في الوقت الذي يحرص فيه الكثيرون على العناية بالقدمين بحثاً عن مظهر صحي وملمس ناعم، تأتي تحذيرات جديدة من خبراء الجلد والصحة لتكشف جانباً غائباً عن الأذهان حول واحدة من أكثر الأدوات استخداماً في صالونات العناية بالأظافر. فالأداة المعدنية الحادة التي تُستخدم عادة لتقشير الجلد السميك وإزالة التشققات قد تتحول، بحسب المختصين، إلى مصدر خطر حقيقي على صحة القدمين، وقد تتسبب بنتائج عكسية تصل إلى التقرحات والالتهابات. وبينما يربط البعض بين استخدام هذه الأداة والحصول على قدم ناعمة بشكل سريع، يؤكد الخبراء أن هذا الاعتقاد قد يكون مضللاً تماماً، وأن إزالة الجلد القاسي لا تعتمد على الكشط الشديد بقدر ما تعتمد على طرق علمية آمنة ولطيفة.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

أداة شائعة… لكنها قد تكون أخطر مما تبدو عليه

بحسب تقرير لصحيفة “دايلي ميل” البريطانية، حذّر أطباء متخصصون من الاستخدام المتكرر للأداة المعدنية الشبيهة بمقشرة الجبن، والتي تحتوي على شفرات حديدية تُمرّر مباشرة على الجلد القاسي في الكعبين وباطن القدم. وعلى الرغم من انتشارها الواسع في صالونات العناية بالأظافر وسهولة استخدامها، فإن طبيعة الأطراف الحادة فيها تجعلها تقشر الجلد بطريقة قاسية وغير متوازنة.

ويشرح الخبراء أن هذا النوع من التقشير قد يؤدي إلى إزالة طبقات أعمق مما ينبغي من البشرة، ما يتسبب بجروح دقيقة لا تُرى بالعين المجرّدة، لكنها كافية لتهيّج الجلد وزيادة سماكته مع الوقت كآلية دفاعية من الجسم. والأسوأ أن الجلد السميك قد يصبح أكثر صلابة لاحقاً، ما يجعل التشققات أكثر وضوحاً وإيلاماً.

كما أشار التقرير إلى أن مسامير القدم والتصلبات الجلدية تُعد من المشكلات الشائعة الناتجة عن الضغط المستمر، سواء بسبب الأحذية الضيقة، أو الكعب العالي، أو المشي الطويل من دون جوارب. ورغم أن الكثيرين يلجأون للأدوات المعدنية لعلاجها، يؤكد الخبراء أن استخدامها بالطريقة الخاطئة أو فوق جلد متهيج قد يؤدي لمضاعفات خطِرة.

المتخصصون يرفضون هذه الأداة… وهذا ما ينصحون به

أحد الأطباء المشاركين في التقرير شدّد على أن المتخصصين الحقيقيين في العناية بالقدم لن يلجؤوا إلى هذه الأداة الحادة أبداً، بل يعتمدون على وسائل أكثر أماناً مثل المبردات الناعمة، والمشارط الطبية ذات الاستخدام الواحد، ومقصّات الأظافر المصممة خصيصاً للتعامل مع الجلد القاسي دون إيذائه. فهذه الأدوات تسمح بإزالة التصلبات بطريقة تدريجية وآمنة دون كشط عميق أو إلحاق ضرر بالبشرة.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة جاكلين سوتيرا – وهي اختصاصية في طب القدم في الولايات المتحدة – أن استخدام الأداة الحادة يشكل خطراً مضاعفاً على المصابين بأمراض معيّنة مثل السكري أو ضعف الدورة الدموية أو أصحاب البشرة الرقيقة. حيث يمكن أن تؤدي أي جرح بسيط إلى التهاب خطِر بسبب صعوبة التئام الجروح لدى هذه الفئات.

وأضافت سوتيرا أن الحلول الأكثر فعالية وأماناً تكون غالباً أبسط بكثير مما يعتقده البعض، إذ تنصح بالاعتماد على كريمات مرطّبة تحتوي على مكوّنات مقشّرة لطيفة مثل اليوريا و حمض اللاكتيك. فهذه المواد تُستخدم بانتظام عدة مرات أسبوعياً، وتساعد على تفكيك الجلد السميك تدريجياً، وترطيبه، ومنع عودته من جديد دون الحاجة لتقشير عنيف أو أدوات حادة.

العناية الذكية هي السرّ

ويجمع المختصون على أن الحفاظ على صحة القدمين لا يتطلب أدوات قاسية أو جلسات مؤلمة، بل يرتكز على خطوات بسيطة تتضمن الترطيب المستمر، واختيار الأحذية المناسبة، والابتعاد عن الأساليب التي تضر الجلد أكثر مما تصلحه. فصحة القدمين تبدأ من العناية اللطيفة، وتنتهي بالابتعاد عن أي أدوات تَعِد بنتائج سريعة لكنها تحمل مخاطر كبيرة.