
أكد السفير سوريش ريدي، سفير الهند في القاهرة، على عمق العلاقات بين مصر والهند، مشيرًا إلى أن التطور الحالي في هذه العلاقات يعد امتدادًا طبيعيًا للتاريخ الراسخ بين البلدين، سواء على مستوى الشعب أو القيادة السياسية. وفي حديثه للإذاعة المصرية، أشار السفیر إلى أن علاقة الصداقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعكس شراكة كاملة ورؤية متطابقة في العديد من القضايا الدولية.
وأضاف السفير أن القيادة القوية للرئيس السيسي ودور مصر المحوري في قضايا الشرق الأوسط والسلام الإقليمي وتحفيز التجارة والاستثمار، يجعل من الشراكة بين مصر والهند “شراكة ديناميكية مستقبلية”، تتيح فرصًا واسعة للتعاون في مجالات مثل التكنولوجيا ومكافحة تغير المناخ. وأوضح أن انضمام مصر إلى مجموعة “البريكس” قد يسهم في تعزيز التعاون البناء مع الهند، مما يحقق أهداف التنمية الاقتصادية لكلا البلدين.
وتحدث ريدي عن العلاقات التاريخية بين مصر والهند، مشيرًا إلى الرسائل المتبادلة بين الزعيم سعد زغلول ومهاتما غاندي، وعلاقة الإخاء بين جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو، وما قاموا به من جهود لتأسيس حركة عدم الانحياز. وأوضح أن العلاقات الحالية بين البلدين تعد امتدادًا طبيعيًا لتاريخهما، خصوصًا مع الانفتاح الكبير للتعاون المشترك في مواجهة التحديات الاقتصادية.
كما أثنى على جهود القيادة المصرية في التطوير التكنولوجي وتحديث البنية التحتية، ودورها في جذب الاستثمارات بالقطاعات الواعدة. وأكد أن الشراكة مع مصر ستكون مهمة في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، نظرًا للتقدم الذي حققته الهند في هذه المجالات.
وأشار السفير إلى وجود استثمارات هندية كبيرة في مصر، مع إمكانية زيادتها بفضل الاستقرار السياسي والأمني. وقد تم إنشاء مصنع هندي في بورسعيد لإنتاج مادة “بي في سي”، وهو مشروع ساهم في تطوير البنية التحتية وزيادة عائدات السياحة.
كما أبدى ريدي إعجابه بالتطورات التي شهدتها مصر في السنوات العشر الماضية، خصوصًا في إطار تحسين قطاع السياحة، مع وصول عدد السياح الهنود إلى 250 ألف سنويًا، وهو رقم مرشح للزيادة. وتوقع افتتاح المتحف المصري الكبير هذا العام كحدث سياحي بارز.
وتحدث السفير عن رؤية مصر 2030 كخطة شاملة للتنمية، مشيرًا إلى أن الهند لديها رؤية مشابهة لعام 2047، تهدف إلى الوصول لمصاف الدول المتقدمة من خلال استثمارها في التعليم والبنية الصناعية. وأكد السفير أن الهند مهتمة ببناء مصانع وزيادة الإنتاج في مصر، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي كبوابة للأسواق الأوروبية والأفريقية.
وفيما يتعلق بمسيرته المهنية، يعد السفير سوريش ريدي شخصية دبلوماسية متمرسة، حيث بدأ مهامه في مصر في مايو الماضي بعد مسيرة تمتد لأكثر من 30 عامًا في وزارة الخارجية الهندية، شغل خلالها عددًا من المناصب الدبلوماسية الهامة في عواصم مختلفة، بما في ذلك العراق والإمارات.