اقتصاد البودكاست على أعتاب التّحول الذّكي - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اقتصاد البودكاست على أعتاب التّحول الذّكي - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 11:38 مساءً

تواصل نيوز - أصبح إنتاج برامج البودكاست القائمة على الذكاء الاصطناعي ممكناً مع مقدّمين افتراضيين، وهو عرض جديد يحدث تغييراً في هذا المجال الذي لا يزال يتطوّر ويعاني ضعفاً في نموذجه الاقتصادي.

منذ إطلاق "غوغل أوديو أوفرفيو"، أول مُولّد بودكاست موجه إلى العامّة ويعتمد على الوثائق، قبل عام ونيف، انضمت مجموعة من الشركات الناشئة إلى هذه الموجة، من بينها "إليفنلابس" و"ووندركرافت".

لم تعد هناك حاجة إلى استوديوهات، أو متحدثين بشريين، أو حتى لعملية تسجيل تقليدية، فأصبح ممكناً إنتاج بودكاست كامل بالاعتماد فقط على الذكاء الاصطناعي.

تتصدّر شركة "إنسيبشن بوينت إيه آي" هذا التوجّه الجديد، إذ تنشر الشركة التي تأسست عام 2023 نحو 3 آلاف بودكاست أسبوعياً، مع أنّ فريق عملها لا يتجاوز ثمانية أشخاص.

تقول جانين رايت، مؤسسة شركة "إنسيبشن" والمديرة التنفيذية السابقة في الاستوديو الصوتي الشهير "ووندري"، إنّ الفكرة في الوقت الحالي ليست في إنتاج بودكاست "يحقق جماهيرية"، بل في التركيز على حجم الإنتاج. بما أنّ تكلفة إنتاج الحلقة الواحدة لا تتجاوز دولاراً واحداً، تصبح مربحة بمجرد أن يتم الاستماع إليها 20 مرة فقط، بفضل الإيرادات الإعلانية.

 

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

أدّت التطورات التكنولوجية، وخصوصاً الأتمتة، منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، إلى خفض العتبة التي يمكن عندها بيع المساحات الإعلانية، بعدما كانت تتطلّب في السابق آلافاً من التحميلات.

وتشير رايت إلى مثال عن برنامج "متخصص جداً" يتناول عدد حبوب اللقاح في مدينة معينة، يستمع إليه بضع عشرات من الأشخاص فقط، لكنه قد يجذب معلنين لأدوية مضادات الهيستامين.

مع تقدّم الذكاء الاصطناعي التوليدي، يشعر كثيرون بالقلق من رؤية محتوى مُركّب رديء الجودة، يُشار إليه غالباً بتسمية "إيه آي سلوب"، ينتشر عبر الإنترنت، وخصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي.

تشير "إنسيبشن" إلى دور الذكاء الاصطناعي في كل حلقة، وهي إشارة  لا تؤدي إلى "تراجع كبير في عدد المستمعين"، وفق جانين رايت.

وتقول "نلاحظ أنّ الأشخاص إذا أحبّوا مُقدّم البودكاست المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي والمحتوى، فلا يُبالون بكونه قائماً بالذكاء الاصطناعي".


"متشكك"
يرى مارتن سبينيلي، وهو أستاذ متخصص في البودكاست في جامعة ساسكس بإنكلترا، أنه "سيصبح من الصعب على مُنشئي البودكاست المستقلين لفت الانتباه والعثور على جمهورهم"، بسبب "الضجيج" و"نقص ميزانية الإعلانات"، وخصوصاً أنّ مشاريع الذكاء الاصطناعي هذه "تدعمها استثمارات كبيرة في صناديق الاستثمار الخاصة".

كما أن الزيادة المتوقعة في عدد البرامج ستؤثر تلقائياً على عائدات الإعلانات للبودكاست غير القائم على الذكاء الاصطناعي.

ويقول نايت دي ميو، مبتكر برنامج "ذي ميموري بالاس" الذي أصبح علامة فارقة في تاريخ البودكاست "قد لا تكسب سوى 17 سنتاً للحلقة، ولكن إذا حققت فجأة  100 ألف (مع الذكاء الاصطناعي)، فسيكون لذلك أثره السلبي".

ويقول دي ميو الذي بدأ برنامجه عام 2008، إنه "متشكك" بشأن "الاعتماد الشامل" لبرامج البودكاست القائمة على الذكاء الاصطناعي. "لكن حتى لو لم تتغير الأذواق" كثيراً، "فإن ذلك قد يكون له تأثير سلبي" على نظام البث الصوتي المستقل، "الذي بالكاد يتمكن من الاستمرار أصلاً".

في الوقت الحالي، لا تُلزم المنصات الثلاث الكبرى في هذا المجال، وهي "أبل بودكاست" و"يوتيوب" و"سبوتيفاي"، صُنّاع المحتوى بإعلام المستمعين بشكل صريح بأن البودكاست قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

يقول مارتن سبينيلي "سأكون مستعدا لدفع ثمن أداة ذكاء اصطناعي تُمكّنني من فرز كل هذا الضجيج"، معتبرا أن محركات البحث الخاصة بعمالقة البث تُقلل من شأنها.

تُعارض جانين رايت بشدة فكرة التمييز بين أنواع المحتوى، وترى أن ذلك سيُصبح قريبا "بلا جدوى"، لأن "كل شيء سيصبح منتجا باستخدام الذكاء الاصطناعي بدرجة أو بأخرى"، حتى وإن لم يكن الاعتماد عليه بشكل كامل.

ومع ذلك، ترى أن البودكاستات المُنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي باستخدام أصوات اصطناعية سينظر إليها العامّة على أنها نوع مختلف في ذاته، "تماما كما هو الحال بين الأفلام الحية (التمثيلية) والرسوم المتحركة"، والتي أثبتت مع الوقت قدرتها على رواية القصص وجذب الجمهور.

وتُشدّد على أن "من يرفضون كل المحتوى المُنتَج بالذكاء الاصطناعي يفتقرون إلى التمييز، لأن هناك الكثير من التفاصيل الجميلة والمثيرة للاهتمام".

لا يجد نيت دي ميو نفسه في هذا الاتجاه، ويُقارن الأمر بقراءة رواية أو الاستماع إلى أغنية، ويقول "أنت تريد ببساطة التواصل مع وعي إنسان آخر.ومن دون ذلك، أجد أن الدافع للاستماع يصبح أقل بكثير"

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق