استكشاف ثلاثة ظواهر ملحوظة في سوق الادخار المصري مع تزايد ملحوظ رغم تراجع معدلات الفائدة بشكل كامل
يشير الخبراء في مجال الاقتصاد إلى تنامي ظاهرة جديدة تتعلق بحفلات الأحزان التي تُعقد كلما قام البنك المركزي بخفض معدلات الفائدة، حيث يُزعم أن أصحاب الشهادات الإدخارية في البنوك المصرية سيتسابقون لسحب مدخراتهم واستثمارها في مجالات مثل الذهب أو العقارات، ومع انخفاض معدلات الفائدة بمقدار 5.5% خلال الستة أشهر الماضية، إلا أن المدخرات في تلك الأوعية لم تشهد أي تحولات ملحوظة.
ثلاثة ظواهر ملحوظة في سوق الادخار المصري
تتمثل في عدم مغادرة المدخرات إلى سوق العقارات، حيث لا يزال العملاء يتوزعون بكفاءة بين الادخار والذهب والعقارات، فكل منهم يوازن بين خياراته الاستثمارية، أما الظاهرة الثالثة، التي تثير تساؤلات الكثيرين، فهي النمو الملحوظ في مدخرات المصريين بالبنوك بمعدل شهري يبلغ حوالي 100 مليار جنيه، مما يعكس نجاح القطاع المصرفي وتحسن مستوى المعيشة في البلاد، حيث يتجه مزيد من الأفراد لزيادة مدخراتهم.
وفقًا لأحدث التقارير الصحفية، على الرغم من الانخفاض الملحوظ في أسعار الفائدة على شهادات الادخار والودائع لأجل خلال الأشهر الخمسة الماضية، والذي تراوح بين 3 و5%، لا تزال معدلات الادخار بنفس المنتجات تحافظ على مستواها المعتاد، حيث سجلت المدخرات في الأوعية المصرفية 6.3 تريليون جنيه بنهاية يوليو الماضي، مقارنة بـ 5 تريليونات جنيه العام الماضي.
شهدت محافظ الادخار زيادة ملحوظة، حيث بلغ إجمالي الزيادة في أبريل الماضي وحده نحو 134.7 مليار جنيه، نتيجة لتوقع العملاء باستمرار خفض الفائدة، ما دفعهم لتأمين عوائد مرتفعة قبل حدوث أي تراجع آخر، كما سمح البنك المركزي المصري للبنوك بتقديم الخدمات المصرفية خارج الفروع لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل.
وفقًا لمصرفيين، أدت التوقعات بتقليل المزيد من أسعار الفائدة إلى دفع العملاء لتجديد مدخراتهم أو الدخول في شهادات جديدة للاستفادة من العوائد الحالية، بينما أفاد مصدر بأحد البنوك الكبرى أن جزءًا كبيرًا من الزيادة الأخيرة يعود إلى إعادة استثمار الفوائد التراكمية على الشهادات التي انتهت آجالها.
منذ أبريل الماضي، أجري البنك المركزي ثلاث تخفيضات متتالية بأسعار الفائدة بواقع 5.25%، مما خفض العائد إلى 22% للإيداع و23% للإقراض، وقد ألغت أكبر بنكين حكوميين، وهما بنك الأهلي المصري وبنك مصر، شهادات الادخار السنوية ذات العائد القياسي 27%، ونظمت معظم البنوك أسعار الفائدة على الشهادات إلى مستويات تتراوح بين 15 و17%.
جاذبية الفائدة الإيجابية
على الرغم من الانخفاض في العوائد، ما زالت الفائدة على الشهادات إيجابية بمعدل يتراوح بين 4 و5%، مع توقعات باستمرار انحسار التضخم، حيث يسعى أغلب البنوك لطرح شهادات ثلاثية متغيرة الفائدة للحفاظ على جاذبية منتجاتها الادخارية.
أبرز الشهادات متغيرة الفائدة
توسعت العديد من البنوك في إصدار شهادات ادخار ثلاثية متناقصة العائد وأخرى متغيرة، وأبرزها:
- البنك الأهلي المصري يتيح الشهادات البلاتينية الثلاثية بفائدة 21% لمدة عام، و16.75% للعام الثاني، و13.5% للعام الثالث.
- بنك مصر يقدم شهادة ثلاثية بفائدة 20.5% للعام الأول و17% للعام الثاني، وتتناقص إلى 13.5% في العام الثالث.
- البنك التجاري الدولي يقدم شهادة ادخار بعائد متغير 20.75% لأجل 3 سنوات.
- بنك القاهرة طرح شهادة “البريمو” الثلاثية بعائد متغير 21% مع صرف شهري.