تواصل نيوز - يخوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مساء الثلاثاء، مباراته الـ17 في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، عندما يواجه منتخب العراق، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، مستهدفًا كتابة نهاية سعيدة لرحلته الطويلة في تحديات التصفيات، وتحقيق حلم مونديالي جديد، فتاريخ 14 أكتوبر 2025 قد يشكّل بوابة عبور الأخضر نحو سابع مشاركاته تاريخيًا في المونديال.
وبدأت حكاية الأخضر مع المونديال عام 1994، إذ تجاوز الدور الأول من التصفيات الآسيوية، ليكون أحد 6 منتخبات حضرت في الدور الثاني والنهائي حينها، وسط منافسة شديدة بين 5 منها حتى الجولة الأخيرة، والتي دخلها المنتخب السعودي ثانيًا في الترتيب، بفارق الأهداف خلف المنتخب الياباني، وتجاوز كل من كوريا الجنوبية والعراق وإيران بنقطة.
وفي 28 أكتوبر 1993، أي موعد الجولة الختامية والحاسمة من التصفيات، والتي استضافتها الدوحة، العاصمة القطرية، أنهى المنتخب السعودي الشوط الأول من لقائه مع إيران متقدمًا 2-1، بهدفيْن سجلهما سامي الجابر وفهد المهلل، قبل أن يتقدّم بنتيجة 4-2 بحلول الدقيقة 64، بعد هدفيْن من توقيع منصور الموسى وحمزة إدريس، فانتهت المباراة 4-3، ليسطّر الأخضر على تأهله الأول إلى نهائيات كأس العالم، متصدرًا للمجموعة.
ولم يكن المنتخب السعودي معنيًا ببقية نتائج الجولة، بعد فوزه على إيران، لكن مواجهة اليابان والعراق عرفت ما وصفه اليابانيون بـ «ألم الدوحة»، وما وصفه الكوريون بـ «معجزة الدوحة»، إذ فقد المنتخب الياباني تقدّمه أمام العراقيين في الثواني القاتلة، واكتفى بالتعادل 2-2، فيما فازت كوريا الجنوبية على جارتها الشمالية، وخطفت البطاقة المونديالية الثانية، ورافقت الأخضر.
وفي تصفيات نسخة 1998، وصلت 10 منتخبات إلى الدور الثاني، وتوزعت على مجموعتيْن يتأهل المتصدر منهما إلى النهائيات، دون أن يعرف المنتخب السعودي انطلاقة مثالية في المجموعة الأولى، والتي ضمته إلى جانب إيران والصين وقطر والكويت، إلى أن فاز على إيران في سادس مبارياته، بهدف خالد مسعد، مقلصًا الفارق عن الصدارة الإيرانية إلى نقطة فقط.
ولعب الأخضر مباراته الأخيرة في التصفيات بتاريخ 12 نوفمبر 1997، أمام قطر في الدوحة، وكان مطالبًا بالفوز لتأمين تأهله الثاني على التوالي، بعدما خسر المنتخب الإيراني أمام قطر بهدفيْن دون رد، في آخر مباريات إيران بالتصفيات، في 7 نوفمبر. وحقق الأخضر حلمه المونديالي الثاني، بصعوده إلى صدارة مجموعته في الجولة الأخيرة، بعد فوزه على المنتخب القطري بهدف نظيف سجله إبراهيم سويد في الدقيقة 61.
وتكرر السيناريو نفسه في الطريق إلى نهائيات نسخة 2002، إذ شهد الدور الثاني من التصفيات الآسيوية حضور 10 منتخبات توزعت على مجموعتيْن، على أن يتأهل متصدر كل مجموعة إلى النهائيات، فدخل الأخضر الجولة الأخيرة ثانيًا في الترتيب، بفارق نقطة خلف إيران، لكنه أخذ الصدارة في 21 أكتوبر 2001، عندما اكتسح تايلاند بنتيجة 4-1 في الرياض، لحساب الجولة الأخيرة، مقابل خسارة إيران أمام البحرين 1-3.
وكان طريق المنتخب السعودي نحو التأهل إلى نهائيات 2006 أكثر سهولة، فالدور الثالث من التصفيات الآسيوية شهد مشاركة 8 منتخبات توزعت على مجموعتيْن، يتأهل منها صاحبا المركزيْن الأول والثاني إلى النهائيات، والأخضر ضمن تأهله في الجولة ما قبل الأخيرة، بتاريخ 8 يونيو 2005، عقب فوزه 3-0 على أوزبكستان، بهدفيْن لسامي الجابر، وآخر لسعد الحارثي.
وفي الجولة الأخيرة، عاد الأخضر من سيول، العاصمة الكورية الجنوبية، مع انتصار بهدف سجله محمد العنبر، فحسم صدارة المجموعة، علمًا أن المنتخب الكوري رافق الأخضر إلى نهائيات تلك النسخة، عبر مركز الوصافة عن المجموعة التي ضمتهما إلى جانب الكويت وأوزبكستان.
وبعد غيابه عن نهائيات نسختيْ 2010 و2014، تأهل المنتخب السعودي إلى الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات 2018، ووضعته القرعة في مجموعة إلى جانب اليابان وأستراليا والإمارات والعراق وتايلاند، فحجز المنتخب الياباني أولى بطاقتيْ هذه المجموعة، قبل الجولة الأخيرة، فيما استمر صراع البطاقة الثانية بين الأخضر وأستراليا، إذ جمعا الرصيد النقطي نفسه في 9 جولات، مع أفضلية فارق هدفيْن للمنتخب السعودي.
واكتفى المنتخب الأسترالي بالفوز 2-1 على تايلاند في الجولة الأخيرة، بتاريخ 5 سبتمبر 2017، فيما تجاوز المنتخب السعودي ضيفه الياباني، في جدة، بهدف نظيف سجله فهد المولد، ليسجّل حضوره الخامس في المونديال.
وتكررت القصة نفسها إلى حد كبير في تصفيات النسخة الماضية، إذ واجه الأخضر منتخبيْ اليابان وأستراليا، في ثاني مجموعات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، بالإضافة إلى منتخبات عُمان والصين وفيتنام، إلا أنّه ضمن تأهله إلى المونديال القطري، بتاريخ 24 مارس 2022، أي موعد الجولة ما قبل الأخيرة، بعد فوز اليابان على أستراليا، في نتيجة ضمنت للأخضر المركز الثاني على أسوأ تقدير.
وفي اليوم نفسه، تعادل المنتخب السعودي مع الصين في مدينة الشارقة الإماراتية، قبل أن يصعد إلى صدارة المجموعة في الجولة الأخيرة، بعد فوزه على أستراليا في جدة، وتعادل اليابان مع فيتنام.