هل يدخل جعفر حسان في صراع مع "المستوزرين"؟ - تواصل نيوز

جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يدخل جعفر حسان في صراع مع "المستوزرين"؟ - تواصل نيوز, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 01:41 مساءً

تواصل نيوز - سرايا - كتب محمد علي الزعبي - بعد مرور نحو تسعة أشهر على تشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان، تعود الإشاعات السياسية لتطفو مجددًا على السطح، حاملة معها توقعات بتعديل وزاري مرتقب، بل إن بعض التحليلات ذهبت إلى أبعد من ذلك بطرح سيناريوهات لتشكيل حكومة جديدة، ما أدخل المشهد في دوامة من التكهّنات والتسريبات غير المؤكدة.

وفي خضم هذه الأجواء، يُطرح سؤال جوهري ومشروع: هل يدخل جعفر حسان في صراع مع "المستوزرين"؟ أولئك الذين جعلوا من السعي إلى الكرسي الوزاري غاية بحد ذاتها، على حساب روح المسؤولية العامة والجدارة الوطنية.

الدكتور جعفر حسان، صاحب التجربة الممتدة إداريًا واقتصاديًا، لا يبدو من أولئك الذين يخضعون لضغوط الترضيات أو يسايرون موجات "التوزير الموسمي". وهو القادم من مدرسة صنع القرار المنضبط، لا من صالونات الشعبويات السريعة أو صفقات الاسترضاء المرحلية. لهذا، فإن أي تعديل - إن حدث - لن يكون مجرد استجابة لضغوط أو إرضاء لطموحات شخصية، بل سيكون نتيجة تقييم مؤسسي متزن، منسجم مع معايير الكفاءة والانسجام التنفيذي.

والمؤشرات المتوفرة حتى الآن تؤكد أن لا تعديل وزاري في الأفق، وهو ما يعزز فرضية الاستقرار الحكومي واستمرار النهج القائم، ويؤشر على رغبة واضحة في المحافظة على حالة الانسجام داخل الفريق الوزاري بدلًا من إدخاله في مرحلة إعادة تشكيل قد تربك مسار العمل التنفيذي.

ما نشهده اليوم من محاولات التأثير على التشكيل أو التعديل بأساليب بعيدة عن النهج المؤسسي، لا يبدو أنها ستجد طريقها إلى طاولة حسان، الذي أظهر منذ اللحظة الأولى أن اختياراته تُبنى على أساس الجدارة، لا على العلاقات، وأنه لا يرضى بأن يُملى عليه من خلف الستار.

ومن موقع المتابعة المهنية، أُسجل أن الفريق الوزاري الحالي يتمتع بدرجة واضحة من التجانس والتكامل، وهو ما انعكس على سير العمل الحكومي بتناغم ملحوظ، وساهم في تنفيذ البرامج المعلنة بأقل قدر من التضارب أو التباطؤ. وهذا الانسجام يُسهم في تكريس نهج العمل لا تبديل الوجوه، ويمنح الحكومة هامشًا مهمًا من الثقة للاستمرار دون الحاجة لتغييرات شكلية.

أما ظاهرة "المستوزرين"، فقد باتت أكثر انكشافًا من أي وقت مضى. شخصيات تتنقل بين الصالونات، تُروّج لسير ذاتية متضخّمة، وتتحرك كمن ينتظر موسم "الفرصة"، وكأن الوزارات تُوزَّع بالمحاباة أو الإرث السياسي. لكنّ مع شخصية مثل حسان، فإن هذه الحسابات تبقى خارج النص.

الرجل أقرب إلى المدرسة التكنوقراطية الصارمة، التي ترى أن التغيير لا يُقاس بتغيير الأفراد، بل بتغيير الأساليب والمنهجيات، وأن بناء الفريق الحكومي يبدأ من تحديد الرؤية لا توزيع الحقائب.

 


ومع أن الدولة الأردنية، بطبيعتها السياسية، تراعي دومًا توازنات دقيقة على المستويين الاجتماعي والجغرافي، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب ما هو أبعد من التوازنات: تتطلب إرادة تحديث، ونهجًا اقتصاديًا صريحًا، وقرارات جريئة تستعيد ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها.

هل سيدخل جعفر حسان في صراع؟ ربما .. لكن المؤكد أن ضغط "المستوزرين" لن يتوقف، وأن لوبيات النفوذ ستبقى حاضرة في الظل. ومع ذلك، فإن نجاحه الحقيقي لن يكون في التراجع أو المجاراة، بل في فرض معيار جديد يُعلي من قيمة الكفاءة ويكسر احتكار الوجوه المستهلكة، فإذا أراد حسان أن ينجح، فعليه أن يبدأ من الاختيار، لأن الحكومة لا تُبنى بالأسماء، بل بالنهج. وعندما ينتصر النهج على "المستوزرة"، يكون الإصلاح قد بدأ فعلاً.

 

 

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : هل يدخل جعفر حسان في صراع مع "المستوزرين"؟ - تواصل نيوز, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 01:41 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق