يبدأ الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، زيارة رسمية إلى روسيا هي الأولى له منذ توليه الحكم، حيث يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين.

وتأتي الزيارة في إطار جهود دمشق لإعادة بناء العلاقات مع موسكو بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وسط تحولات إقليمية كبرى في المشهد السوري.

بحث التعاون وإعادة الإعمار

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الزعيمين سيناقشان سبل تطوير التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتسعى موسكو إلى الحفاظ على نفوذها العسكري في سوريا ودعم جهود إعادة الإعمار بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.

وأكد الرئيس بوتين في تصريحات سابقة التزام بلاده بدعم استقرار سوريا ومشاركتها في عملية إعادة الإعمار، مشدداً على أن دمشق ما تزال شريكاً استراتيجياً لروسيا في الشرق الأوسط.

عهد جديد بعد الإطاحة بالأسد

تأتي الزيارة بعد لقاء جمع بوتين بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في يوليو الماضي، والذي وصفه الجانبان بأنه بداية مرحلة جديدة من التفاهم بين دمشق وموسكو.

وعلى الرغم من الدعم العسكري والسياسي الكبير الذي قدمته روسيا لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية، امتنعت موسكو عن التدخل حين قادت قوات الشرع انتفاضة أطاحت بالنظام السابق في ديسمبر الماضي، لتبدأ سوريا فصلاً سياسياً جديداً.

النفوذ الروسي في مهب التوازنات الجديدة

تعمل روسيا حالياً على الحفاظ على قاعدتيها العسكريتين في طرطوس وحميميم، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لنفوذها الإقليمي.
في المقابل، تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقليص الحضور الروسي والإيراني في سوريا وضم الحكومة الجديدة إلى الفلك الغربي.

دعم أمريكي مشروط

كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد التقى نظيره الأمريكي دونالد ترمب في الرياض في مايو الماضي، ثم مجدداً في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعلن ترمب خلال اللقاء تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بينما قرر الاتحاد الأوروبي رفع جميع القيود المتبقية، في خطوة وُصفت بأنها دعم غربي مشروط للإصلاحات السياسية الجديدة في دمشق.

الموقف من التدخل الإسرائيلي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السوري أن موسكو ترفض أي تدخل إسرائيلي في سوريا، في إشارة إلى الغارات التي كثّفتها تل أبيب مؤخراً على مواقع داخل الأراضي السورية، بزعم حماية الطائفة الدرزية ومواجهة تهريب الأسلحة.

تُعد زيارة الشرع إلى موسكو محطة حاسمة في مسار العلاقات السورية – الروسية، وفرصة لتحديد ملامح الدور الروسي في سوريا الجديدة.
ويرى مراقبون أن نتائج القمة المرتقبة بين الشرع وبوتين قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات السياسية والعسكرية بين البلدين.