إحياءً للذاكرة الجماعية: نداء لإنقاذ قبري الأخوين شكري وخليل غانم في فرنسا - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إحياءً للذاكرة الجماعية: نداء لإنقاذ قبري الأخوين شكري وخليل غانم في فرنسا - تواصل نيوز, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 02:59 مساءً

تواصل نيوز - انطلقت في فرنسا مبادرة لبنانية-فرنسية لحماية قبري الشقيقين شكري غانم (1929 - 1861) وخليل غانم (1903-1846) من الاندثار، وهما من أبرز رموز النهضة الأدبية والسياسية في القرن التاسع عشر، وشخصيتان محوريتان في تاريخ لبنان الحديث. يقود هذه المبادرة ميشال إدمون غانم، حفيد الأخ الأصغر للأخوين، الذي كرّس أكثر من عقدين للبحث في إرثهما الغائب عن الذاكرة الوطنية. ويؤكد أن هذين العملاقين رسما للبنان دروبًا كانا يأملان أن تكون مضيئة، لكن هذه الدروب اليوم مغطاة بالغبار واللامبالاة، تمامًا كقبريهما في فرنسا، حيث بدأ الزمن والنسيان عملهما في التآكل.

فخليل غانم يرقد في مقبرة "مونبارناس" الباريسية، في حين دُفن شقيقه شكري في مقبرة "الباتينيول" في الضاحية الباريسية. وتعتبر هذه القبور شاهد على مرحلة تأسيسية في تاريخ لبنان الحديث من الواجب الحفاظ عليها، لأنهما كانا من أوائل من حمل القضية اللبنانية إلى المحافل الدولية. ولشكري غانم بُعد رمزي خاص، باعتباره رائد الأدب اللبناني الناطق بالفرنسية، ومثقفًا سياسيًا أسهم فعليًا في ولادة "لبنان الكبير".

ولد شكري غانم في بيروت من عائلة تعود جذورها إلى مدينة لحفد في بلاد جبيل. درس في كلية سانت جوزف في عينطورة. في فرنسا، لمع اسمه واعتُبر مؤسس الأدب الفرنسي اللبناني. كتب روايات ومسرحيات وأوبرات، من أبرزها "عنتر" التي عُرضت على مسرح "الأوديون" العريق وتحولت لاحقًا إلى أوبرا وفيلم. لكن نشاطه لم يقتصر على الأدب، بل كان له حضور سياسي كبير، خصوصًا بعد تأسيسه عام 1912 "اللجنة اللبنانية" في باريس، مع المفكر خيرالله خير الله، للمطالبة بإصلاح نظام جبل لبنان. عام 1913، انتُخب نائبًا لرئيس المؤتمر العربي السوري الأول في باريس، وخلال الحرب العالمية الأولى، ناضل من أجل استقلال لبنان.

في 4 آب 1920، وقبيل أيام من إعلان دولة لبنان الكبير، تلقى شكري غانم برقية من الجنرال غورو، المفوض السامي للجمهورية الفرنسية، جاء فيها: "يسرّني أن أبلغكم أنه بالأمس، 3 آب، في زحلة، وبين حشد كبير من سكان البقاع، من بعلبك حتى حاصبيا وراشيا، أعلنتُ ضم الأقضية الأربعة في البقاع إلى لبنان. وقد عمّت الحماسة جميع الحاضرين". فردّ عليه شكري غانم ببرقية جاء فيها: "آمل أن تتابعوا هذا العمل الكريم والعادل سياسيًا تجاه لبنان، بضمّ مدينتي بيروت إليه، بناءً على طلبها". ورد عليه الجنرال غورو برسالة قال فيها: "لقد استغرق لبنان وقتًا طويلاً للوصول إلى هدفه، لكنه بلغ هذا الهدف، ولكم أن تفخروا بأنكم ساهمتم في تحقيقه بكل حماسة".

خليل غانم

 

خليل غانم: السياسي والمفكر المنسي
الشقيق الأكبر لشكري غانم، وُلد في بيروت عام 1846. كان شخصية متعددة الأبعاد، حيث اهتم بالسياسة والصحافة والتحليل التاريخي والأدب. درس في كلية سانت جوزف في عينطورة ثم بدأ مسيرته موظفا حكوميا في بيروت ودمشق قبل أن يصبح رئيس ديوان الوزير الأكبر في اسطنبول. شارك في صياغة الدستور العثماني عام 1876 وانتُخب نائبًا عن بيروت في مجلس المبعوثين العثماني في 1877، حيث اشتهر بفصاحته وذكائه السياسي وأصبح قائدًا للمعارضة. بعد تعليق الدستور وحل البرلمان العثماني، نُفي إلى جنيف ثم باريس، حيث أصبح شخصية مرموقة في المجتمع الفرنسي. بالإضافة إلى نشاطه السياسي، كتب أعمالا أدبية وفكرية، منها كتاب في الاقتصاد الاجتماعي وكتب تاريخية ودواوين شعرية.

الباحث ميشال إدمون غانم، عبّر عن أسفه لغياب اسمي الاخوين شكري وخليل عن الذاكرة الوطنية اللبنانية، لا سيما في مناسبة مئوية "دولة لبنان الكبير" عام 2020، رغم الدور المحوري الذي اضطلع به شكري في تلك المرحلة. وأكد أن لا وجود لذكراهما في المناهج أو الكتب المدرسية، وأن أعمالهما لا تُدرس رغم قيمتها. وأضاف أنه منذ ثلاثين عاماً أسهم المفكر والصحافي الكبير غسان تويني في إصدار مجلدين عن شكري غانم في "دار النهار" جمع فيهما الدكتور جورج لبكي بعض أعماله الأدبية والسياسية، إلا أن جزءًا كبيرًا منها لا يزال مفقودًا أو غير منشور. ميشال غانم أكمل هذه المسيرة بإصدار كتاب جديد بعنوان "شكري غانم: الأعمال المستعادة"، الصادر عن دار "ميليللي" الفرنسية، جمع فيه نصوصًا نادرة عثر عليها في أرشيفات عائلية وعامة في فرنسا وتونس.

شكري غانم

شكري غانم

 

إلى السلطات اللبنانية
هدف غانم لا يتوقف عند جمع الكتب، بل يسعى لإنقاذ قبري الأخوين غانم من الإهمال والاندثار، في غياب ورثة مباشرين يتولون العناية بهما. وقد وجّه نداءً إلى وزير الثقافة غسان سلامة، ووزير الخارجية يوسف رجي، يطلب فيه تدخلاً سياسيًا قويًا وفوريًا لمنع تدهور هذه الأماكن التي تختزن الذاكرة، والدعم في الإجراءات الإدارية أمام سلطات مدينة باريس، من خلال حملة ديبلوماسية يعرب فيها لبنان عن أن هذه القبور تُعدّ جزءاً من تراثه. كما يقترح تشكيل لجنة بإشراف السفارة اللبنانية في فرنسا، تضم ممثلين للجالية اللبنانية وبعثة لبنان الدائمة لدى اليونيسكو، لدعم التحرك الديبلوماسي الرسمي اللبناني.

 

قبر خليل غانم في مومبارناس

قبر خليل غانم في مومبارناس

 

قبر شكري غانم في الباتينيول

قبر شكري غانم في الباتينيول

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق