هدنة غزة في مهب الانتهاكات الإسرائيلية ... غارات متواصلة و"الخط الأصفر" يزحف غرباً - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدنة غزة في مهب الانتهاكات الإسرائيلية ... غارات متواصلة و"الخط الأصفر" يزحف غرباً - تواصل نيوز, اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 09:58 مساءً

تواصل نيوز - النسق المتصاعد للهجمات الإسرائيلية في غزة، لا يدع مجالاً للشك في أن وقف النار بات معرضاً للانهيار، أكثر من أي وقت مضى منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر. ويتعزز هذا الاحتمال في ضوء سد إسرائيل كل السبل تقريباً لمعالجة بعض المسائل العالقة، التي من شأنها تثبيت الهدنة والانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية.    

وعلى سبيل المثال لا الحصر، حالت إسرائيل دون التوصل إلى تسوية لمقاتلي "حماس" المحاصرين في أنفاق بمنطقة رفح. وهي تبرر انتهاكاتها لوقف النار منذ أيام، بأن مقاتلين داخل المنطقة المحتلة صعدوا من هذه الأنفاق وحاولوا اطلاق النار على الجيش الإسرائيلي، فقتلت بعضهم وأسرت آخرين، ثم تزيد على ذلك أن مقاتلاً من "حماس" اخترق "الخط الأصفر" بين شرق غزة وغربها.         

 

سيارة محترقة نتيجة ضربة إسرائيلية.(أف ب)

 

من وجهة نظر إسرائيل، لا تكمن المشكلة الفعلية في أنفاق رفح فحسب، وإنما في إعادة بسط "حماس" سيطرتها على غرب القطاع، الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي إلى "الخط الأصفر" بموجب اتفاق وقف النار.     

وهذا ما تدرجه الحكومة الإسرائيلية في سياق اتهاماتها لـ"حماس" بخرق وقف النار، الأمر الذي يستوجب وفق معاييرها، رداً عبر عمليات اغتيال مستهدف ضد كوادر من الحركة، على غرار ما هو حاصل منذ بدء سريان الهدنة.     

في واقع الأمر، لا تكتفي إسرائيل بتجاهل وقف النار، بل عمدت في الأيام الأخيرة إلى تقديم "الخط الأصفر"، نحو مناطق تسيطر عليها "حماس"، في عملية قضم جديدة من شأنها توسيع المنطقة المحتلة وتضييق الخناق أكثر على نحو مليوني فلسطيني يقيمون في غرب غزة. وبحسب وكالات الأمم المتحدة، لا يزال هؤلاء يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، وهم الآن عرضة لموجة نزوح جديدة، مع التصعيد الإسرائيلي.    

وحتى داخل "الخط الأصفر"، فضلاً عن العمليات العسكرية الإسرائيلية للبحث عن الأنفاق وتدميرها، فإن نسف ما تبقى من منازل ومربعات سكنية، يجري على قدم وساق.     

يقوّض ذلك من صدقية ما تبقى من رصيد لوقف النار، ويبدد الآمال بإمكان الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية. وبينما يتحدث الرئيس دونالد ترامب عن الضغط على "حماس" كي تقبل بالتخلي عن السلاح، فإنه لا يحدد طبيعة هذا الضغط. وربما يمنح فرصة أخرى للوسطاء لحل هذه العقدة. ويزور كبير مفاوضي الحركة خليل الحية القاهرة، للبحث مع الوسيط المصري في ملف المقاتلين المحاصرين خلف "الخط الأصفر"، والجهود المبذولة للعثور على آخر ثلاث جثث لأسرى إسرائيليين. 

أما على الضفة الأخرى، فتنقل هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول كبير أن "إسرائيل ستتحرك عسكرياً، في حال عدم نجاح الإدارة الأميركية في إيجاد آلية تضمن نزع سلاح حماس".      

وفي الوقت الفاصل عن تشكيل قوة الاستقرار الدولية المؤقتة، التي نصت عليها الخطة الأميركية وتبناها مجلس الأمن الأسبوع الماضي، يشهد وقف النار تآكلاً تدريجياً تحت الضربات الإسرائيلية. والسؤال، متى تتحرك إدارة ترامب لتثبيت الهدنة وتضع حداً لفترة السماح الممنوحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟   

ومن الواضح أن نتنياهو يستغل فترة الانهماك الأميركي الآن بخطة السلام في أوكرانيا، كي يقوض خطة غزة، علماً أن ترامب يستشهد بما أنجزه في غزة، للتدليل على إمكان نجاحه في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا.