الاقل. لذلك فخياراتها صعبة جدا ومكلفة لها وللمنطقة كذلك على رغم امتلاكها لاوراق مؤثرة . لم تتحرك اذرعها في المنطقة التي يرجح انها افتقدت الى القيادة الايرانية المباشرة بعد مقتل القيادات العسكرية العليا في الحرس الثوري في ايران.
العراق ضغط من اجل عدم توريطه من الفصائل وتحييد العراق عن مسار الحرب فيما التزم " حزب الله" حتى الان على الاقل خيار عدم الانتحار ونحر لبنان معه على رغم المخاوف من عناصر او مفاجأت قد تورط لبنان في لحظة ما، والامر نفسه بالنسبة الى الحوثيين على رغم اعتقاد مراقبين كثر عدم استبعاد ايران خيار اللجوء الى هذا الخيار من توسيع الحرب في المنطقة اذا وضعت في الزاوية اكثر . والتصعيد العسكري في رأي مراقبين قد يعطي ايران نافذة على العودة الى طاولة التفاوض على الملف النووي من باب التفاوض على وقف الحرب على رغم دقة الموقف بالنسبة الى ايران فيما ظهر عدم التوازن او التكافوء العسكري مع اسرائيل على نحو واضح ما لا يتيح حرب استنزاف طويلة ومكلفة او فوزا لايران نظرا لاضعاف اسرائيل قدراتها.
ولكن المهم الذهاب الى التفاوض في النقطة التي تتيح حفظ ماء الوجه وليس من موقع الاستسلام وهو خيار ليس سهلا قياسا الى ما حصل. فالرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي انتقل من موقع ردع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اي حرب على ايران الى اعتبار نتائجها " ممتازة " ابقى دعوة ايران الى التفاوض على الطاولة على خلفية ان ما يحصل هو تفاوض بالنار للعودة الى الديبلوماسية . والدعوة الصريحة من نتنياهو الى تغيير النظام في ايران على رغم اصرار ترامب في مناسبات عديدة، على أنه لا يسعى إلى " تغيير النظام " في إيران، انما فقط قبولها للاتفاق الأميركي هو الورقة التي يتم التلويح بها على طريق اخضاع ايران للشروط الاميركية . في وقت يبدو ذهاب ايران راهنا الى التفاوض بمثابة استسلام بحيث يكشف الموقع الضعيف الذي بات عليه النظام من غير المستبعد ان يؤدي الى مطالب او تحركات لتغييره . وهذا يبدو مقلقا لانه كما حصل في دول عدة في المنطقة، فان الامر بمثابة "باندورا بوكس" لن يكون واضحا ما يمكن ان يحمله ذلك.
وتاليا فان الخيارات امام ايران صعبة اذا كان الامر يعني تصعيدا للمواجهة او سعيا الى توسيعها في المنطقة واحتمال ان تستدرج الولايات المتحدة اليها في حال اقفلت فعلا مضيق هرمز او عرضت المصالح الاميركية للخطر فيما انما خيارات ستقود حكما الى التفاوض انما بشروط وظروف اصعب . وتفعيل ايران اتصالاتها لمخارج مع الولايات المتحدة عبر دول المنطقة بعد الردود العسكرية التي قامت بها على اسرائيل يظل ابرز الخيارات الاخف وطأة في الوقت الراهن.
ولكن في هذه المرحلة، ليس واضحا كليا ما اذا كان سيتشكل نظام اقليمي جديد، أو ما إذا كانت القواعد الجديدة في ضوء الحرب المباشرة مع ايران ستؤدي إلى وضع أكثر خطورة وهشاشة في المنطقة او اكثر اراحة لها وتاليا فان انعكاساتها غير واضحة ولو ان كثر يرون افقا مختلفا على ضوء الحقائق التي كشفتها التطورات الاخيرة والتي يمكن ان تؤثر في مقاربات عدة من ابرزها مقاربة لبنان الرسمي الى سلاح " حزب الله".
0 تعليق