نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دينا الحسيني تكتب: «ترامب شاهد عيان».. هل تغيّر الولايات المتحدة سياستها تجاه مصر؟ - صحيفة تواصل, اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 03:07 مساءً
صحيفة تواصل - لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى شرم الشيخ، مجرد محطة بروتوكولية عابرة، بل كانت لحظة سياسية فارقة، أعادت تشكيل الصورة الذهنية لمصر داخل أروقة صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، فالرجل الذي دخل قاعة المفاوضات محمّلًا بملفات وتقارير صادرة عن منظمات مشبوهة وإعلام منحاز، خرج منها بشهادة شخصية واضحة وحاسمة ومؤثرة، فما شاهده ترامب، بعينه على أرض الواقع من انضباط أمني وتنظيم غاية في الدقة واحترافية إدارة مفاوضات حساسة تتعلق بملف غزة، جعله يدرك مصر، ليست كما رسمتها له تقارير إعلامية ومنظمات اعتادت استهداف القاهرة، بل هي دولة محورية تمتلك أدواتها ومكانتها وتأثيرها الإقليمي الفاعل.
لم يخف ترامب انبهاره؛ فالرجل المعروف بمواقفه الصريحة، تحدّث فور مغادرته المطار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، قائلًا: "ما رأيته في مصر، لا يشبه شيئًا مما تكتبه صحفنا.. هذه دولة آمنة وقوية ويمكنك أن تسير فيها ليلا آمنا".
تشير التصريحات الصحفية التي أجراها ترامب لوسائل الإعلام الأمريكية، على متن طائرته الرئاسية فور مغادرة شرم الشيخ، إلى أن الرجل ربما يكون قد نقل انطباعاته مباشرة إلى قيادات الحزب الجمهوري وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، حول التقارير "المليئة بالمبالغات والتحريف المتعمد"، والتي طالما استندت إليها المؤسسات الأمريكية في تقييم علاقتها مع مصر.
كما أنه ربما يكون قد شدّد على ضرورة «إعادة تقييم» هذه الرؤية، والابتعاد عن الصورة التي روّجت لها منظمات مشبوهة اعتادت الإساءة لمصر، ليس حبًا في الحرية كما تَزعُم، لكن تنفيذًا لأجندات مرسومة تموّلها أطراف معادية لمصالح هذه الدولة.
والأن، وبعد انكشاف الحقائق وبما لا يدعم مجالا للشك، فلطالما كانت المنظمات المشبوهة، تسعى إلى تشويه صورة مصر، عبر تقارير مسيّسة مدفوعة الأجر، مصدرها فئات باعت الوطن بحفنة من الدولارات، تتقدمها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من جماعات الخيانة، غير أن شهادة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تمثل وزنًا سياسيًا وإعلاميًا لا يمكن تجاهله، بل قد تفتح الباب أمام تحولات في المواقف والرؤى.
فمنذ سنوات، تتعرض مصر، لحملات منظمة من مؤسسات خارجية، تُقدّم نفسها على أنها «مدافعة عن حقوق الإنسان»، بينما في حقيقتها هي أذرع ضغط سياسي تعمل على تشويه صورة الدولة في الخارج، مستندة في تقاريرها إلى روايات مفبركة صاغتها جماعات معادية للاستقرار والتنمية وداعمة للفوضى والإرهاب، على رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، التي لم تتوقف يومًا عن بث الأكاذيب وتصدير صورة سوداء عن مصر إلى الخارج.
لقد بَنت تلك المنظمات دعايتها على مشاهد مبتورة وأرقام ملفقة، وحاولت إلصاقها بالواقع المصري، لكنها هذه المرة تواجه مأزقًا حقيقيًا، بعد شهادة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بــ"نفسه"، فترامب لم يقرأ تقريرًا منقوصًا، بل رأى الواقع بعينيه، ولم يسمع من محلل متحيز، لكن وقف بنفسه على أرض الحدث، وشاهد قدرة الدولة المصرية على تنظيم مؤتمرا بالغ الحساسية، وإدارة مفاوضات معقدة، وتوفير أمن كامل لوفود العالم.
واليوم، الدوائر السياسية في واشنطن، أصبحت تدرك تمامًا، أن مصر، لم تعد مجرد علاقات استراتيجية فقط، بينما أصبحت ذات بعدا أشد عمقا، بعدما أثبتت المواقف أن الدولة المصرية باتت لاعبًا إقليميًا مؤثرًا، لا يمكن تجاوزه في ملفات الشرق الأوسط، خاصة بما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وملف غزة والقضية الفلسطينية، وهذا ما تأكد للرئيس ترامب، في زيارته الأخيرة.
لقد شاهد الرئيس الأمريكي، كيف أن مصر، لا تجلس في مقاعد المتفرجين على طاولة المفاوضات، بل تقودها وتفرض إيقاعها وتملك مفاتيح الحل والربط، لذلك فإن شهادته تحمل في مضمونها رسالة سياسية ثقيلة، تؤكد أنه من الآن فصاعدًا، لا يمكن لصانع القرار الأمريكي أن يتعامل مع مصر بالمنظور القديم، وبات على دوائر صنع القرار بواشنطن، عدم الاعتماد على تقارير إعلامية منحازة، ومنظمات مدفوعة الأجر، لتشكيل رؤيتها حول مصر.
ويرى محللون أن المرحلة المقبلة قد تشهد مراجعة حقيقية في ملفات عدة، بدءًا من المساعدات الأمريكية، ومرورًا بمواقف الكونجرس، ووصولًا إلى آليات التنسيق الأمني والسياسي، فترامب يتحدث كرئيس دولة، وكلماته لها وزن داخل مؤسسات صنع القرار الأمريكي.
اللافت أن مصر، لم تكن يومًا في موقع من ينتظر من يشهد له أو يدافع عنه، فهي الدولة التي بنت حضورها على الفعل لا القول، لكن حين تأتي شهادة بهذا الثقل من رئيس الولايات المتحدة، فإن أثرها يمتد إلى خارج حدود التصريحات السياسية، إنها تضرب في صميم الحملات التي استهدفت مصر، على مدى سنوات، وتفكك روايات المنظمات التي باعت ضميرها في سوق السياسة الدولية.
لقد حاولوا تشويه صورة مصر، لكن الواقع الذي رآه ترامب، كان أقوى من كل أكاذيبهم، حاولوا تصديرها كدولة مضطربة، لكنه رأى دولة آمنة مستقرة تدير ملفاتها بثقة واقتدار، حاولوا تهميش دورها، فإذا بها تفرض نفسها على الساحة كلاعب رئيسي.
زيارة ترامب، وشهادته تضع خصوم مصر، أمام حقيقة واضحة، هذه دولة لا تُهزم بالحملات، ولا تضعف أمام الأكاذيب، إنها تبني موقعها بالإنجازات، وتقود ملفات المنطقة بثبات، وتفرض احترامها على الجميع.
ولكل من اعتاد ترويج الأكاذيب، من المنظمات المشبوهة إلى أبواق الإخوان، نقول: من لا يرى الحقيقة اليوم، سيراها غدًا مجبرًا عليها، لأن الواقع أقوى من حملات التشويه، وشهادة رئيس الولايات المتحدة لن تمر مرور الكرام في واشنطن.
مصر، التي عرفوها في تقارير مشوّهة ليست هي التي رآها ترامب، بعينيه، تلك الدولة التي حاولوا إسقاطها لأعوام، تقف اليوم شامخة، تؤكد قوتها الإقليمية، وتفرض حضورها الدولي، بشهادة رئيس أمريكا -أقوى دولة في العالم- ليست مجرد كلمات عابرة، بل مؤشر على بداية تحوّل في ميزان النظرة الأمريكية لمصر، ففي زمنٍ تكثر فيه الأصوات المشبوهة، تظل الحقيقة أقوى، وهي دولة لا تنتظر شهادة أحد، لكنها حين تُمنح، تكون مدوية.
0 تعليق