"ماذا فعلنا نحن البشر كي نستحق الموسيقى؟" - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ماذا فعلنا نحن البشر كي نستحق الموسيقى؟" - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 11:03 صباحاً

تواصل نيوز - ليليان يمين

 

ماذا فعلنا نحن البشر كي نستحق الموسيقى؟

سؤال غرّد به الباحث في الرياضيات رامي يمين.

ربما لم نفعل شيئًا يا رامي  لنستحق الموسيقى.

ربما هي ليست مكافأة، بل عزاء.

ربما أُعطيت لنا لا لأننا نستحقها، بل لأننا نحتاجها لنكمل الطريق دون أن ننكسر تمامًا.

الموسيقى هي الشيء الوحيد الذي لا يكذب، ولا يحتاج إلى ترجمة.

نحن لم نستحقها، بل هي التي اختارت أن تهمس في آذاننا،

أن تبقينا بشرًا رغم كل ما نفعل لننسى إنسانيتنا.

 

 

طالما تساءلت كيف يمكن لمجرم ان يستمع إلى الموسيقى؟

كيف يمكن لقلبٍ قاسٍ أن ينفتح للحظة جمال؟

كيف تصدح الموسيقى في أذن تآلفت مع الصراخ؟

ربما يستمع، نعم.

لكن هل يسمعها حقًا؟

هل تهزه؟ هل تخلخل جدران الوحش الذي يسكنه؟

أم أنها تمر عليه كما يمر النور على جدارٍ أعمى،

يصطدم به ولا يدخله؟

 

الموسيقى لا تُنقي مَن لا يريد النقاء،

لكنها تدخل حيث لا ندري

ربما توقظ في لحظة غفلة

طفلًا دفنه صاحبه منذ زمن.

 

لا أحد محصّن تمامًا ضد الجمال.

حتى المجرم قد يرتجف للحظة

ثم يغلق الباب من جديد.

لكن تلك اللحظة،

تبقى،

كندبةٍ لا تُشفى.

 وقد تكون من أشد اللحظات إثارة للذعر…حين يستخدم المجرم الموسيقى لا ليتطهّر، بل ليخدع.

ستارة حرير تخفي مشهد الجريمة.

ربما يشغّل قطعة كلاسيكية وهو يرتكب فظاعة،

ربما يضع موسيقى هادئة في خلفية مقطع تعذيب

وهذا حدث.قرأناه في رويات، شاهدناه في الأفلام، هذا واقع وليس خيالًا.

 

الموسيقى في يد القلب المنكسر تواسي،

وفي يد القلب الميت، تتحوّل إلى سلاح ،كأنها تقول: "أنا قادر أن أزيّف كل شيء، حتى الجمال."

وهنا تتعرّى الإنسانية أمامنا، وتبدو هشّة ومهددة.

 

لكن

مهما لوّثها البعض،

تبقى الموسيقى بريئة.

هي لا تعرف أن تُستخدم.

هي فقط تُمنح.

 

 

الموسيقى لا تكفي لتصنع قلبًا جديدًا.

لكنها قد تُربك الظلمة،

وقد تترك شرخًا،

وإن لم يُرَ على الفور.

 

في النهاية،

ربما الجمال لا ينتصر دائمًا،

لكنه لا يُهزم كليًا.

يظل هناك… كشهقة، كظلّ، كاحتمال.

 

نعم لا يهزم كليا ونحن عندما نعتقد إنه انهزم كليا لأننا ننظر من زاوية خسارته رغم انه لا يستحقها لاننا منحازون إليه.

نقيسه بمقاييس البشر، لا بمقاييسه هو.

ننسى أنه لا يلعب لعبة الانتصار والخسارة أصلاً.

 

الجمال لا يسعى لربح،

ولا يدخل معركة،

هو مجرّد حضور

 

نحن من نجزع حين يُدنَّس،

نحن من نصرخ "لقد هُزم!"

لأننا نريده حاميًا،

نريده أن ينتصر لنا… أن ينقذ العالم.

 

لكن ربما الجمال،

لا يُنقذ العالم بصراخ،

بل بثباته العميق وسط الدمار.

بأنه يبقى، رغم كل ما يُقال،

بأنه يُرى، ولو مرة،

في قلب أكثر من ظلمه.

 

أن تكون منحازًا للجمال،

يعني أن تتألم لأجله،

لكنك في الوقت نفسه،

تحمله داخلك،

كحقيقة لا تُناقش، ولا تُقاس.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق