أسعار الذهب تشهد تراجعًا حادًا بعد خفض الفائدة في الأسواق العربية متأثرة بهبوط ناري
تشهد أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا غير مسبوق في الفترة الأخيرة، إذ سجل المعدن الأصفر مستويات قياسية، متأثرًا بعدة متغيرات مهمة على المستويين المحلي والعالمي. ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار كنتيجة لزيادة سعر الأوقية عالميًا، وكذلك لتقلبات الأسواق الدولية، بالإضافة إلى قرارات نقدية مؤثرة اتخذها البنك المركزي المصري، كان من أهمها تقليص سعر الفائدة بنسبة 1%.
ارتفاع أسعار الذهب وتأثير السوق الدولية
وسط حالة من الترقب تسيطر على المواطنين والمستثمرين، أشار نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن استمرار صعود أسعار الذهب سببه الرئيسي هو تطور الأسعار في الأسواق الدولية، مؤكدًا أن السوق المصرية مترابطة بشكل كبير مع بورصات الذهب العالمية. كما أوضح أن التغيرات الاقتصادية والسياسية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، تلعب دورًا محوريًا في تحديد توجهات أسعار الذهب الدولية، مشيرًا إلى أن استمرار الأزمة الحكومية الأمريكية يزيد من الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا خلال الأوقات المضطربة.
أسعار الذهب الحالية في مصر
وبالنسبة للأسعار الحالية في مصر، فقد كشفت شعبة الذهب عن تسجيل الجرام من عيار 24 نحو 5983 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 21، الأكثر انتشارًا، نحو 5235 جنيهًا. أما جرام الذهب من العيار 18 فسجل 4487 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 41,000 جنيه. ولفت نجيب إلى أن هذه الأسعار تعكس المستجدات العالمية بجانب تأثيرات العرض والطلب داخل السوق المحلية.
تأثير أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي على السوق العالمية
وأوضح نجيب أنه مع تفاقم أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ سبعة أعوام تقريبًا نتيجة الخلافات المستمرة بشأن الميزانية، فقد تراجعت الثقة في الدولار الأمريكي، مما دفع العديد من المستثمرين عالميًا للتحوّل إلى الذهب للحفاظ على قيمة أصولهم من التقلبات المالية. وقد أدى ذلك بدوره إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار محليًا.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
وفي سياق آخر، أكد نجيب أن قرار لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بمعدل 1% تسبب بهبوط مؤقت في أسعار الذهب بنحو 55 جنيهًا للجرام الواحد بمختلف الأعيرة، ولكن هذا الانخفاض لم يستمر طويلًا، إذ سرعان ما عاد سعر الذهب للارتفاع مجددًا. وأشار إلى أن التوجه العام للسوق ما يزال صاعدًا بسبب استمرار العوامل العالمية الداعمة لسعر الذهب وتراجع قوة الدولار.
كما أكد نجيب أن مسار الأسعار في المدى القريب والمتوسط سيظل مرجحًا للصعود، لافتًا إلى أن أي انخفاضات محدودة تطرأ غالبًا ما تكون قصيرة الأجل، وتتم إعادة تصحيحها بسرعة. ونصح المواطنين الراغبين في شراء الذهب بغرض الادخار بعدم المماطلة في الشراء، خاصة مع توقعات استمرار موجة الصعود، معتبرًا أن الذهب لا يزال من أكثر أدوات الاستثمار أمانًا واستقرارًا في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة.
هكذا، يبقى الذهب في دائرة الضوء كخيار استثماري يحفظ القيمة ويقي من تقلبات الأسواق، في وقت تتواصل فيه تحديات الأسواق المالية والاقتصادية دوليًا ومحليًا، مدعومًا بقوى العرض والطلب وتطورات المشهد الاقتصادي العالمي والمصري على حد سواء.