صحيفة تواصل - وجّه وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث تحذيرًا شديد اللهجة إلى روسيا، مؤكدًا أن واشنطن وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيواصلون فرض "تكاليف باهظة" على موسكو ما لم تضع حدًا لحربها في أوكرانيا.
وجاءت تصريحات هيجسيث خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الناتو، بحضور ممثلي الدول الداعمة لكييف، حيث شدد على أن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك بطرق "لا يمكن لأي دولة أخرى القيام بها".

"الوقت حان لإنهاء الحرب"

قال هيجسيث إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات، مضيفًا أن "هذه حرب لم تندلع خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، لكنها ستنتهي في عهده".
ويأتي هذا التصريح في إشارة واضحة إلى نية الإدارة الأميركية الجديدة تغيير نهج التعامل مع الملف الأوكراني عبر التركيز على الحلول السياسية بالتوازي مع استمرار الدعم العسكري لكييف.

دور القيادة الأميركية في الأزمة

وأكد الوزير الأميركي أن بلاده مستعدة للقيام بدورها "بطريقة لا تضاهى"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول الخطوات المقبلة.
لكن مراقبين يرون أن حديث هيغسيث يعكس تصعيدًا في الموقف الأميركي تجاه موسكو، خاصة بعد تراجع بعض الدول الغربية عن تقديم دعم عسكري مباشر لأوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة.

دعوة الحلفاء لزيادة الإنفاق العسكري

وخلال كلمته، دعا هيجسيث أعضاء حلف الناتو إلى زيادة مشتريات الأسلحة الأميركية المخصصة لأوكرانيا، لافتًا إلى تقرير حديث أشار إلى انخفاض حاد في الدعم العسكري الغربي لكييف خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين.
وأشار إلى أن هذا التراجع قد ينعكس سلبًا على قدرة أوكرانيا في صد الهجمات الروسية، مؤكدًا أن تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية "ضرورة استراتيجية" للحفاظ على استقرار أوروبا.

واشنطن تدرس تزويد كييف بصواريخ توماهوك

وفي سياق متصل، تدرس إدارة الرئيس ترامب طلبًا أوكرانيًا للحصول على صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، ما قد يشكل تحولًا نوعيًا في ميزان القوى الميداني.
ويرى محللون أن هذه الخطوة — إن تمت — ستزيد الضغط على روسيا وتجبرها على إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية داخل أوكرانيا.

تصعيد دبلوماسي يسبق مرحلة تفاوض جديدة

ويرجح مراقبون أن تصريحات هيجسيث تأتي ضمن استراتيجية ضغط أميركية مزدوجة، تمزج بين الردع العسكري والضغط السياسي لدفع موسكو نحو التفاوض على اتفاق سلام طويل الأمد.
ويعتقد خبراء أن واشنطن تسعى إلى إعادة ترتيب المشهد الأوروبي بما يضمن أمن الحلف الأطلسي واستقرار الطاقة، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية شرق القارة.