نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضغوط ترامب على نتنياهو تتوقّف في غزّة... والسلام الإقليمي موضع شكّ من دون حلّ الدولتين - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 05:59 صباحاً
تواصل نيوز - باستثناء التأكيد على أنّ "الحرب انتهت" في غزّة، ترك الرئيس الأميركي دونالد ترامب من التساؤلات حول كيف يمكن أن يبزغ "الفجر التاريخي" الذي وعد به الشرق الأوسط، من دون مقاربة مسألة تقرير المصير للفلسطينيين، بغير كلمات فضفاضة خالية من أيّة التزامات فعليّة؟
في طريق العودة إلى واشنطن "الآمنة والجميلة"، لخّص ترامب رحلته إلى الشرق الأوسط التي استغرقت 12 ساعة وتخلّلها خطاب أمام الكنيست وحضور "قمّة السلام" في منتجع شرم الشيخ المصري. كرّر أنّ غزّة "ليست سوى جزء من المهمّة، والأهم هو السلام في المنطقة". وعندما تطرّق الصحافيّون إلى ما إن كان هذا السلام يشمل إقامة دولة فلسطينيّة، أتت الإجابة قاطعة: "أنا لا أتحدّث عن دولة واحدة، أو دولة مزدوجة، أو دولتين. نحن نتحدّث عن إعادة إعمار غزّة".
وحتى وثيقة إنهاء الحرب في غزّة، التي وقّعها ترامب مع رؤساء مصر وقطر وتركيا في شرم الشيخ، اكتفت بالتشديد على ضرورة التوصّل إلى "سلام دائم بين إسرائيل وجيرانها، بمن فيهم الفلسطينيّون".
وكأنّ ترامب، بتجاهله حلّ الدولتين، يريد القول إنّه لم يكن في الإمكان إقناع نتنياهو بوقف الحرب وبقبول قيام دولة فلسطينيّة. وبناءً على ذلك، يعتبر أنّ الهدوء في غزّة يتيح المجال واسعاً الآن للحديث عن السلام في المنطقة وتوسيع الاتّفاقات الإبراهيميّة. وهذا مغزى مناشدة ترامب لنتنياهو بأن يسلك سياسة "ألطف" بعد وقف الحرب، وكيل الثناء على "أعظم رئيس للوزراء في زمن الحرب"، والطلب من الرئيس إسحق هرتسوغ العفو عنه في قضايا الفساد، علماً بأنّ العفو لا يصدر إلّا إذا أقرّ نتنياهو بالذنب.
ترامب متحدثاً إلى نتنياهو في الكنيست الإسرائيلي. (أ ف ب)
ومجمل الصورة يوحي أنّ ترامب لن يسمح لنتنياهو بإفساد ما يعتبره نصراً شخصيّاً في غزّة. وعلاوة على ذلك، يدرك البيت الأبيض جيّداً أنّ استمرار الحرب بدأ يهدّد المصالح الأميركيّة في المنطقة، على غرار التداعيات التي نجمت عن الضربة الإسرائيليّة للدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، والتي حفّزت ترامب على التحرّك جدّياً للضغط على نتنياهو للقبول بالخطة الأميركيّة.
وفي مقابل الاندفاع للجم سياسات نتنياهو، يحصل الرئيس الأميركي على التزامات من الدول العربيّة، ولا سيّما مصر وقطر وتركيا بصفتها دولاً لديها نفوذ على "حماس"، بالضغط على الحركة كي تنفّذ المرحلة الثانية من الخطّة الأميركيّة المتعلّقة بالتخلّي عن السلاح وقيام هيئة حكم انتقاليّة مدعومة بإنشاء "قوّة استقرار دوليّة"، مقدّمة لإعادة إعمار القطاع.
لا يدرج ترامب فقط الدول العربيّة في سياقات السلام، وهو يصرّ على ضمّ إيران إليها، على رغم أنّ ردّ الفعل في الكنيست اتّسم بالبرودة عندما تحدّث الرئيس الأميركي عن مدّ اليد لإبرام اتفاق نووي مع طهران. ولم يفته ربط الحرب الإسرائيليّة في حزيران/ يونيو، التي شاركت فيها الولايات المتحدة، باتفاق وقف الحرب في غزّة. لقد صوّر أنّ تدمير المنشآت النوويّة الإيرانيّة لم يكن ممكناً لولا "الأسلحة الرائعة" التي يملكها الجيش الأميركي.
زبدة القول، أنّ ترامب أراد أن يؤكّد بطريقة أو بأخرى، أنّ الدعم الأميركي لإسرائيل هو الذي مكّنها من خوض الحرب لمدّة عامين وتحقيق الإنجازات العسكريّة على "الجبهات السبع". والآن، حان الوقت لقطف الثمار السياسيّة لهذه الإنجازات. تحقيق مثل هذا الأمر سيغدو مستحيلاً إذا استمرّ نتنياهو في المعاندة بعدم وقف الحرب.
0 تعليق