"سلام ترامب"... مرحلة ما بعد الحرب في غزّة تختبر صلابة "الشرق الأوسط الجديد" - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"سلام ترامب"... مرحلة ما بعد الحرب في غزّة تختبر صلابة "الشرق الأوسط الجديد" - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 04:43 مساءً

تواصل نيوز - فيما كانت أجواء الارتياح تغمر عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين أُفرج عنهم أخيراً، وسكان غزّة الذين شهدوا أول أيام الهدوء بعد حربٍ استمرّت عامين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شرم الشيخ أنّ "المرحلة الثانية بدأت"، مؤكّداً أنّ "السلام في الشرق الأوسط، الذي قال الجميع إنه مستحيل، سيحدث".


لكنّ خلف هذا التفاؤل، تقف تعقيدات سياسية وأمنية عميقة، قد تُهدّد بتحويل ما يُسمّى "الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد" إلى هدنة هشّة بلا أفق.

 اليوم التالي

كشفت المفاوضات التي سبقت وقف إطلاق النار أنّ البنود المتعلقة بـ"اليوم التالي للحرب" كانت من أكثر الملفات إرباكاً، حتى جرى فصلها وتأجيلها إلى مرحلة ثانية من المحادثات. فلا موعد محدّداً لانطلاقها ولا مكان مقرّراً بعد، فيما يرى محلّلون إسرائيليون وفلسطينيون أنّ احتمال التعثّر أكبر من احتمال النجاح.

 

المحلّل الفلسطيني أكرم عطا الله لخصّ المعضلة في حديث لـ"نيويورك تايمز"، قائلاً: "القضية الرئيسية لم تُحلّ بعد: سلاح حماس. يُطلب من الحركة أن تنزع سلاحها، أي أن تفكّك أيديولوجيتها". أما في إسرائيل، فيتوقّع مسؤولون أن تطول المراوحة، وأن يترسّخ وضع شبيه بلبنان، حيث يتعامل الجيش الإسرائيلي مع "حزب الله" عبر ضربات متقطّعة من بعيد.

 

تتضمّن خطة ترامب نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع، لكن لا أحد يعرف بعد من هي الدول المشاركة أو كيفية تمويلها وتدريبها. ورغم إعلان واشنطن إرسال 200 جندي لمراقبة الهدنة من قاعدة في إسرائيل، لم تُبدِ أيّ دولة استعدادها للانضمام إلى هذه القوة، فيما طالبت الدول العربية المعنية، مثل قطر ومصر وتركيا، بتفويض من مجلس الأمن قبل أيّ خطوة.

 

يقول زوهر بالتّي، المسؤول السابق في الموساد" لـ"نيويورك تايمز": "من يعتقد أنّ التحوّل يمكن أن يتحقّق بعصا سحرية خلال أيام فهو واهم. لن يحدث ذلك، ليس تشاؤماً بل واقعية". ويضيف نمرود نوفيك، المبعوث الإسرائيلي السابق، أنّ أيّ هجومٍ جديد أو استفزاز قد يُعيد إشعال القتال في لحظة، محذّراً من ضغط السياسة الداخلية على نتنياهو "لتصحيح الصورة" إنْ شعر الشارع الإسرائيلي بأنّ الحرب كانت بلا جدوى.

 

بين الغياب والوصاية

في المقابل، تستبعد الخطة دور السلطة الفلسطينية إلى حدّ بعيد، ما لم تُجرِ إصلاحات غامضة التعريف. ويُفترض أن تتولّى إدارة غزّة "سلطة تنفيذية من التكنوقراطيين غير المنتمين"، لكن لم يُعلن عن أيّ أسماء حتى الآن، فيما عاد بعض مسؤولي حكومة حماس السابقة إلى مواقعهم. كما سيُنشأ مجلس إشرافي دولي من القادة الأجانب، أعلن ترامب أنّه سيتولّى رئاسته شخصياً "استجابةً لنداءات دولية عديدة"، على حدّ قوله.

 

ويرى إبراهيم المدهون، المحلّل الفلسطيني المقرّب من حماس، أنّ الحركة "مستعدة لتقديم تنازلات لتسهيل إعادة إعمار غزّة، لكنها لن تتلاشى. تريد أن تكون جزءاً من الحل، لا عقبة أمام الاستقرار".

 

الفرحة المؤقتة؟

على الرغم من مشاهد الفرح في شرم الشيخ والاحتفاء بترامب في الكنيست، فإنّ كثيرين رأوا في الاحتفالات مجرّد لحظة التقاط أنفاس. فكما قال مروان المعشّر، وزير الخارجية الأردني الأسبق، لـ"واشنطن بوست": "أيّ نهاية للحرب في غزّة أمر جيّد، لكن فجر الشرق الأوسط الجديد يتحقّق فقط إذا انتهى الاحتلال. ترامب لم يذكر الفلسطينيين إطلاقاً".

 

ويحذّر دبلوماسيون وخبراء أميركيون من أنّ خطة ترامب، التي تتألف من 20 بنداً، لم تُنفّذ منها سوى الخطوات الأولى: وقف النار، إطلاق الرهائن، وتدفق المساعدات.

فيما تبقى البنود التالية غارقة في الغموض، خصوصاً ما يتعلّق بنزع سلاح حماس، وإنشاء أجهزة أمنية جديدة، وجمع المليارات لإعادة إعمار القطاع المدمّر. 

 

وفي رأي المفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية، آرون ديفيد ميلر، لم يثبت ترامب بعد أنّه مستعدّ للبقاء في المنطقة لضمان تنفيذ خطته، قبل تحويل الاهتمام المكثّف نحو ملفات أخرى. كما أن اهتمام العالم قد يتراجع مع انحسار صور المعاناة.

حتى الآن، لا جدول زمنياً واضحاً لانسحاب إسرائيلي كامل، ولا ضمانات لقيام دولة فلسطينية، ولا مؤشرات على أن الهدنة تحوّلت إلى سلام دائم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق