إغلاق فندق "لو كومودور" التاريخي: أفول حقبة مضيئة وانعكاس لتدهور شارع الحمرا - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إغلاق فندق "لو كومودور" التاريخي: أفول حقبة مضيئة وانعكاس لتدهور شارع الحمرا - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025 05:13 مساءً

في شارع الحمرا الذي شكّل لعقود نبض بيروت الثقافي والسياسي، اتخذ فندق "لو كومودور" موقعه ليصبح أكثر من مجرّد مبنى فندقي، إذ صار بمرور السنوات شاهدا على تحولات المدينة وجولات حروبها، ومرآة لجزء كبير من اللبنانيين يستذكرون بها مرحلة كاملة من تاريخ لبنان الحديث.
هذا المعلم الذي سيغلق أبوابه في 10 كانون الثاني 2026، بُني سنة 1943، وكان أضخم الفنادق في المنطقة، تزامنا مع مرحلة استقلال لبنان وبدء تكريس بيروت نفسها عاصمة للصحافة والحريات في الشرق الأوسط والعالم العربي. 

 

 

ومع بدء الحرب في سبعينيات القرن الماضي، ارتبط اسمه بالوسطين الإعلامي والديبلوماسي، فشكّل محطة أساسية للصحافيين الأجانب ومراسلي وكالات الأنباء العالمية. وبين جدرانه كُتبت تقارير نُقلت إلى العالم، ومنها خرجت شهادات حيّة عن واحدة من أكثر الفترات دموية وتعقيدا في تاريخ البلاد، ما أكسبه لقب "فندق الصحافة" بامتياز.

 

 

 

الصحافي والكاتب خيرالله خيرالله يقول عن مرحلة عاشها بتفاصيلها: "هذا الفندق كان بمثابة مركز إعلامي، خصوصا في فترة وجود المقاومة الفلسطينية التي كانت تخرج صوتها إلى العالم عبر صحافيين اتخذوا منه مقرا. وبكل تواضع يمكن أن أقول إن الإعلام الشرق-أوسطي كان يُدار من لو كومودور، وإغلاقه اليوم هو جزء من حالة التدهور المستمر الذي تشهده الحمرا منذ 2005، السنة التي اغتيل فيها الرئيس رفيق الحريري".

"لو كومودور" ضم منذ تأسيسه نحو 200 غرفة وجناح، إضافة إلى قاعات ومرافق  استقبلت مدى عقود شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية بارزة من مختلف أنحاء العالم. ولم يكن الفندق مجرّد مكان للإقامة، بل مساحة تلاقت فيها السياسة بالإعلام.

وبعد انتهاء الحرب، حافظ على حضوره في قلب الحمرا، مستفيدا من موقعه الإستراتيجي في أحد أكثر شوارع بيروت حيوية وتنوّعا. إلا أن السنوات الأخيرة حملت تحديات قاسية فرضتها الأزمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة، وتراجع الحركة السياحية، وارتفاع كلفة التشغيل والصيانة على القطاع الفندقي ككل، فضلا عن أن البعض يتحدث عن سوء إدارة عاناها الفندق في السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق جاء خبر الإقفال الذي مُهد له فعليا منذ عام 2020. والحال أن هذه الخطوة تتجاوز بعدها التجاري، لتلامس الذاكرة الجماعية للمدينة، فإغلاقه لا يعني فقط توقف فندق عن العمل، بل طيّ صفحة رمزية من تاريخ العاصمة الإعلامي والسياسي، وخسارة معلم شكّل لأكثر من 8 عقود جزءا من هوية شارع الحمرا. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق