تشيلسي قارّياً وجه آخر لا يعرف المنطق - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تشيلسي قارّياً وجه آخر لا يعرف المنطق - تواصل نيوز, اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025 12:36 مساءً

لم يكن فوز تشيلسي على برشلونة بثلاثية نظيفة مجرّد مفاجأة في ليلة أوروبية عابرة؛ بل كان استدعاءً صارخاً لوجه قديم يتقنه النادي كلما تعلّق الأمر بالقارة.

في أمسية توقع فيها الجميع أن يفرض برشلونة هيبته، ذهب تشيلسي إلى رحلة قصيرة للاستمتاع، لا لمواجهة خصم يملك تاريخاً وهويّة لعب تُعرَف بالاستحواذ والسيطرة.

قدّم الـ"بلوز" مباراة مكتملة الأركان: جرأة في الضغط، انضباط دفاعي، استحواذ يجرّد برشلونة من أهم مقوّماته، وفاعلية هجومية تُشعر المشاهد بأنّ الفريق لم يأتِ ليقاوم، بل ليحكم.

ظهر برشلونة باهتاً، وعاجزاً داخل الملعب. أما خارج الخطوط، فوقف فليك خالياً من الأفكار، وكأنّ تشيلسي كتب السيناريو وفرضه على ضيوفه من دون أن يترك لهم مساحة لاستعادة أنفاسهم.

 

تشيلسي يسحق برشلونة في دوري أبطال أوروبا. (أ ف ب)

تشيلسي يسحق برشلونة في دوري أبطال أوروبا. (أ ف ب)

 

لكن الحقيقة أنّ ما حدث أمام برشلونة لم يكن مفاجأة، بل كان تذكيراً فقط بأنّ تشيلسي، حين يرتدي ثوبه الأوروبي، يتحوّل إلى شيء لا يخضع لمنطق ولا يخشى عملاقاً، بل هو من يصنع المفاجأة ويوقع الكبار في لحظاتهم الأضعف. فما فعله الفريق في تلك الأمسية الساحرة ليس حدثاً خارج المألوف، بل امتداد لخط طويل من اللحظات التي كان فيها النادي الإنكليزي خارج أي منطق ومفاجئاً لأي توقع… إلا تاريخه.

الفريق يعيش تحت قيادة ماريسكا واحدة من أزهى فتراته، ويسير بخطى ثابتة في كل البطولات، إلا أنّ ما قدمه أمام برشلونة، ما هو إلا تكرار لتاريخه القاري. فهذا الفريق هو نفسه الذي شق طريقه أخيراً إلى لقب كأس العالم للأندية 2025، وانتزعه من باريس سان جيرمان، الذي كان يصنف باعتباره الأقوى والأكثر اكتمالاً في هذا العام. ورغم الفوارق الفنية والاقتصادية، ذهب تشيلسي إلى المباراة النهائية وكأنه لا يعترف بميزان القوى، وعاد إلى لندن باللقب.

وإذا عدنا إلى الوراء، فسنجد أنّ تاريخه الأوروبي كُتب بالطريقة نفسها: في 2012، وقف الفريق في قلب "أليانز أرينا" أمام بايرن ميونيخ المدعوم بملعبه وجماهيره وبترشيحات شبه مطلقة، ومع ذلك، خطف الـ"بلوز" اللقب في ليلة لا تزال من أكثر ليالي دوري الأبطال درامية. ثم عاد ليكرّر المشهد في 2021، حين أطاح بمانشستر سيتي في النهائي، ضارباً بكل التحليلات والتوقعات عرض الحائط للمرّة الثانية خلال عقد واحد.

تكرار التاريخ بهذه الطريقة يؤكد أنّ تشيلسي هو الفريق الذي لا يُقرأ عبر الأسماء ولا الأرقام ولا حتى الظروف والمتغيرات. الإدارات تتغير، الخطط تتبدّل، والمواسم تتأرجح بين نجاح وأزمة. لكن شيئاً واحداً يبقى ثابتاً: حين يدق ناقوس أوروبا، يولد من تشيلسي فريق آخر. هو "حصان أسود" دائم، لا يكشف أنيابه إلا في أهم لحظات اللعبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق