نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مكاسب تاريخية للذهب في 2025.. هل يستمر الصعود في العام المقبل؟ - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025 11:32 صباحاً
استعاد الذهب مكانته كملاذ آمن بصورة لافتة خلال عام 2025، مسجلًا أداء يعد الأقوى منذ حقبة التضخم المرتفع في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي.
وفي ظل تصاعد المخاطر وعدم اليقين، اتجه المستثمرون بكثافة نحو المعدن النفيس، ما أسفر عن موجة صعود استثنائية تفوقت على معظم فئات الأصول الأخرى.
مكاسب تاريخية للذهب في 2025 بدعم من الاضطرابات العالمية
وبحسب «وكالة رويترز»، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 65% منذ بداية العام، متجاوزة بفارق كبير أداء الأسهم الأمريكية والسندات العالمية والعملات المشفرة.
وبلغ هذا الصعود ذروته يوم الجمعة الماضي، عندما سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية مستوى قياسيا قرب 4560 دولارا للأوقية، غير أن الأسعار تعرضت لتراجع حاد تجاوز 4% يوم الاثنين الماضي، عقب قرار مجموعة سي إم إي رفع متطلبات الهامش على عقود المعادن النفيسة، وهو ما دفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح. وسرعان ما استعاد الذهب توازنه يوم الثلاثاء، ليجري تداوله مجددا قرب مستوى 4400 دولار، في إشارة إلى استمرار قوة الاتجاه الصاعد.
وعلى الرغم من أن غالبية المحللين تتوقع أن تشهد موجة صعود الذهب بعض التهدئة خلال عام 2026، فإن السيناريوهات التي تشير إلى هبوط حاد تبقى محدودة. ويرى محللو الأسواق أن تراجع الذهب في العام المقبل لن يتحقق إلا في حال تجاوز النمو الاقتصادي العالمي التوقعات بشكل واضح، بينما قد يؤدي تباطؤ اقتصادي عالمي كبير أو صدمة مالية جديدة إلى دفع الأسعار نحو مستويات أعلى.
وتكمن أهمية هذا الأداء بالنسبة للمستثمرين في أن ارتفاع الذهب لم يكن مؤقتا أو مدفوعا بعامل واحد، بل جاء نتيجة توجه واسع لاستخدامه كأداة لحفظ القيمة في أوقات عدم الاستقرار. ولا تزال العوامل التي دعمت صعود الذهب قائمة حتى الآن، ما يعزز من جدوى الاحتفاظ به ضمن المحافظ الاستثمارية كوسيلة للتحوط ضد التقلبات والتضخم وضعف العملات.
وجاءت موجة الصعود القوية في عام 2025 نتيجة تداخل عدة عوامل رئيسية، في مقدمتها الاضطرابات الجيوسياسية. فقد أدت السياسات التجارية التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا سيما فرض الرسوم الجمركية، إلى تجدد المخاوف بشأن التضخم، ما دفع المستثمرين إلى زيادة انكشافهم على الذهب. كما ساهمت التطورات المتوترة في الشرق الأوسط واستمرار الحرب في أوكرانيا في تعميق حالة عدم اليقين على المستوى العالمي.
2025 عام مفصلي للذهب يعزز مكانته كأصل استراتيجي في ظل ضعف الدولار وخفض الفائدة
وتعكس تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب هذه التحولات بوضوح. فحتى شهر نوفمبر، سجلت صناديق الذهب العالمية تدفقات إيجابية لستة أشهر متتالية، لترتفع قيمة الأصول التي تمتلكها إلى ما يزيد قليلا على نصف تريليون دولار.
وتشير البيانات إلى أن عام 2025 يتجه ليكون الأقوى تاريخيا من حيث التدفقات إلى هذه الصناديق، ما يؤكد المكانة المتزايدة للذهب كأصل استراتيجي طويل الأجل.
كما أسهم تراجع الدولار الأمريكي في تعزيز جاذبية الذهب، خاصة لدى البنوك المركزية. فقد انخفض الدولار بنحو 10% خلال العام مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأمر الذي شجع عددا متزايدا من البنوك المركزية على زيادة حيازاتها من الذهب وتقليص الاعتماد على الدولار في احتياطاتها.
وفي الوقت نفسه، ساعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة على زيادة جاذبية الذهب مقارنة بالأصول التي توفر عائدا دوريا. وجاءت هذه التخفيضات في بيئة اتسمت بارتفاع مستويات الدين العالمي وتزايد المخاوف المالية، إلى جانب إغلاق حكومي أمريكي استمر لأكثر من شهر، ما عزز الإقبال على الأصول التي ينظر إليها باعتبارها أكثر استقرارا واستقلالا عن السياسات الحكومية.
وبذلك، يمكن القول إن عام 2025 شكل محطة مفصلية في مسيرة الذهب، ليس فقط بسبب تسجيله مستويات سعرية تاريخية، بل أيضا بفعل العوامل الهيكلية العميقة التي دعمت هذا الصعود.
ومع بقاء كثير من هذه المحركات دون تغيير، يبدو أن دور الذهب كركيزة أساسية في استراتيجيات الاستثمار الدفاعية قد ترسخ مجددا في ظل آفاق عالمية لا تزال تتسم بعدم اليقين.
اقرأ أيضا
الأمم المتحدة: 3.45 مليار دولار ميزانية عام 2026 مع خفض الإنفاق
رغم هبوط الأسعار مؤقتًا.. الذهب يتجه لتسجيل أكبر مكاسب سنوية منذ 1979

















0 تعليق