تواصل نيوز -  

أثار مقطع فيديو جديد موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أظهر نسراً ضخماً ينقض على طفل رضيع كان يزحف على العشب في إحدى الحدائق، قبل أن يتدخل كلب صغير ويحاول إنقاذه في مشهد بدا واقعياً بحسب مغردين.

لاحقًا، تبيّن أن المقطع مولّد بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وجاء في محاكاة لمقطع شهير يعود إلى عام 2012 أُنتج في كندا، وأثار حينها ضجة عالمية تحت عنوان "النسر الذهبي يخطف طفلًا".

وبحسب "سي بي إس نيوز" تعود قصة 2012 إلى مقطع فيديو انتشر على "يوتيوب" يظهر فيه نسر ضخم ينقض على طفل صغير كان يلهو في حديقة عامة بمدينة مونتريال الكندية، ويرفعه لبضعة أمتار في الهواء قبل أن يسقطه أرضاً، وحينها ملايين المشاهدين حول العالم صدّقوه.

لكن المفاجأة جاءت بعد أيام، حين كشف مجموعة من طلاب برنامج التصميم ثلاثي الأبعاد في "المركز الوطني للرسوم المتحركة والتصميم" في مونتريال أنهم هم من أنتجوا الفيديو ضمن مشروع أكاديمي بعنوان "امتحان خداع الإنترنت".

وأوضح الطلاب أن الفيديو استغرق 400 ساعة من العمل، وتم فيه تصميم النسر والطفل بالكامل بتقنيات الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، ليكون تمريناً على الدمج الواقعي بين الحقيقة والمؤثرات الرقمية.

وبعد مرور أكثر من عقد على انتشار الخدعة الأولى، عاد المشهد للظهور من جديد هذا العام، لكن بنسخة أكثر تطوراً أنتجها الذكاء الاصطناعي، إذ أعاد صانعو المحتوى صياغة نفس الفكرة مستخدمين تقنيات "التوليد العميق" لإنتاج مشهد لا يمكن تمييزه عن الحقيقة.

المقطع الجديد أظهر نفس المشهد تقريباً نسر ينقض على طفل، وكلب صغير يتدخل لإنقاذه، لكن هذه المرة كان الوهم أكثر إتقاناً، إلى درجة جعلت الخبراء أنفسهم يستغرقون وقتاً قبل التأكد من أنه ليس حقيقياً.

وأثار الفيديو مخاوف واسعة من انتشار ما يُعرف بـ"التزييف العميق"، وهي تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور ومقاطع واقعية تماماً، لكنها مفبركة بالكامل.

وعلق مستخدم بالقول :"قبل 12 عاماً، كانت الخدعة مشروعاً طلابياً.. اليوم أصبحت تقنية يمكنها أن تضلل العالم بأسره".