نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسعد بولس لـ"النهار": نتجاهل تصريحات البرهان ونسعى إلى هدنة بلا شروط مسبقة في السودان - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 08:03 مساءً
في ظلّ حربٍ مفتوحة أنهكت السودان وحوّلته إلى مسرحٍ لأكبر أزمة إنسانية في العالم، تتكثّف التحرّكات الدبلوماسية الأميركية بحثاً عن هدنة توقف نزيف الدم بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع". وبين تعقيدات الميدان، وتضارب حسابات الأطراف المتحاربة، وتداخل الأجندات الإقليمية والدولية، تحاول واشنطن إعادة إحياء مسار التفاوض، مع التشديد على أولوية البعد الإنساني ورفض أي حلول عسكرية.
كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس يشرح لـ"النهار" مقاربة الإدارة الأميركية للأزمة السودانية، والعقبات التي تعرقل وقف الحرب، والضغوط التي تُمارس لدفع نحو هدنة إنسانية بلا شروط مسبقة، كما يتناول موقف واشنطن من الانفتاح السوداني المحتمل على موسكو، وأولويات الدعم الإنساني، وآفاق الحرب في عام 2026.
ويتحدث بولس أيضاً عن ملفات إقليمية مترابطة، من تحوّلات الساحل الأفريقي، إلى العلاقات الأميركية–الجزائرية وقضية الصحراء الغربية، وصولاً إلى التوتر المتصاعد حول سدّ النهضة، في قراءة شاملة لدور واشنطن في إقليم يزداد اضطراباً.
وهنا نص المقابلة:
+من الواضح أن واشنطن تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة السودانية. ومع ذلك، لم يُحرز أي تقدم نحو إنهاء الحرب. ما هي أبرز العقبات التي تحول دون التوصل إلى حل؟
يرغب الرئيس ترامب في إحلال السلام في السودان. وعلى قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية الموافقة على هدنة إنسانية والالتزام بها دون شروط مسبقة.
تلتزم واشنطن بإنهاء الصراع المروع في السودان. وبقيادة الرئيس ترامب، نعمل مع حلفائنا وغيرهم لتيسير هدنة إنسانية وإنهاء الدعم المالي والعسكري الخارجي الذي يغذي العنف. ونعتقد أنه مع السلام والاستقرار، سينتقل الشعب السوداني إلى حكم مدني في سودان موحد.
تم تقديم نص قوي للهدنة. وقد حضينا الأطراف على قبول هذه الهدنة الإنسانية كما هي دون شروط مسبقة. على جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتهم والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون عوائق. يجب ألا تكون هناك أي شروط مسبقة لإيصال المساعدات الإنسانية أو تسييس الوصول إليها. لن تقتصر الهدنة على إنقاذ الأرواح فحسب، بل ينبغي أن تكون أيضًا خطوة حاسمة نحو حوار مستدام وسلام دائم.
-بعد أن رفض رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، المقترح المقدم من اللجنة الرباعية الدولية بشأن السودان، ما هي الخطوات العملية التي تتخذها الإدارة الأميركية حاليًا لإحياء الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب؟
نحن على اتصال بالبرهان وفريقه، وكذلك مع قوات الدعم السريع والأطراف الأخرى في النزاع. علينا أن نتجاهل هذه التصريحات ونركز على جوهر المسألة، ألا وهو الأزمة الإنسانية والعنف. ونعلم جميعًا أن هذه أكبر أزمة إنسانية في العالم، كما وصفها الرئيس ترامب. لا حل عسكرياً لهذا النزاع، لذا لا بد من حل تفاوضي ينهي القتال ويمنح الشعب السوداني، لا الأطراف المتحاربين، فرصة تقرير مصير السودان.
-نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مؤخرًا تقريرًا عن عرض سوداني على روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في السودان. ما هي دوافع هذا العرض، برأيك؟ هل تسعى حكومة بورتسودان إلى الحصول على دعم روسي؟
أميركا على علم بتقرير عن اتفاق بين روسيا والقوات المسلحة السودانية لإنشاء قاعدة بحرية روسية على الساحل السوداني.
المضي قدمًاً في إنشاء مثل هذه القاعدة أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا من شأنه أن يزيد من عزلة السودان، ويعمق الصراع الحالي، ويزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي.
+ ما هي أولويات واشنطن الإنسانية في السودان، وهل هناك أي برامج إضافية لدعم المدنيين والنازحين؟
لا تزال واشنطن المانح الرئيسي للمساعدات الإنسانية في السودان. فقد قدمت أكثر من 579 مليون دولار أميركي كمساعدات إنسانية للسودان في السنة المالية 2025، ونحو 844 مليون دولار أميركي في السنة المالية 2024، شملت مساعدات غذائية منقذة للحياة، ومساعدات في مجال التغذية والصرف الصحي والمأوى. كما تلقى السودان مليوني دولار أميركي كمساعدات في مجال الصحة العالمية في السنة المالية 2024.
وتقود واشنطن جهود الدبلوماسية الإنسانية لضمان وصول المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى جميع أنحاء السودان دون عوائق، وذلك بالتعاون الوثيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ووكالات الإغاثة الأخرى، فضلاً عن التواصل المباشر مع الأطراف المتحاربين. كما نولي أولوية قصوى للتوصل إلى هدنة إنسانية لضمان وصول المساعدات إلى جميع المتضررين.
وفي الواقع، وبعد أشهر من المفاوضات التي جرت بوساطة أميركية، وجهود حثيثة بذلها مكتب "أوتشا" وشركاء آخرون في المجال الإنساني، قامت بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة بزيارة الفاشر في 26 ديسمبر/كانون الأول. ونتطلع إلى وصول قوافل المساعدات إلى الفاشر بشكل منتظم.
لاجئات سودانيات ينتظرون دورهن للحصول على وجبة غذائية في القضارف.(أف ب)
+ إلى أين تتجه الحرب السودانية في عام 2026، بناءً على الاتجاهات الحالية؟
وضع بيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر/أيلول خارطة طريق شاملة لإنهاء إراقة الدماء. وقدّمنا للأطراف نصًا قويًا لهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر. ونأمل أن يقبلوا النص المحدد الذي قدّمناه، وهو نص شامل للغاية، وقد نوقش باستفاضة مع كلا الجانبين. ولا ينبغي أن تكون هناك شروط مسبقة. ونأمل حينها أن تؤدي الهدنة إلى استمرار وصول المساعدات الإنسانية وإيصالها، مع استمرار المحادثات والاتفاقات على وقف دائم لإطلاق النار وترتيبات أمنية ذات صلة، ومرحلة سياسية يقرر فيها الشعب السوداني مستقبل حكمه من خلال حوار شامل وعملية انتقال مدنية شفافة. كما ستكون هناك حاجة إلى التخطيط من أجل تعافي السودان وإعادة إعماره على المدى الطويل.
- كيف تتعامل واشنطن مع التحولات السياسية الأخيرة في دول الساحل، لا سيما بعد تراجع النفوذ الغربي في بعض العواصم؟
تتبنى أميركا نهجاً عملياً في تعاملها مع دول الساحل، يركز على تعزيز أولويات سياستنا الخارجية. وقد عززت الزيارات الأخيرة التي قام بها نائب مساعد وزير الخارجية، ويل ستيفنز، إلى المنطقة، جهود الحكومة الأميركية مع مسؤولي الدول المضيفة لتعزيز الفرص التجارية الأميركية.
- كيف تصفون العلاقات الأميركية- الجزائرية الحالية، لا سيما بعد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الصحراء الغربية؟
تتمتع الولايات المتحدة والجزائر بشراكة قوية في تعزيز السلام والأمن والازدهار الإقليمي في ظل قيادة الرئيس ترامب والرئيس تبون. وهي تتطلع إلى تسهيل وصول الشركات الأميركية إلى السوق الجزائرية، والتعاون في فرص تحقيق الازدهار المتبادل.
فيما يتعلق بالصحراء الغربية، يلتزم الرئيس ترامب بتحقيق سلام دائم في المنطقة، وبناء مستقبل أفضل لجميع شعوبها.
وترحب الولايات المتحدة بالتصويت التاريخي على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797، الذي مدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام آخر، واغتنام هذه الفرصة الفريدة لتحفيز زخم السلام الذي طال انتظاره في الصحراء الغربية، وهو تقدم أصبح ممكناً بفضل الشراكة العميقة والتعاون الوثيق والمستمر بين الولايات المتحدة والمغرب.
- تصاعد الخلاف بين إثيوبيا ومصر حول سد النهضة الإثيوبي الكبير. ودار حديث عن احتمال قيام مصر بقصف السد. هل تتوقعون تصعيداً بين البلدين في عام 2026؟
تدعم الولايات المتحدة حلاً دبلوماسياً لنهر النيل يلبي احتياجات جميع الأطراف. ومن الواضح أن هذه القضية تثير اهتمام الرئيس ترامب بشدة، ونحن نعمل مع جميع الأطراف لإيجاد حل دبلوماسي. وقد سعى الرئيس، طوال فترة رئاسته، باستمرار إلى منع تصعيد النزاعات وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.












0 تعليق