نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان العقل - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 04:00 صباحاً
تواصل نيوز - خَطيئَةُ لبنانَ أنَّهُ إبتَغى رَسولِيَّةَ التَنشِئَةِ بالعَقلِ، رَبيبَ الإيمانِ ناميهِ. لِمَ خَطيئَتُهُ؟ لأنَّ سُهوبَ المَشارِقَ المُحيطِةِ بِهِ تَهَوى التَسطيحَ المُساوِيَ نُكرانَ الفِعلِ وإبتِكاراتَ الإعلانِ عَن حَقيقَتِهِ. هي مِنَ اللاشَيءِ وإلَيهِ مآلُها الأحََدُ، مَهما تَجاهَدَت في إستِجماعِ عَناصِرَ مِن عِندِيَّاتِ غَيرِها، لأنَّ الكَثرَةَ لا تؤَمِّنُ لَها وِحدَةً زَمانِيَّةً. فَالزَمَنُ صُنعُ العَقلِ، في ما هو تَفاعُلٌ وَمُشارَكَةٌ.
قُلتُ: الزَمَنَ؟ هو نَقيضُ الزَوالِ كَما هو نَقيضُ الجَمادِ. هو المُعطى الأوَّلُ لِضَبطِ الأساسِ. لِلتَقريرِ. هو لِلعَقلِ، يُرَزْنِمُ القَرارَ المُختارَ لِلفِعلِ. وَكَما العَقلُ لا مُراءَ فيهِ، أنتَ إمَّا في الزَمَنِ أو في خَوارِجِهِ... مَهما تَكابَرتَ في إستِجماعِ التَمَلُّكاتِ، لأنَّكَ سَتَبقى قَطعاً في الخُضوعِ لِلعَوامِلَ. أمَّا أن تَبتَكِرَ مُقَوِّماتِ البَقاءِ، فَأنتَ في التَقريرِ رَبيبَ الأُلوهَةِ.
ذاكَ ما إبتَغاهُ لبنانُ، مُقَرِّرُ الَلحظَةِ... بالعَقلِ بانيَ المَدى لِلزَمَنِ. الباعِثُ فيهِ تَمَرُّدَ الفِعلِ. والفِعلُ صَرخَةٌ: أكونُ الوجودَ.
قُلتُ: خَطيئَةٌ؟ أهي خاصِيَّةٌ لِلحَسَدِ وإقتِداؤهُ؟
لبنانُ المَحسودُ مِن سُهوبِ المَشارِقَ، مَحسودٌ مِن عَبَثِيَّاتِ المَغارِبَ في تَسَرُّعِها بالسُقوطِ في تُرَّهاتِ الحَكَّائِيِّينِ. اولَئِكَ اللاهِثينَ وَراءَ جَدَلِيَّاتِ الفَراغِ المُقتَدى بِهِ لإحداثِ مَلءٍ يُعاينُ كِتماناً وَيَسُدُّ فَتكاً بِ"تَقَدُّمٍ". اولَئِكَ الَذينَ بَتَروا العَقلَ وأقصوهُ عَنِ الإيمانِ، كَما بَتَروا الإيمانَ وأقصوهُ عَنِ العَقلِ. الإيمانُ يُقيمُ في الدَيمومَةِ مَنَ الأزَلِ الى الأبَدِ، فَليُقِم العَقلُ بالتَعَجرُفِ المُستَكبِرِ بِذاتِهِ.
وَإذ بِنَقيضِ العَقلِ يُستَعطى الإنسانُ، فَيَتلاغى الزَمَنُ بالمَكانِ.
لبنانُ العَقلُ، خاصِيَّتُهُ مِن طَبيعَتِهِ.
هو الوَحيُ المُحَدَّدُ-المُحَدِّدُ. اللامُتَلاعَبُ-اللامُتَلاعِبُ.
قُلّ: المُعطى والبَذلُ. غَيرُ الخاضِعِ أبَداً. لِمَ؟ لأنَّهُ المُعلِنُ عَن حَقيقَتِهِ بِنَفسِهِ. عَكسُ المَوتِ تَماماً، الدائِرُ حَولَ ذاتِهِ وَحَولَ الوجودِ والزَمَنِ. مُتَوَسِّلُ المِعنى وَلا يَجِدُهُ. مُسقِطُ العُمقَ وَما بَلَغَهُ. مُستأخِرُ الأجَلَ أو/وَ مُستَعجِلُهُ. مُراوِدُ التَحَسُّبَ وَلِلعَدَمِ ناقِلُهُ. سالِبُ الرَوعَةَ وَما إستأهَلَها.
حَقيقَةُ الأهَمِيَّةِ
أأقولُ: لبنانُ العَقلُ هو حَقيقَةُ الأهَمِيَّةِ؟ حينَ أُفولُ العَقلِ ‒صُنو الإيمانِ‒ مُرادِفٌ لِزَوَغانِ المَوتِ، وَفيهِ سُقوطُ النَفسِ بِالوِحدَةِ-الوِحشَةِ، لبنانُ العَقلُ إبتَغى اليَقينَ لا الإحتِمالاتَ.
رُبوبِيَّةُ العَقلِ بِالإيمانِ، عاشَها لبنانُ-العَقلُ في الوجودِ، وَبِهِ، وَلَهُ، مِن مَدارِسَ تَحتَ السِنديانَةِ المُستَظِلَّةِ كَنائِسَ قُراهُ ألمِن بَشَرٍ، الى مَعاهِدَ التَعليمِ العاليَ الخاصَّةِ بِبَعضِ الأديرَةِ مُنذُ العامِ 1624، حينَ أسَّسَ البَطريَركُ يوحَنَّا مَخلوفُ أُولاها في حَوقا وَتاليها في بقِرقاشا. وَتَبِعَهُ الأبُ بُطرُسُ مبارَك بِمَدرَسَةِ عَين طورا (1728)، وصولاً لِمَجمَعِ اللوَيزَةِ المارونِيِّ (1736) الآمِرَ بإلزامِيَّةِ التَعليمِ المَجَّانِيِّ لِلذُكورِ والإناثِ، فالعامِ 1787 حينَ حَوَّلَ البَطريَركُ يوسُفُ إسطفان دَيرَ القِدِّيسِ انطونيوسَ في عَينِ وَرقَة الغوسطاوِيَّةِ لِمَدرَسَةٍ عالِيَةٍ لِلعُمومِ، وَعَلى هَذا النَحوِ انشَأت كَنيسَةُ الرومِ الكاثوليكِ مَدرَسَةً لِلتَعليمِ العالي في عَينِ ترازَ. وَبَعدَهُ، بادَرَ البَطريَركُ يوسُفُ الحِلو الى تَحويلِ دَيرَ كفَرحَي البَترونِيِّ (1812)، وآخَرَ في روميَةِ الكِسروانِيَّةِ (1817)، لِمَعهَدَينِ لِلتَدريسِ. وإقتَدى بِهِ خَلَفُهُ البَطريَركُ يوسُفُ حبيَشُ، فَحَوَّلَ ثَلاثَةَ أديرَةٍ لِمِعاهِدَ: في صَربا (1827)، وَمارِ عَبدا هَرِهرَيَّا (1830)، وَرَيفونَ (1832). وأنشَأت الكَنيسَةُ الأورثوذُكسِيَّةُ أولى مَعاهِدِها في دَيرِ البَلَمَندِ العامَ 1833.
رُبوبِيَّةُ العَقلِ بِالإيمانِ، ألإبتَغاها لبنانُ-العَقلُ هي هِدايَتُهُ لِلمَشارِقَ والمَغارِبَ.
هو الإستِثناءُ، إستَمَدَّها تِلكَ الرُبوبِيَّةُ مِنَ الحَيِّ أبَداً، الغالِبَ المَوتَ بالمَوتِ. القائِمَ لا في النَظَرِيَّاتِ الكُلُّها قابِلَةٌ النَقضَ بِتَفاوتِ غَيرِ الثُبوتِ، بَل في تَوكيدِ رِفعَةِ الوجودِ-الأرضِ في السَماءِ.
0 تعليق