صحيفة تواصل - الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 15 أكتوبر 2025 11:16 مساءً - حقق منفذ الطوال-حرض الحدودي بين المملكة العربية السعودية واليمن إنجازاً نوعياً في تقليص زمن رحلات السفر بنسبة 96%، حيث اختصر المسافة الزمنية من 3 أيام كاملة إلى 3 ساعات فقط، ما يمثل تحولاً جذرياً في خريطة التنقل بين البلدين ويفتح آفاقاً واسعة للتبادل التجاري والحركة الاقتصادية عبر هذا المعبر الاستراتيجي.

يأتي هذا التطور في ظل جهود سعودية مكثفة لإعادة تأهيل المنافذ الحدودية وتحديث البنية التحتية للنقل، حيث شهد منفذ الطوال حرض تطوير شامل للطرق والمرافق المساعدة التي تسهل عمليات النقل والتجارة البينية، الأمر الذي انعكس إيجابياً على تقليص الأوقات المستغرقة للعبور وإنجاز المعاملات الجمركية.

ويُعد هذا المنفذ أحد أهم المعابر الحدودية بين السعودية واليمن، حيث يربط بين المحافظات الجنوبية في المملكة ومناطق شمال اليمن، ويشكل شرياناً حيوياً لحركة الأفراد والبضائع والمساعدات الإنسانية، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن والحاجة الماسة لتسهيل وصول المساعدات والإمدادات الضرورية.

وقد ساهمت التحسينات التقنية والإجرائية في المنفذ في تحسين تجربة المسافرين والتجار بشكل كبير، حيث تم تبسيط الإجراءات الأمنية والجمركية وتطبيق أنظمة إلكترونية متطورة لتسريع عمليات التفتيش والمراجعة، ما أدى إلى تقليص أوقات الانتظار التي كانت تستغرق أياماً طويلة في السابق إلى ساعات قليلة فقط.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد المسافرين والشاحنات التجارية التي تعبر المنفذ يومياً شهد ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام الجاري، حيث وصل متوسط العبور اليومي إلى مستويات قياسية مقارنة بالسنوات السابقة، ما يعكس الثقة المتزايدة في كفاءة وسلاسة العمليات بالمنفذ وقدرته على استيعاب الحركة المتزايدة للتبادل التجاري.

وأوضحت المصادر المختصة أن المشروع التطويري للمنفذ تضمن إنشاء طرق جديدة مزدوجة الاتجاه وتوسعة المرافق الجمركية وتحديث أنظمة الأمان والمراقبة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر العاملة على أحدث التقنيات المستخدمة في إدارة المنافذ الحدودية، ما ضمن تحقيق هذا الإنجاز الكبير في تقليص أوقات السفر والانتظار.

ومن المتوقع أن يساهم هذا التطوير في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري، خاصة في قطاعات السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية، حيث أن تقليص أوقات النقل سيؤدي إلى خفض التكاليف التشغيلية وتحسين جودة البضائع المنقولة، ما يعود بالنفع على التجار والمستهلكين في كلا البلدين.

كما يُتوقع أن يلعب المنفذ دوراً مهماً في تسهيل حركة العمالة اليمنية إلى المملكة والعكس، ما يخفف من الأعباء المالية والزمنية التي كانت تواجه الأسر اليمنية العاملة في المملكة، ويسهل عليهم زيارة ذويهم والعودة إلى أعمالهم دون التعرض لمشقة السفر الطويل والمكلف الذي كان سائداً في السابق.

وقد أشادت الأوساط التجارية والاقتصادية في كلا البلدين بهذا الإنجاز، معتبرة إياه خطوة مهمة نحو تعميق التكامل الاقتصادي الخليجي-اليمني وتعزيز الاستقرار في المنطقة من خلال تقوية الروابط التجارية والاقتصادية التي تخدم مصالح الشعوب في المنطقة وتساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين في الجانبين.

ويأتي هذا التطوير ضمن استراتيجية المملكة الشاملة لتحديث منافذها الحدودية وتحسين خدمات النقل واللوجستيات، حيث تسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتجارة والنقل، وتعزيز دورها في ربط القارات وتسهيل حركة التجارة العالمية من خلال موقعها الاستراتيجي المتميز.