بيئة العلم… مسؤولية وطن ورؤية ملك - تواصل نيوز

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بيئة العلم… مسؤولية وطن ورؤية ملك - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 11:31 صباحاً

تواصل نيوز - جو 24 :

 

بكل فخر واعتزاز، يتردد اليوم اسم العالم الأردني البروفيسور عمر ياغي في محافل العلم العالمية، بعد فوزه المستحق بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، تقديراً لإسهاماته الرائدة في تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs) التي أحدثت ثورة في علوم المواد والطاقة النظيفة. إنه فوز لعقلٍ أردني آمن بالبحث والتجريب، ووجد في البيئة الداعمة أرضاً خصبةً للإبداع. لكنه أيضاً مناسبة وطنية للتأمل في أهمية ما دعا إليه جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسن وسمو الأميرة سمية بنت الحسن، من ضرورة بناء بيئة حاضنة للعلم والعلماء، تُقدّر الكفاءات وتقصي من يقف في وجه التطور بعقلٍ مغلق أو مصلحةٍ ضيقة.

لقد عبّرت الجمعية العلمية الملكية، ممثلة برئيستها صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن المعظمة، عن فخرها البالغ بهذا الإنجاز، مؤكدة أن فوز البروفيسور ياغي ليس تكريماً لشخصه فقط، بل لكل أردني وآردنية يؤمن بأن العلم طريق العزة والتقدم. فالجمعية، التي ارتبطت بعلاقة وثيقة بالبروفيسور ياغي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، كانت شريكاً فاعلاً في دعمه وتشجيع التعاون العلمي بين الأردن والعالم من خلال معهد بيركلي العلمي العالمي (Berkeley Global Science Institute)، الذي يرتبط بشراكة مثمرة مع الجمعية منذ عام 2016.

إن هذا الإنجاز لا يُقرأ بمعزل عن رؤية القيادة الهاشمية التي أدركت مبكراً أن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار. فالمبادرات الملكية المتعددة في دعم البحث العلمي والتعليم العالي وريادة الأعمال تمثل منظومة متكاملة تؤمن بأن المستقبل لا يُصنع بالصدفة، بل بالتخطيط، والإرادة، وتقدير العقول. ومن هنا، فإن تكريم جلالة الملك عبد الله الثاني للبروفيسور ياغي عام 2016 بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى، لم يكن مجاملةً بروتوكولية، بل إيماناً راسخاً بأن من يرفع اسم الأردن في المحافل العلمية يستحق أن يُرفع على أكتاف وطنه.

ويؤكد هذا الفوز أن العقول الأردنية قادرة على الإنجاز إذا ما أُزيلت عنها القيود البيروقراطية والمحسوبية التي خنقت طموحات كثيرين. فكم من عالم وباحث ومخترع ما زال ينتظر الفرصة في وطنه، تصده الحواجز التي أقامها من لا يملك من العلم إلا شهادة ورقية، ولا من المهارة إلا الثرثرة، ولا من الولاء إلا لأشخاصٍ لا يؤمنون إلا بمصالحهم. لقد آن الأوان أن نُقصي من يعطل حركة التطور ويقف ضد الإصلاح العلمي، وأن نعيد الاعتبار لأصحاب الكفاءات والمواهب الحقيقية، تطبيقاً لقوله تعالى:

"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”.

ما حققه عمر ياغي هو برهان على أن الإبداع لا يُولد من الامتيازات، بل من البيئة التي تُنصت للعقول وتُؤمن بالفرص العادلة. هناك، في الجامعات والمختبرات التي تُدار بالكفاءة لا بالمحاباة، وجد ياغي طريقه نحو العالمية، فكرّمته الإنسانية، بينما بقي كثير من المبدعين في أوطانهم أسرى أنظمةٍ جامدةٍ لا تعرف سوى لغة الأقدمية والتبعية.

إن رسالة جلالة الملك وسمو الأميرة سمية بنت الحسن واضحة: يجب أن نزرع الثقة في عقول شبابنا، ونفتح لهم أبواب الفرص، ونؤسس لمناخٍ يحمي الإبداع من أعدائه. فالعالم اليوم لا يقيس تقدّم الدول بعدد مصانعها أو ناطحات سحابها، بل بعدد علمائها ومختبريها ومفكريها.

إن فوز عمر ياغي ليس مجرد إنجازٍ فردي، بل دعوة وطنية لمراجعة الذات وبناء نظام أكاديمي يُعيد العلم إلى مكانته، ويضع المبدعين في صدارة المشهد. فحين تُفتح الأبواب أمام الكفاءات وتُغلق أمام الواسطة، سيولد في كل جامعة ياغي جديد، يحمل اسم الأردن إلى مصاف الأمم المتقدمة.

فخورون بك يا بروفيسور عمر، وفخورون بقيادتنا التي تؤمن بأن العلم هو السلاح الأرقى لبناء وطنٍ قويٍّ وعادل. ومعًا سنمضي، كما قال جلالة الملك، نحو أردنٍ يليق بعقول أبنائه، يحتضن العلماء لا يهاجرهم، ويصنع المستقبل لا ينتظره.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : بيئة العلم… مسؤولية وطن ورؤية ملك - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 11:31 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق