نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نابليون يشرح: هكذا هُزم "حزب الله" - تواصل نيوز, اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025 01:41 مساءً
بدا الشاب متحمّساً. أحبَّ الموضوع. علاوة على ذلك، عُرضت جائزة نقدية.
شرطُ الحصول عليها كتابة مقال عن الأسباب التي تدفع الرجال كي يشعروا بالسعادة. بعد ستة أشهر، طرح صاحبُ
الـ22 عاماً السؤال الآتي: "ما الذي يفعله الإسكندر (الكبير) حين يهرع من طيبة (اليونانية) إلى بلاد فارس، ومنها إلى الهند؟ إنه دائم الاضطراب، يفقد صوابه ويظن نفسه إلهاً".
وتابع: "الطموح الذي يطيح الحكومات والأقدار الفردية... (هو) كحمّى عنيفة بلا تفكير تتوقف فقط عند توقف الحياة....".
هكذا حذّر نابليون، سنة 1791، من الطموحات التوسعية التي تنهي سريعاً أصحابها، ومعهم ممتلكاتهم وممالكهم.
"حزب الله" والخطر الأعظم
ما انطبق على القادة والدول والإمبراطوريات انطبق على "حزب الله". ثمة قول آخر منسوب لنابليون: "يطرأ الخطر الأعظم عند لحظة الانتصار". إنه ما يسميه البعض "التسمّم بالانتصار". معنى ذلك أن خضوع أصحاب القرار، لحظة الفوز، للعواطف بدلاً من الحسابات الباردة، أمرٌ مكلف. بالتالي، يتحول الانتصار في البداية إلى هزيمة لاحقة، بسبب الحماسة الزائدة.
مقاتلون من
تجد هزيمة "حزب الله" جذورها، ولو جزئياً، في انتهاك الحكمة التقليدية. فبدلاً من الاكتفاء بما حققه سنة 2000، أو حتى سنة 2006، شرع الحزب يوسع نفسه من قوة محلية إلى قوة إقليمية. تفسر عبارة “overextension” أو "التمدد المفرط" الكثير من أسباب خسارة الجيوش، أكانت خسارة موضعية أو نهائية.
ساهم انتقال "حزب الله" للقتال في سوريا واليمن وغيرهما في التمدد المفرط لقواته، وليس بالمعنى المادي فقط. غالب الظن أن "حزب الله" تعرض للاختراق الاستخباري الإسرائيلي حين كان مقاتلوه "يستعرضون" إعلامياً معاركهم وانتصاراتهم في سوريا. ساهم ذلك في تعريض بنية الحزب بكاملها للتغلغل الإسرائيلي؛ باتت الهزيمة مسألة وقت.
وثمة خطأ آخر
ظن "حزب الله" أن "انتصاره" في سوريا دليل إضافي على حتمية حصانته حيال الهزائم. لكن ذلك الانتصار نتج من مزيج من الخبرة والحظ. يميل المرء لا إرادياً إلى التقليل من العنصر الأخير باعتباره انتقاصاً من حنكته. لكن هذا الميل يأتي دوماً على حساب القراءة الموضوعية. وفي سوريا، الأمر شديد الوضوح.
لولا قبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل عسكرياً، لسقط نظام الأسد وخسر "الحزب" في وقت أبكر. لم تكن إيران لتخاطر بخسارة تفرّدها بالنفوذ العسكري هناك، في مقابل طلب المساعدة الروسية في صيف 2015، لو لم تكن تعلم أن وضعها القتالي حرج جداً.
ميغ-31 تقلع من مطار حميميم (أب 2021)
وكان بوتين نفسه ضحية المبالغة في قراءة الانتصار الروسي في سوريا. ساهم النجاح في دعم الأسد، بتكلفة مخفوضة نسبياً، في توليد ثقة متزايدة بتحقيق نتيجة مشابهة في أوكرانيا. قلّل الطرفان من أهمية مساهمات الطرف الآخر في تحقيق الانتصار الأولي، فاعتقدا أن معاركهما المقبلة محسومة. خسر "الحزب" حرب الإسناد، وغرقت روسيا في المستنقع الأوكراني.
الجائزة و"القاعدة الذهبية"
لم يطل الأمر حتى تراجع نابليون عما كتب. وليس لأنه لم يفز بجائزة الـ 1200 فرنك. بعد نحو عقد، أعرب عن غضبه من أفكاره السابقة أمام أحد أصدقائه. في النهاية، لم يلتزم نابليون قاعدته الذهبية. ثمة اختلاف في قراءة أين توجب عليه وقف حروبه. على سبيل المثال، يقسم كاتب مسيرة نابليون شارل إيلوا-فيال حياة الإمبراطور السياسية بين دفاعه عن فرنسا الثورية حتى 1808، وتحوله لاحقاً إلى إطلاق الحروب لتحقيق المجد.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته بريجيت يقفان أمام تابوت نابليون (أ ب)
الخلاصة واحدة. عسكرياً على الأقل، عندما يعجز المرء عن وضع حد لطموحاته، قد تضع طموحاته حداً له.










0 تعليق