تواصل نيوز - أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الأمريكي نفذ ضربة أخرى على قارب يزعم أنه يهرب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على متنه.

وقال ترامب إن السفينة "تابعة لمنظمة إرهابية محددة" لكنه لم يذكر اسم أي منظمة أو يقدم أدلة تدعم تأكيده.

وأكد ترامب على منصة "تروث سوشيال " أن "معلومات استخباراتية أكدت أن السفينة كانت تهرب المخدرات، وكانت مرتبطة بشبكات إرهابية غير مشروعة، وكانت تعبر طريقًا معروفًا لتهريب المخدرات".

وأضاف : "نُفذت الضربة في المياه الدولية، وقُتل ستة إرهابيين مخدرات كانوا على متن السفينة في الضربة. ولم يُصب أي من أفراد القوات الأمريكية بأذى".

وفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية، أن هذه هي المرة الخامسة على الأقل التي تُعلن فيها الولايات المتحدة عن ضربة كهذه، وكان البنتاغون قد أعلن عن ضربة أخرى في أوائل أكتوبر، ونشر ترامب أيضًا مقطع فيديو للضربة.

ترامب يزعم إنقاذ حياة الآلاف

وقال ترامب في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي: "كل قارب يقتل حوالي 25 ألف شخص"

وأضاف في خطاب ألقاه يوم الأحد: "كل قارب من تلك القوارب مسؤول عن وفاة 25 ألف أمريكي، وعن تدمير عائلات". 

وتابع أثناء لقائه رئيس الوزراء الكندي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء: "ربما أنقذنا ما لا يقل عن 100 ألف روح، أرواح أمريكية وكندية، بتدمير جميع تلك القوارب القادمة".

وبلغ إجمالي عدد وفيات الجرعات الزائدة من جميع أنواع المخدرات في الولايات المتحدة عام 2024 حوالي 82 ألف حالة، وفقًا للبيانات الفيدرالية المؤقتة، حتى إضافة الوفيات الكندية المُبلّغ عنها بسبب المواد الأفيونية والمنشطات لا يرفع العدد الإجمالي إلى ١٠٠ ألف حالة.

بعبارة أخرى، يدّعي ترامب أن قراره بمهاجمة عدد صغير من القوارب في منطقة البحر الكاريبي - حيث شُنّت أربع غارات أمريكية على الأقل منذ بداية سبتمبر - منع وفياتٍ لأكثر من عام كامل.

وقال كارل لاتكين، أستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز والذي يشغل منصبا مشتركا في كلية الطب بالجامعة، إن أرقام الرئيس "سخيفة".

وأضاف لاتكين في رسالة بريد إلكتروني: "يزعم أنه حلّ أزمة وفيات الجرعات الزائدة" بأربعة حوادث غرق قوارب، و"هذا لا يمتّ للواقع بصلة". وأضاف: "لا تزال أزمة الجرعات الزائدة تُدمّر حياة العديد من العائلات الأمريكية الكادحة".

ولم يقدم البيت الأبيض ووزارة الدفاع أي دليل على أن القوارب كانت تحمل مخدرات بشكل عام أو "الفنتانيل، في الغالب" الذي ادعى ترامب الأسبوع الماضي أنها كانت تحمله، ولا أن ركاب القوارب كانوا يخططون لمحاولة إدخال هذه المخدرات إلى الولايات المتحدة. 

ولا يُعرف أن منطقة البحر الكاريبي تُشكل طريقًا رئيسيًا لتهريب الفنتانيل، ولا تُعتبر فنزويلا مصدرًا رئيسيًا للفنتانيل غير المشروع المُهرب إلى الولايات المتحدة. يُصنع هذا الفنتانيل بشكل رئيسي في المكسيك ويُهرَّب عبر الحدود الأمريكية في مركبات - عادةً بواسطة مواطنين أمريكيين .

ولكن حتى لو كانت القوارب التي أمر ترامب بتدميرها تحتوي بالفعل على الفنتانيل أو غيره من المخدرات، وحتى لو كان الأشخاص على متنها يحاولون إيصال تلك المخدرات إلى الأميركيين، فلا يوجد أساس للادعاء بأن كل قارب من هذا القبيل يقتل ما يقرب من 25 ألف شخص.

وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي أن أحد القوارب التي هاجمتها الولايات المتحدة كان "محملاً بكمية كافية من المخدرات لقتل 25 إلى 50 ألف شخص".

مع أن رقم "50 ألفًا" الذي ذكره ترامب أكثر تناقضًا من رقم "25 ألفًا" الذي دأب على ترديده في المناسبات العامة، إلا أن لغته عن "ما يكفي من المخدرات للقتل" أقل صرامةً من ادعاءاته بأن كل قارب مخدرات فنزويلي يقتل عشرات الآلاف.