السيسي: إسرائيل تستمر في انتهاكاتها المروعة على مدار عامين

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، عبر الوسائل الافتراضية، في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع “البريكس”، والتي تم تنظيمها بدعوة من جمهورية البرازيل الاتحادية، التي تتولى الرئاسة الحالية لهذا التجمع، حيث تم مناقشة المستجدات الدولية وتبادل الآراء حول التطورات العالمية، بما يهدف إلى تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات التي تواجه الدول النامية على وجه الخصوص.

خلال الاجتماع، ألقى الرئيس السيسي بيانًا عبّر فيه عن شكره للرئيس “لولا دا سيلفا” على دعوته لعقد هذه القمة الاستثنائية، واستعرض رؤية مصر لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، بما يسهم في التصدي للتحديات العالمية وتحقيق الأولويات المشتركة، مثل تعزيز السلم ودعم الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.

في بداية كلمته، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس “لولا دا سيلفا” على قيادته الحكيمة وجهود بلاده في رئاسة تجمع البريكس، والتي أثمرت عن نجاح قمة “ريو” التي انعقدت في يوليو الماضي، بالإضافة إلى المخرجات المهمة التي صدرت عنها.

كما أعرب عن امتنانه لدعوة “دا سيلفا” لعقد هذا الاجتماع الهام في وقت دقيق، حيث يشهد فيه العالم صراعات تهدد الأسس التي يقوم عليها النظام الدولي، وأشار إلى أن المشهد الحالي يعكس ازدواجية في المعايير وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

وذكر الرئيس السيسي أن هذا الوضع يسهم في تفاقم الأزمات والصراعات، ويقوض أسس السلم والأمن الدوليين، موضحًا أنه يعيد العالم إلى حالة من عدم الاستقرار ويفعل استخدام القوة كوسيلة للسيطرة.

كما أشار إلى أن هذا الواقع قد أثر سلبًا على فعالية العمل الدولي المشترك، مما أضعف قدرة الدول والمؤسسات التوجيهية على التعامل مع القضايا الملحة، مبرزًا كيف أصبح مجلس الأمن الدولي مثالاً صارخًا على هذا العجز.

أضاف الرئيس في سياق حديثه، أن هذا التراجع قد أثر سلبيًا أيضًا على النمو الاقتصادي العالمي، حيث إنها شهدت تباطؤًا ملحوظًا في معدلات النمو وتراجعًا في حركة التجارة، مما يهدد بهياكل التنمية في الدول النامية.

وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي على أهمية تجمع البريكس كمنصة دولية هامة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن الاجتماع يشكل فرصة للتشاور وتبادل الآراء حول السبل اللازمة لتعميق التكامل بين الدول.

وفي إطار حديثه، أوضح الرئيس عددًا من الأولويات التي يجب التركيز عليها، ومنها تعزيز التشاور بين دول التجمع حول القضايا الحيوية والتنموية، واستغلال الميزات النسبية للدول لإطلاق مشروعات مشتركة في مجالات مثل الطاقة الجديدة والبنية التحتية.

كما أكّد على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي، وتنسيق الجهود لتحقيق إصلاحات في الهيكل المالي العالمي، ودعم مواجهة التحديات الناتجة عن تغير المناخ، مشددًا على أهمية الوفاء بالالتزامات المالية من الدول المتقدمة لدعم جهود الدول النامية في الحفاظ على المناخ.

جدير بالذكر أن الرئيس أشار إلى أهمية دور البرازيل في استضافة الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف حول تغير المناخ في نوفمبر المقبل، والتي تشكل محطة مهمة لدفع قضايا التنمية المستدامة.

وفي ختام بيانه، عبّر الرئيس السيسي عن القلق إزاء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على استمرار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وما تشهده المنطقة من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.