أكد اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، أن المحافظة أصبحت عاصمة مصر للطاقة الشمسية، في ظل احتضانها لأكبر تجمع للطاقة الشمسية بمنطقة بنبان غرب النيل، والذي يُعد أحد أبرز مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في الشرق الأوسط والعالم.

وأوضح محافظ أسوان، خلال احتفالية تخريج دفعة جديدة من المتدربين ببرنامج «مهارات 5 - طاقات ملهمة»، لتأهيل شباب قرى بنبان والمنصورية والرقبة لسوق العمل، أن مشروع بنبان للطاقة الشمسية، الذي انطلق في ديسمبر 2021، يضم 32 محطة شمسية، أسهمت في إضافة نحو 1465 ميجاوات إلى الشبكة القومية للكهرباء.

وأشار المحافظ إلى أن هذا الإنجاز يأتي تتويجًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الداعمة للتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة في ظل استراتيجية الدولة للهيدروجين الأخضر، وما تم تقديمه من حوافز متنوعة جعلت مصر مركزًا إقليميًا وعالميًا لهذه الطاقات، تمهيدًا للتصدير إلى مختلف دول العالم، مؤكدًا أن محافظة أسوان تقدم كل أوجه الدعم لمشروعات الطاقة النظيفة.

جاء ذلك بحضور الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، والمهندس هشام الجمل، رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان، والدكتور حسام سلطان، المدير التنفيذي للجمعية، وربيع البرديسي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة رؤية الحياة للتنمية.

وأشاد محافظ أسوان بالدور المجتمعي الذي تقوم به جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان، في دعم التنمية بقرى بنبان والمنصورية والرقبة، وتأهيل الشباب لسوق العمل، بما يتماشى مع خطة الدولة ورؤيتها لبناء الإنسان وتحقيق حياة كريمة للمواطنين، معلنًا عن تشكيل لجنة فنية مشتركة بين المحافظة والجمعية، لدراسة وتحديد الاحتياجات الفعلية لهذه القرى.

من جانبه، أكد المهندس هشام الجمل أن مشروع بنبان للطاقة الشمسية يُعد من أهم إنجازات الجمهورية الجديدة، ويمثل حجر الزاوية في مجال الطاقة المتجددة في مصر والشرق الأوسط، كما يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث القدرة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن المشروع يُدار بواسطة 32 شركة مصرية وعربية وأجنبية، باستثمارات تتجاوز 2.2 مليار دولار، وعلى مساحة تقدر بنحو 88 ألف فدان.

وأضاف أن منطقة بنبان تمتلك مقومات تؤهلها لتكون مركزًا عالميًا للطاقة المتجددة والخضراء، نظرًا لارتفاع معدلات سطوع الشمس على مدار العام، مؤكدًا التزام الجمعية بدعم مسارات التنمية المستدامة وبناء القدرات البشرية بالمجتمع المحلي.

وأشار إلى أن الجمعية قدمت العديد من الإسهامات المجتمعية في مجالات الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي، من بينها تجهيز وحدة للغسيل الكلوي، وإنشاء خزان لتحلية المياه، وتنفيذ مشروعات تشجير ضمن مبادرة «بنبان جرين»، إضافة إلى توفير سيارات للنقل الجماعي، موضحًا أن برنامج «مهارات - طاقات ملهمة» شمل تدريب نحو 50 شابًا وفتاة في مجالات الخياطة، وصيانة وميكانيكا السيارات، وعدد من الحرف الأخرى لدمجهم بسوق العمل.

بدوره، أكد ربيع البرديسي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة رؤية الحياة للتنمية، أن الاستثمار الحقيقي يكمن في بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن المؤسسة تعمل منذ ثلاث سنوات، بالتعاون مع جمعية مستثمري الطاقة الشمسية، على تنفيذ مبادرات تنموية تستهدف تمكين الشباب والمرأة، وربط التدريب الفني بفرص عمل حقيقية، في إطار رؤية مصر 2030 التي تؤكد على دور المجتمع المدني كشريك أساسي في التنمية الشاملة.

وفي ختام الاحتفالية، تم تكريم المتدربين وتوزيع شهادات التخرج على المشاركين في برنامج «مهارات 5 - طاقات ملهمة»، تأكيدًا على دعم الدولة والمجتمع المدني لتمكين شباب القرى وتأهيلهم لسوق العمل.