وفي بريطانيا مثلاً، ارتفع عدد المرضى الذين ثبتت إصابتهم ببعض فيروسات البرد الشائعة بمقدار الثلث خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفع الدخول للمستشفيات بسبب كورونا، بـ 60% في إنجلترا وحدها خلال شهر واحد فقط.

أخطر سلالات الإنفلونزا

وتشير تقارير طبية بريطانية إلى أن إنفلونزا A، أخطر سلالات الإنفلونزا، بدأت بالفعل في الانتشار. ويتزامن ذلك توقعات بأن يشهد هذا العام إعادة فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى فرض نفسها، بعد أن هيمن عليها كورونا منذ 2020.

متحورات كورونا

رغم أن أعداد الإصابات بكورونا لا تزال "منخفضة، إلا أنها تُثير القلق في وقت مُبكر من فصل الخريف"، كما يقول لورانس يونغ، أستاذ علم الأورام الجزيئي في جامعة وارويك.وقد تكون الأعداد الحقيقية للمصابين أعلى بكثير مما تُظهره الأرقام، حيث يُوضح البروفيسور يونغ أن "معرفتنا الوحيدة بمستويات العدوى تعتمد بشكل أساسي على الفحوصات في المستشفيات، لذلك فإننا غافلون عن انتشار العدوى بين السكان".

ويبدو أن متحورات كورونا هذا العام، ستراتوس، ونيمبوس، تحمل أعراضاً جديدة،هي التهاب الحلق الحاد، بالإضافة إلى الصداع المعتاد، والسعال المستمر، وسيلان الأنف، والحمى. وقد تكون هذه المتحورات أسهل انتقالًا من السلالات السابقة.

الوقاية الآن

ويقول الدكتور بيتر أوبنشو، طبيب الجهاز التنفسي وأخصائي المناعة في كلية إمبريال كوليدج لندن: "كورونا ونزلات البرد الشائعة موجودة بالفعل، لكن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي عادةً ما ينتشر في ليلة الاحتفالات بالنار، والإنفلونزا في عيد الميلاد، يجب أن تبدأ الوقاية الآن".

مزيل الاحتقان

ينصح الخبراء باستخدام بخاخ هيدروكلوريد الزايلوميتازولين، المزيل للاحتقان/ لتهدئة وحمياة بطانة الأنف المتهيجة.

ولأن "مزيل الاحتقان فعال للغاية، ويدوم مفعوله، لا يحتاج إلا إلى تناوله مرتين أو 3 مرات يومياً".وكما هو الحال مع أي بخاخ مزيل للاحتقان، فإن استخدامه أكثر من أسبوع متواصل قد يُسبب "احتقاناً ارتدادياً"، ما يعني عودة الأعراض باستمرار مع التهاب الأوعية الدموية في الأنف وقلة حساسيتها للرذاذ.

وبالنسبة للأطفال، يرى الخبراء أن "ترطيب الحلق بالعسل فعال ومناسب، لذا لن يشعروا بألم شديد عند البلع. بالإضافة إلى ذلك، يُحفز تدفق اللعاب، إذ يحتوي اللعاب على مركبات مضادة للبكتيريا قد تُساعد في مكافحة أسباب التهاب الحلق".

أجهزة البخار

وترى الدكتورة راشيل وارد، الطبيبة العامة في أوكسفوردشاير أن "البخار فعال جداً في تخفيف احتقان الأنف، إذ يُضيف سائلًا إلى المخاط الكثيف، فيتدفق بسهولة أكبر من الأنف. يعمل هذا الجهاز بنفس طريقة وعاء الماء الساخن مع وضع منشفة على الرأس، ولكنه يبدو أكثر أماناً".

من ناحية أخرى، يقترح بعض الخبراء استخدام اللصقات ذات الزيوت العطرية، بما في ذلك الأوكالبتوس والمنثول، لمساعدة الأطفال فوق الـ 3، على التنفس بسهولة أكبر.

وتشير تريشا غرينهالغ، أستاذة الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد، التي قادت دراسة لتقييم فاعلية الأقنعة إلى فاعليتها. وتقول: "كلما وضعت قناعاً بشكل منتظم وصحيح، زادت حمايتك. توفر الأقنعة التي تُوضع باستمرار حماية أكبر من الأقنعة العادية".

وتساعد الأقنعة في الحد من انتشار قطرات الجهاز التنفسي، والهباء الجوي أما الأقنعة مثل N95 وFFP2، فتُرشّح الجسيمات الصغيرة المنقولة جواً وتُثبّت الوجه بإحكام أكبر، ما يوفر حماية أفضل.

اللقاحات

إذا توفرت لقاحات للوقاية من الإنفلونزا، أو كورونا، أو الفيروس المخلوي التنفسي، فمن الأفضل تناولها، خاصة للحوامل، والفئات التي تتعرض لضعف المناعة بسبب السن، أو الإصابة بالأمراض. وإضافة إلى ذلك، ينصح الخبراء بالاهتمام بالتغذية الجيدة، وتناول مكملات فيتامين "د"، و"سي"، والزنك لتعزيز المناعة.