أسعار الذهب في السعودية تشهد ارتفاعات جنونية وجرام عيار 21 يتجاوز حاجز 400 ريال بشكل مفاجئ
تشهد الأسواق السعودية في الوقت الراهن واحدة من أكثر الفترات حيوية وتغيرًا في أسعار الذهب منذ سنوات عديدة، حيث واصل المعدن النفيس صعوده المذهل خلال تعاملات اليوم، مسجلًا مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخ المملكة. وقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 ــ الأكثر تداولًا بين المواطنين ــ نحو 400 ريال سعودي، وهو رقم لم تشهده السوق المحلية من قبل، ما أثار دهشة المتابعين والمستثمرين على حد سواء، وهذا الارتفاع اللافت يعكس بوضوح مدى تأثر السوق المحلي بالتقلبات العالمية التي تؤثر على أسعار الذهب في الأسواق الدولية، خصوصًا مع تراجع قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، وزيادة المخاوف من الركود الاقتصادي في بعض الاقتصادات الكبرى، مما جعل الذهب مجددًا الملاذ الآمن الأكثر جاذبية للمستثمرين عالميًا، بناءً على ما تم الإعلان عنه رسميًا من الجهات المختصة.
الذهب في السوق السعودي
لم يعد الذهب في السعودية مجرد سلعة تباع وتشترى، بل أصبح جزءًا أساسيًا من الوعي الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، إذ ينظر إليه المستثمرون كأداة للحفاظ على القيمة والتحوط ضد التضخم، بينما يعتبره المواطنون رمزًا للثقة والادخار الآمن. كما يحتل الذهب مكانة محورية في المناسبات الاجتماعية مثل الزفاف والهدايا، مما يجعله سلعة متجذرة في الحياة اليومية، تتجاوز قيمته المادية لتصل إلى قيم ثقافية وإنسانية.
يُذكر أن العديد من الأسر السعودية ما زالت تفضل الاحتفاظ بالذهب كوسيلة لتأمين المستقبل، بعيدًا عن تقلبات الأسواق المالية أو مخاطر الأسهم، وهذا ما يجعل أي تغيير في سعر الذهب، مهما كان بسيطًا، يؤثر بشكل كبير على حركة الأسواق والمبيعات.
اقرأ أيضًا: مفتاح الدعم السكني للأرامل… دون شروط العمر.
أسعار الذهب اليوم في المملكة
سجلت أسعار الذهب في السوق السعودية اليوم الجمعة ارتفاعًا ملحوظًا على جميع الأعيرة، وفق آخر التحديثات الرسمية من متاجر الصاغة:
كما ارتفعت أسعار الأوقية (الأونصة) لتتجاوز 7,240 ريال سعودي، بينما زاد سعر الجنيه الذهب إلى تقريبًا 3,200 ريال سعودي، مما يشير إلى أن السوق المحلية تسير بخطى متسارعة مع الأسواق العالمية التي تشهد ارتفاعات مماثلة.
اقرأ أيضًا: الهيئة الملكية تحرم عدد من السكان من التقديم على الأراضي.
العوامل العالمية وراء ارتفاع الأسعار
ارتفاع الذهب في السعودية مرتبط بشكل مباشر بالتغيرات الكبيرة في الاقتصاد العالمي مؤخرًا، حيث تساهم تقلبات أسعار النفط، والضبابية حول سياسات الفائدة الأمريكية، وزيادة التوترات الجيوسياسية، في إعادة المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن ضد هذه الاضطرابات.
أبرز العوامل المساهمة في ارتفاع الأسعار عالميًا تشمل:
تلك العوامل انعكست بسرعة على السوق السعودية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأسواق العالمية، بالإضافة إلى هوامش إضافية تعكس التكاليف المحلية وسعر صرف الريال مقابل الدولار.
الطلب المحلي: استثمار وزينة
في ظل الزيادات الحادة في الأسعار، لم يقلّ الإقبال المحلي على شراء الذهب، بل اتجه الكثير من السعوديين إلى الشراء باعتباره استثمارًا آمنًا بعيد المدى، مع حركة شراء ملحوظة في مدن مثل الرياض وجدة ومكة المكرمة، خصوصًا في أعيرة 18 و21.
على الجانب الآخر، يلاحظ الخبراء أن هذا الإقبال لا يعني غياب الحذر، حيث يفضل بعض المستثمرين شراء كميات صغيرة على فترات لتوزيع المخاطر واستغلال أي تراجع محتمل في الأسعار.