نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تخصيب - لا تخصيب: مَن يتنازل أولاً؟ - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 05:46 صباحاً

تواصل نيوز - النووي الإيراني.
تضارب كبير في الأنباء والمعلومات عن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وهذا يشير إلى تعقيدات متوقعة. تضاربٌ أيضاً في التوقعات التي تراوح بين اتفاق قريب، كما "يبشّر" الرئيس الأميركي، واتجاه المفاوضات إلى أفق مسدود، كما يتمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتقداً أن استعداد جيشه لإنزال ضربات بالمنشآت هو الحل البديل للمعضلة النووية الإيرانية. على رغم الصعوبات، برهن الطرفان عن رغبة عميقة في اتفاق جديد، فلكلٍّ منهما مصلحة واضحة: طهران تتطلّع إلى رفع العقوبات عن اقتصادها، وواشنطن تريد التخلّص مما تعتبره خطراً على إسرائيل والمنطقة، وتريد أيضاً فتح خط مصالح مع إيران في إطار المواجهة بينها وبين الصين. لكن الأجواء الهادئة للتفاوض بلغت سريعاً الخطوط الحمر لدى الطرفين.
اضطرّ دونالد ترامب إلى القول علناً إنه طلب ممن لا يزال "صديقه" بنيامين نتنياهو صرف النظر عن أي عمل عسكري ضد إيران، ما دامت الولايات المتحدة تتفاوض معها. سبق للرؤساء الأميركيين الثلاثة قبل ترامب في التعامل مع الملف النووي أن وجدوا ضرورة لتحذير إسرائيل من أنهم لن يدعموا أي تهوّر تقدم عليه، وما فعلته إدارة جو بايدن أنها تصدّت مرّتين للهجمات الإيرانية على إسرائيل وشاركت مباشرة في لجم خطط الردّ الإسرائيلي لئلا يضرب أهدافاً نفطية أو نووية. وكانت إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز مؤشّراً لتذمّر ترامب من "اختراق" إسرائيل للمساعدين القريبين منه. في المقابل، لم يفوّت الجانب الإيراني فرصة لإظهار إرادة سياسية للتوصّل إلى اتفاق. فعلى رغم تشدّد المرشد وتشاؤمه المعتاد حيال أي تفاوض مع "الشيطان الأكبر" (المصطلح الذي قلّ تداوله في الآونة الأخيرة)، كانت هناك مداخلات مدروسة وهادفة لمستشاريه البارزين عن التنازلات المحتملة من جانب إيران، وكذلك عن "الترحيب" بالاستثمارات الأميركية.
لكن "الخطوط الحمر" التي حددها الطرفان عشية الجولة الأولى للمفاوضات، وجدّدا الإشارة إليها لاحقاً، ما لبثت أن أظهرت جدّيتها في تقرير مصير الاتفاق المزمع، وغدا السؤال: تخصيب أو لا تخصيب؟ طرح المفاوضون الأميركيون شرط الحدّ الأقصى: نقل اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة إلى الخارج، ووقف أي تخصيب داخل إيران لأنه يبقى مساراً محتملاً لتطوير قنبلة نووية. وجاء تقرير وكالة الطاقة ليعزز الشرط الأميركي، إذ أفاد بأن إيران عجّلت أخيراً في وتيرة التخصيب بنسبة الـ 60 في المئة وباتت لديها كمية تكفي لإنتاج 9 إلى 10 قنابل في فترة قصيرة. ولم يساهم اقتراح الرئيس مسعود بزشكيان وقف التخصيب موقتا مقابل الإفراج عن ودائع مالية إيرانية محتجزة في قطر، في تليين التشدّد الأميركي، ولو من أجل "بناء الثقة". أما اقتراح تجمّع إقليمي لإنتاج الطاقة النووية (يضم السعودية والإمارات وإيران ودول أخرى، بالإضافة إلى أميركا) فأدّى إلى زيادة تمسّك إيران بامتلاك تكنولوجيا التخصيب للأغراض السلمية، وبالتالي إلى رفض المقترح الأخير الذي أرسله ستيف ويتكوف.
في الأثناء، كانت لترامب تغريدة واضحة: "في إطار اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم". ولكن تبيّن أن الخلاف العلني على التخصيب يحجب خلافات أكبر، منها مثلاً طلب إغلاق المواقع المحصنة تحت الأرض. وبما أن الطرفين في حاجة إلى الاتفاق، وهذا يتطلّب تنازلات، فإن الطرف الإيراني هو المرشح أكثر للتنازل، ويحاول حالياً حصر التنازلات كي يتمكّن من تقديم أي اتفاق على أنه "انتصار" كما فعل في 2015.
0 تعليق