نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليتوانيا: جواهر البلطيق بين التاريخ والطبيعة - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 09:48 صباحاً
تواصل نيوز - ليتوانيا، البلد الصغير الذي يمتد على سواحل بحر البلطيق، يقدم مزيجًا مفاجئًا من عواصم تاريخية، وسواحل رملية ناعمة، وغابات وبحيرات هادئة، وثقافة شعبية حيوية تجعلها وجهة تستحق الاكتشاف. عاصمة البلاد فيلنيوس تجمع بين شوارع مرصوفة بالحصى وكنائس باروكية ومقاهي عصرية، بينما تنتظر القرى الساحلية والمنتجعات الطبيعية في الشمال والغرب من الزائر تجارب أبسط وأكثر اتصالًا بالطبيعة. ليتوانيا بلد يسهل الوصول إليه بفضل عضويته في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، ويُعد خيارًا مناسبًا لكل من يبحث عن رحلة أوروبية متوازنة بين التاريخ والطبيعة.
المدن والتاريخ: فيلنيوس، تراكاي وكاوناس
فيلنيوس (Vilnius) هي القلب الثقافي لليتوانيا: عتيقة وصاخبة في آن واحد. يبرز فيها الـ Old Town، أحد أكبر المراكز التاريخية المحفوظة في شمال أوروبا، بمبانيه القوطية والباروكية التي أكسبته تصنيف اليونسكو كموقع تراث عالمي—مساحة تستحق المشي بلا عجلة بين الأزقة والمقاهي والمتاحف.
قريبًا من العاصمة يقع قصر تراكاي (Trakai Island Castle)، قلعة جُعلت جزيرة فوق بحيرة هادئة وتُعد من أشهر الأماكن في البلاد، تنقلك إلى أجواء القلاع الشرقية وتجعل من زيارة يوم كامل تجربة رومانسية وتاريخية في آن. يُنصح بارتباط زيارة تراكاي بجولة بالقارب أو تذوّق طبق الزيبليناي المحلي (cepelinai) في مطاعم القلعة.
كاوناس، المدينة الثانية، تمنحك جرعة من الفن الحديث والمقاهي الشبابية ومشهدًا معماريًا بين الحداثة والتراث، بينما تزدان كلتا المدينتين بمهرجانات صيفية وأسواق تحتفي بالموسيقى والأطباق المحلية، ما يجعل التنقل بينهما وبرلين أو وارسو سهلاً مع شبكة قطارات وحافلات فعالة.
سواحل وكثبان: سحر شبة جزيرة كورونيان (Curonian Spit)
على الساحل الغربي تمتد شبه جزيرة كورونيان الرملية، مع رمال كثيفة وكثبان ضخمة وقرى صيد صغيرة مثل نيده (Nida) التي تُعتبر بوتقة استرخاء وفنون؛ المشهد هناك أشبه بلوحة طبيعية تتبدل ألوانها عند الغروب. هذه المنطقة المشتركة بين ليتوانيا وروسيا مصنفة كموقع تراث عالمي لما تمثله من تركيب طبيعي فريد وتاريخ مادي وثقافي محلي يستحق المشي وقيادة الدراجة واستكشاف قرى الصيادين والمتحف المحلي. زيارة الكثبان والتمتع بغروب الشمس من أعلى يُعد أحد أكثر مشاهد ليتوانيا شاعرية.
تجارب لا تُفوّت: زوايا روحانية وطبيعية ومذاقات محلية
هناك مواقع صغيرة في ليتوانيا تحمل طابعًا غامقًا وروحيًا لا يجده المرء بسهولة في أوروبا الغربية؛ من أشهرها تل الصلبان (Hill of Crosses) قرب شياولياي، حيث يضع الزوار آلاف الصلبان في منظر بديع يعكس الإيمان والذاكرة الوطنية، وهو موقع ذو بعد تاريخي وروحي قوي يستحق التوقف والتأمل.
للمهتمين بالطبيعة، توفر المتنزهات الوطنية مثل أوكشتايتيا (Aukštaitija) بحيرات للتجديف ومسارات للمشي، بينما يقدم منتجع دروسكينينكاي (Druskininkai) تجربة سبا ومراكز علاجية ومتنزهات عائلية. على طاولة الطعام، يجب تذوق أطباق ليتوانية تقليدية مثل الـ cepelinai (كرات بطاطا محشوة)، وحساء البنجر البارد šaltibarščiai، وخبز الجاودار الطازج — مزيج من النكهات التي تعبر عن هوية البلاد.
نصائح عملية للزائر: ليتوانيا عضو بالاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، ما يسهل حساب الميزانية ويجنبك الحاجة لتبديل عملة محلية إن أتيت من أوروبا؛ كما أنها ضمن منطقة شنغن لذلك تأكد من متطلبات التأشيرة قبل السفر إذا لم تكن مواطنًا من دولة معفاة. أشهر الزيارة المفضلة هي من أواخر الربيع حتى أوائل الخريف (مايو–سبتمبر) لاعتدال الطقس وطول ساعات النهار، مع أن فصل الشتاء يقدم سحرًا خاصًا لمن يحبون الثلوج والأسواق الموسمية.
في الختام، ليتوانيا بلد صغير بحجم، لكنه غني بالتجارب: يمكنك في يوم أن تتجول في شوارع فيلنيوس التاريخية، وفي اليوم التالي أن تنام على شاطئ رملي هادئ أو تصعد تلة مليئة بالصُلبان لتتأمل تاريخ أمة صامدة. سواء كنت تبحث عن قصة تاريخية، أو هروب ريفي طبيعي، أو مائدة جديدة تلامس الجذور، فليتوانيا تمنحك رحلات قريبة من القلب يسهل الوصول إليها وتبقى في الذاكرة.
0 تعليق