البحث عن القوة في سواعد الفتوة - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البحث عن القوة في سواعد الفتوة - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 01:11 صباحاً

تواصل نيوز - قول الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في مهرجان ذكرى تأسيس كشافة المهدي "إن المقاومة خيار تربوي وأخلاقي وثقافي وجهادي وسياسي" كلامٌ جميل، وهو من أفضل الأدبيات الفكرية التي سمعناها في سياق خطاب قادة "الممانعة". وبصرف النظر عن باقي فقرات الخطاب، وعما سبق هذا الكلام في خطاباتٍ أخرى، وما، ربما، سيليه في القادم من الأيام. فهو لم يتحدث عن خيار استخدام السلاح، ولا عن قطع اليد التي تمتد إلى السلاح، ولا عن قطع الألسن التي قد تتناول "المقاومة". 

 

وصورة السيد حسن نصر الله التي افترشت أرض ملعب المدينة الرياضية "أو مدينة كميل شمعون الرياضية" في بيروت الأحد الماضي، كانت أوضح من حيث الإخراج الفني من الصورة التي عكستها الأضواء على صخرة الروشة في 27 أيلول/سبتمبر، وهناك فارق كبير بين نوعية حضور المناسبتين. فبينما تجمَّع في الروشة كل الذين يحبون المُشاكسة، ورموز من حقبة التحدي السابقة، جَلَسَ على مدرجات المناسبة الثانية فتيانٌ وفتيات، ومعهم مُرشدوهم، أو المدربون، بلباسِ مُحتشِم، عليه شارات كشفية، ولكنه يحمل معاني دينية وعقائدية، وفيه ترويج لميثولوجيا خاصة، لم يخفِها المنظمون الذين اعتبروا أن المناسبة خطوة في طريق انتظار ظهور الإمام المهدي. 

 

الاغتباط بالمفردات الجديدة التي تأخذك إلى فضاءات مدنية جديدة، لا تعني بأي حال أن اللورد بادن باول (مؤسس الحركة الكشفية عام 1907) سيوافق على تصنيف الاحتفال بالمعايير الكشفية، فيما لو كان شاهداً افتراضياً عليه (وهو توفي عام 1941)، ذلك أن الحركة الكشفية تُنشد تربية الأجيال على المبادئ المدنية والطبيعية بالمطلق، وشعارها "أن الكشاف صادق القول والفعل والعمل" بينما السياسة، أو "المقاومة" تحتاج الى أدبيات إضافية، ومنها البراغماتية، أو الميكيافيلية، أو إعلان شيء، وإضمار شيء آخر. 

 

 

في مشهدية القسم الذي تُليَ في المدينة الرياضية برفع الأيدي لأكثر من 60 ألف مشارك، تكتشف من دونِ عناء، ومن دون أن يكون لديك أي خلفية عداء حيال الجمهور المٌحتشِد، أن ما يحصل استعراض واضح للقوَّة، عن طريق طوابير الفتوَّة، وما لم يعُد بالإمكان فعله بالميدان، يتمّ عرضه بالصفوف الكشفية، التي تنقل صورة مدنية بالظاهر، وقد تُضمر نيات غير مدنية في المضمون. 

 

"حزب الله"، أراد بكل تأكيد طيّ صفحة "الروشة" التي كانت مؤلِمة له وللعهد وللحكومة في آنٍ واحد، وهو بذلك يؤكد استمراره في الساحة، ويرد على من اعتبر أن مسيرته شارفت نهايتها. والمهم، أنه أكد الاستمرار على ثوابت عقيدته الفقهية التي تستند إلى استلهام خطى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، والحزب أظهر شكليات توحي أن قدراته المالية ما زالت وازنة، بحيث أن أكلاف الاحتفال وإعلاناته ونقل المشاركين وتوفير لباس موحد لهم، بدت باهظة. 

 

من الواضح أن "حزب الله" يحاول الاستثمار بدماء الضحايا الذين سقطوا في الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة، وفي مقدمهم السيد حسن نصرالله، بحيث أطلق على المشاركين في "الهمروجة الكشفية" الكبيرة شعار "أجيال السيد" وخصوصاً أن الاحتشاد يأتي قُبيل البدء بالتحضير للإنتخابات القادمة، وهو نجح بذلك، بعد أن فشل – على ما يبدو – في فرض تأجيل هذه الانتخابات بحجة عدم إمكان تطبيق القانون النافذ حالياً، والذي ينصّ على إنشاء 6 مقاعد جديدة تمثل المغتربين، ويبدو أنه لن يتمكن من الحصول على أي من هذه المقاعد. 

 

قد تكون قوة سواعد الفتيات والفتيان في كشافة المهدي، أكثر تأثيراً في الداخل من صواريخ الحزب ومُسيَّراته التي أخفقت في ضرب العدو وأثارت هذا الداخل. والحضور السياسي والشعبي في الميدان اللبناني، هدفٌ أساسي للحزب، وفقاً لما أكد عليه للصحافة مستشار الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في زيارته الأخيرة الى لبنان في 27 أيلول/سبتمبر. وقد يكون وراء هذه المظاهر الجديدة، ملاقاة للتطورات المُستجدة بعد نجاح وقف النار في قطاع غزة، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للتعاون مع إيران وفق مقاربات جديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق