عاجل

الملتقى الوطني للتميز المدرسي يشعل منصات التواصل - صحيفة تواصل

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الملتقى الوطني للتميز المدرسي يشعل منصات التواصل - صحيفة تواصل, اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 04:08 مساءً

صحيفة تواصل - لم يتوقف أثر الملتقى الوطني للتميز المدرسي «تميّز 2025» عند قاعات التكريم في الرياض، بل امتد إلى فضاء التواصل الاجتماعي الذي تحوّل خلال الأيام الماضية إلى لوحة وطنية نابضة بالفرح والفخر والروح التنافسية. فمنذ لحظة إعلان هيئة تقويم التعليم والتدريب نتائج المدارس المتميزة وتكريم 760 مدرسة حكومية وأهلية وعالمية، شهدت المنصات الرقمية – وفي مقدمتها «إكس» و«إنستغرام» و«تيك توك» – آلاف المشاركات والتفاعلات التي حملت وسومًا مثل (#تميز_2025) و(#مدرستي_تميزت) و(#جودة_التعليم).


فرح وطني بلغة المدارس

المشاهد اللافتة التي تداولها المجتمع أظهرت مشاعر الفخر في المدارس المكرمة، حيث ازدانت الفصول بالأعلام والشعارات الوطنية، واحتفى الطلاب والمعلمون بمدارسهم التي صعدت إلى قائمة التميز. الاحتفاء لم يكن احتفالاً شكليًّا بقدر ما كان تتويجًا لرحلة عمل طويلة في تحسين الأداء التعليمي، وهو ما جعل أولياء الأمور والمعلمين يتفاعلون بوصفهم شركاء في الإنجاز، لا مجرد متابعين له.

وانتشرت مقاطع مصوّرة لاحتفالات المدارس، وأخرى لطلاب يرفعون بطاقات مدارسهم، بينما عبّر مديرو المدارس والمعلمون عبر حساباتهم عن فخرهم بما وصفوه بأنه «تاريخ جديد للجودة التعليمية في المملكة».

الأهالي.. شركاء النجاح

من بين أكثر المشاهد تداولاً على المنصات، كانت مقاطع لأولياء أمور يعبّرون عن فخرهم بتصنيف مدارس أبنائهم ضمن المتميزة، مؤكدين أن هذا التقدير الوطني منحهم ثقة أكبر في المدرسة، ورسّخ قناعتهم بأهمية التقويم والجودة. الكثير من الأهالي وصفوا الملتقى بأنه نقطة تحول في إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية، بعد أن أطلقت الهيئة عبر تطبيق «مستقبلهم» تقارير الأداء المدرسي التي تمكّن ولي الأمر من متابعة مستوى المدرسة ونتائج أبنائه مقارنة بالمستوى الوطني، مما جعل العلاقة بين البيت والمدرسة أكثر تفاعلاً ووعيًا بالمسؤولية المشتركة.

تنافس إيجابي يحرك الميدان

التفاعل الشعبي لم يكن مجرد تعبير عن الفرح، بل تحوّل إلى منافسة مفتوحة بين المدارس، حيث شاركت إدارات تعليمية ومدارس في مختلف المناطق بصور وعبارات تهنئة، وأعلنت أخرى عزمها على الوصول إلى مستوى التميز في الدورة القادمة. هذا التفاعل أعاد تشكيل الوعي المجتمعي تجاه مفهوم التميز، فبدلاً عن اقتصاره على الجوائز، أصبح يُنظر إليه بوصفه حراكًا وطنيًّا لتحسين التعليم ورفع كفاءته. ويرى تربويون أن هذا الزخم المجتمعي يمثل أحد أهم مكاسب الملتقى؛ لأنه نقل التميز من قاعات المؤتمرات إلى الوعي الشعبي، وجعل جودة التعليم جزءًا من الحوار العام في المجتمع السعودي.


البعد الاقتصادي: استثمار في الإنسان بعائد مضاعف

خلف هذا الاحتفاء المجتمعي، يكمن بعد إستراتيجي عميق يترجم الفلسفة الاقتصادية لرؤية المملكة 2030، والتي تنظر إلى التعليم ليس كقطاع خدمي فحسب، بل كأصل استثماري منتج. هذا التوجه أكده وزير المالية، محمد الجدعان، في تصريحاته التي ربطت بشكل مباشر بين الإنفاق على التنمية البشرية والنمو الاقتصادي المستدام.

وأوضح الوزير الجدعان أن «كل ريال ينفق على رأس المال البشري والبنية التحتية يخلق عائدًا». هذا المبدأ يعيد تعريف الإنفاق على التعليم كاستثمار ذكي وليس مجرد تكلفة تشغيلية. والأهم من ذلك، أن هذا الاستثمار يقدم عوائد تفوق بكثير مجالات أخرى، إذ تشير الأبحاث إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري يحقق عائدًا يصل إلى 9 أضعاف من قيمته على مدار جيل واحد. هذا العائد المضاعف لا يقتصر على زيادة دخل الفرد، بل يمتد ليشمل تعزيز الابتكار، ورفع الإنتاجية، وبناء اقتصاد معرفي قادر على المنافسة عالميًا.


هيئة تقويم التعليم والتدريب... من نشر النتائج إلى نشر الفخر

ما ميّز دورة هذا العام هو وضوح البيانات ودقتها، إذ أطلقت الهيئة بطاقات الأداء عبر منصة «تميّز» قبل الملتقى بفترة وجيزة، مما مكّن المدارس من الاطلاع على نتائجها والاستعداد للاحتفاء بها، وأتاح للمجتمع أن يعيش رحلة الشفافية التعليمية لحظة بلحظة. وفي المقابل، انعكست هذه الشفافية في وسائل الإعلام، حيث نقلت الصحف والمواقع الإخبارية مشاهد الملتقى بوصفها مؤشرًا على نضج المنظومة التعليمية السعودية، التي باتت تربط بين البيانات والتنافسية والمشاركة المجتمعية في آن واحد.


التعليم يحتفي والمجتمع يشارك

بهذا التفاعل الواسع، تحوّل ملتقى «تميّز» إلى حدث وطني سنوي يحتفي فيه المجتمع السعودي بنفسه، ويجد فيه الأهالي والمعلمون والطلاب معنى جديدًا للانتماء المدرسي. فالمدرسة اليوم لم تعد مجرد مبنى للتعلم، بل نقطة التقاء للمجتمع حول قيم الجودة والإنجاز، والملتقى بات منصّة لإبراز تلك القيم وتوسيع دوائر المشاركة فيها، بما يعزز الوعي بأن جودة التعليم مسؤولية وطنية مشتركة.

وبينما تتواصل ردود الأفعال في المنصات الرقمية، يبدو أن «تميّز 2025» لم يكرّم المدارس فحسب، بل أطلق ثقافة جديدة من الفخر الوطني بالتعليم السعودي، وجعل كل ولي أمر وكل طالب جزءًا من رحلة الوطن نحو التميز.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الملتقى الوطني للتميز المدرسي يشعل منصات التواصل - صحيفة تواصل, اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 04:08 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق