حسام زكي: أوروبا بين التأييد والتردد تجاه عقوبات على إسرائيل

وأوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الموقف الأوروبي بشأن الأحداث في غزة ليس موحدًا، حيث تتباين آراء الدول الأوروبية بين المؤيد والمعارض والمحايد. 

وخلال حديثه الحصري مع الإعلامية هدير أبو زيد في برنامج “كل الأبعاد” على قناة “إكسترا نيوز”، أشار زكي إلى أن عددًا قليلاً من الدول الأوروبية، يتراوح بين أربع إلى خمس دول، تعترف بالحقوق الفلسطينية وتساندها بوضوح، بينما تتعامل دول أخرى مع القضية بحذر أكبر تجاه الفلسطينيين، و تبدي تفهمًا أوسع لدوافع إسرائيل، لدرجة أن بعض هذه الدول، رغم قلة عددها، ترفض فرض عقوبات على إسرائيل أو منع تصدير الأسلحة إليها. 

كما أكد أن هناك مجموعة من الدول، تقودها فرنسا، تستعد للاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل الطريقة المثلى لمنح الفلسطينيين الأمل، كما أنها توجه رسالة واضحة لإسرائيل بأن حل الدولتين لا يزال خيارًا مطروحًا، وأن التخلي عنه غير مقبول. 

واستطرد زكي بالقول إن حل الدولتين يتعرض لمزيد من الضغوط في ظل السردية الإسرائيلية المدعومة من بعض الجهات الأميركية، والتي تدعي أنه لم يعد هناك مجال لتحقيق هذا الحل، مضيفًا أن هذه الفكرة قوبلت بمعارضة قوية خلال المؤتمر الخاص بحل الدولتين، الذي عُقد في نيويورك بنهاية الشهر الماضي، حيث كان الهدف الأساس هو التأكيد على أن هذا الحل لا يزال موجودًا على أجندة المجتمع الدولي، وأن المجتمع الدولي ملزم بالوصول إلى تسوية عادلة بناءً عليه. 

وأكد زكي أن الجامعة العربية جزء من منظومة أكبر تتعاون منذ أكثر من عامين، وهي اللجنة العربية الإسلامية التي أنشئت في أعقاب القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض قبل عامين، وتلته اجتماع آخر بعد عام، حيث تترأس المملكة العربية السعودية هذه اللجنة، موضحًا أنه بصفته الأمين العام للجامعة، يشارك في عضويتها. 

وأضاف زكي أن اللجنة تبذل جهودًا حثيثة لإقناع المجتمع الدولي بضرورة التحرك، وأكد أن إقناع العالم يتطلب ممارسة ضغوط على إسرائيل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على ذلك، بينما يمكن أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا أقل أهمية، ولكنه أثار أنه من غير الممكن مناقشة الضغط على إسرائيل مع واشنطن، في حين يعد الاتحاد الأوروبي مكانًا ملائمًا لمثل هذه النقاشات، رغم أن بعض الدول الأوروبية تعارض هذه التوجهات، مما يؤدي إلى تعطيل القرارات وكسر الإجماع. 

وأبرز زكي أن الأزمة الأخيرة في هولندا كشفت عن حجم الانقسام الداخلي، حيث انقسم الوزراء بين من يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل وحظر تصدير السلاح إليها، ومن يدافع عنها، معربًا عن اعتقاده بأن هذه التوترات لن تستمر طويلًا، لكنه أشار إلى أن الثمن يدفع بدماء الفلسطينيين. 

واختتم زكي حديثه بالتأكيد على وجود تغيير واضح في الموقف الأوروبي والدولي تجاه الحرب، مشددًا على أن أوروبا لم تكن تنظر لهذا الوضع بنفس الطريقة قبل عام واحد فقط.