تواصل نيوز - شهدت ولايات جنوب غربي الولايات المتحدة خلال الساعات الماضية فيضانات مدمرة غير مسبوقة، بعد هطول كميات من الأمطار تعادل منسوب شهرين كاملين في أقل من 24 ساعة، مما أدى إلى تحويل مناطق صحراوية جافة إلى أنهار هائجة غمرت الطرق والمنازل.

عواصف ناتجة عن الإعصارين بريسيلا وريموند

وأوضحت مراكز الأرصاد الجوية الأمريكية أن الفيضانات المفاجئة جاءت نتيجة موجة مزدوجة من الرطوبة الاستوائية الناجمة عن الإعصارين السابقين بريسيلا (Priscilla) وريموند (Raymond)، اللذين حملا كميات ضخمة من الرطوبة إلى مناطق جافة عادة لا تشهد أمطارًا غزيرة.
تسببت تلك الموجة في هطول أمطار غزيرة فاقت المعدلات الطبيعية لشهري سبتمبر وأكتوبر مجتمعين، ما جعل الصحارى تتحول إلى أنهار تجرف كل ما في طريقها.

تحوّل الصحارى إلى أنهار هائجة

في جنوب ولاية أريزونا، غمرت مياه الفيضانات عدة مجتمعات محلية، حيث ارتفع منسوب المياه بشكل مفاجئ، وتدفقت السيول عبر الطرق السريعة والمناطق السكنية.
وقالت السلطات المحلية إن "بضع بوصات فقط من المطر كانت كفيلة بتحويل المناطق الرملية إلى أنهار جارية"، ما جعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة وسط انهيارات أرضية محدودة وانقطاع للكهرباء في بعض المناطق.

عمليات إنقاذ عاجلة واستنفار في ولايات الجنوب الغربي

أطلقت السلطات الأمريكية عشرات عمليات الإنقاذ المائي لمساعدة السائقين الذين احتُجزوا داخل مركباتهم في الطرق المغمورة بالمياه.
وأشارت هيئة الطوارئ في ولاية أريزونا إلى أن فرق الإنقاذ استعانت بالمروحيات والقوارب للوصول إلى العالقين، وسط تحذيرات من استمرار مخاطر الفيضانات في الأيام المقبلة مع احتمال تجدد الأمطار.

تحذيرات من استمرار الطقس المتطرف

وحذرت وكالة الأرصاد الوطنية (NOAA) من أن هذا النوع من الفيضانات المفاجئة بات أكثر تكرارًا بسبب تغير المناخ وزيادة تواتر الظواهر الجوية العنيفة في مناطق عادة ما تكون جافة.
كما دعت السلطات السكان إلى تجنّب السفر على الطرق الجبلية أو الصحراوية خلال العواصف، ومتابعة التحديثات الجوية باستمرار.

فيضانات أمريكا: جرس إنذار بيئي جديد

تعكس هذه الحوادث المتكررة مدى تأثير التغير المناخي على مناخ الولايات المتحدة، حيث تتعرض مناطق جافة تاريخيًا لكميات أمطار قياسية في فترات قصيرة، مسببة فيضانات مدمرة تضر بالبنية التحتية والاقتصاد المحلي.
وبحسب خبراء المناخ، فإن ما حدث في جنوب غربي الولايات المتحدة يمثل جرس إنذار جديد بضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والاستعداد لمواسم طقس أكثر تطرفًا في السنوات المقبلة.