عادةً ما يرتبط قوس قزح بالنهار، بعد هطول المطر وظهور الشمس، إذ تنعكس أشعة الشمس على قطرات الماء لتخلق لوحة لونية ساحرة في السماء. ومع ذلك، هل تعلم أن هذه الظاهرة يمكن أن تحدث أيضاً ليلاً؟ نعم، يحدث ما يُعرف باسم قوس قزح القمري أو قوس قزح الليلي، وهي تجربة بصرية مذهلة تعكس جمال الطبيعة وسحرها حتى في الظلام.

كيف يتكوّن قوس قزح ليلاً؟

يتشكل قوس قزح الليلي بنفس الطريقة التي يتكوّن بها قوس قزح النهاري، أي من خلال انكسار الضوء وانعكاسه في قطرات الماء. الفرق الأساسي يكمن في مصدر الضوء: بدلاً من الشمس، يستخدم القمر المضيء عند اكتماله، ضوءاً كافياً لإنشاء هذا القوس البديع. ومع أن ضوء القمر أقل شدة من الشمس، إلا أنه عندما يكون القمر بدراً أو قريباً من البدر الكامل، يكون الضوء كافياً لرؤية قوس قزح، خاصة في المناطق التي تتمتع بسماء صافية ووجود رذاذ أو مطر خفيف.

ألوان قوس قزح الليلي

قد تلاحظ أن ألوان قوس قزح الليلي أضعف وأكثر هدوءاً مقارنة بالنهاري، حيث يظهر غالباً باللون الأبيض أو بدرجات فاتحة من اللون الأزرق والبنفسجي. السبب في ذلك هو شدة ضوء القمر الأقل مقارنة بضوء الشمس، مما يجعل العين البشرية ترى الألوان أقل إشراقاً، لكنها تظل جميلة ومبهرة عند مشاهدتها.

أفضل الظروف لمشاهدة قوس قزح الليلي

لكي تتمكن من رؤية هذه الظاهرة النادرة، يجب توافر مجموعة من الظروف:

تجربة مشاهدة فريدة

يصف الباحثون مراقبو السماء قوس قزح الليلي بأنه تجربة سحرية وهادئة، تختلف تماماً عن مشهد النهار. فالألوان الباهتة تنسجم مع هدوء الليل، والانعكاسات على قطرات الماء تمنح شعوراً بالسكينة والتأمل. مشاهدة هذا القوس النادر تحفز الفضول العلمي، وتذكّرنا بروعة الطبيعة وقدرتها على مفاجأتنا في كل لحظة.

كيف توثق هذه اللحظة؟

إذا رغبت في تصوير قوس قزح الليلي، استخدم كاميرا ذات حساسية عالية للضوء (ISO مرتفع) وعدسة واسعة، مع تثبيت الكاميرا على حامل ثلاثي لتجنب الاهتزاز. يمكن تجربة التقاط الصور أثناء المطر الخفيف أو الرذاذ بالقرب من الأنهار أو الشلالات، حيث تكون قطرات الماء متوافرة لإنشاء الانكسار الضوئي.

إن قوس قزح الليلي يذكّرنا بأن الطبيعة لا تتوقف عن إدهاشنا، وأن الجمال يمكن أن يظهر حتى عندما يخيّم الظلام. لذا، في المرة القادمة التي يكتمل فيها القمر بعد المطر، اصطحب كاميرتك أو فقط عينيك المفتوحتين، فقد تشهد عرضاً لونيّاً ساحراً يضيف لمسة من السحر على ليلك.