نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
توفيق القنوع - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 10:33 صباحاً
ريمون مرهج
يحيا في قرية هادئة من سفوح جبال لبنان. يستيقظ باكراً كل يوم يصنع قهوته ويجلس على شرفة منزله المطلة على واد أخضر ويرتشف فنجانه بهدوء. ينصت إلى تغريد الطيور المعشّشة بين اغصان الصنوبر القريبة من منزله، ويتحسّس نسيم الصباح مع سكونه الجميل، فينظر نحو السماء شاكراً الخالق على عطاياه الرائعة في هذه الأرض ثم يرسم على شفتيه إبتسامة الرضى والفرح ليوم جديد على هذه الأرض.
يحيا توفيق دوماً بالتفاؤل والأمل وهو الفقير المقتنع بحاله المستبشر بالخير في هذه الحياة، الحالم والمبتهج للمستقبل. دائماً يردد: إن كانت لديك إرادة صلبة وإيمان بالله وبذاتك فلا من أمر يمنعك من تحقيق أهدافك ولا من مستحيل يغلب تصميمك وتطلعاتك للعالم.

توفيق رجل مؤمن بأن الله لا يتركه، فكم من المرات حكى لصديقه فؤاد كيف أن الرب أنقذه من مواقف صعبة ودبر أمر مستلزمات وأغراض كان بحاجة ماسة إليها، ولم يكن معه ما يكفي من المال وتفاجأ بنيلها والحصول عليها بطريقة عجيبة غريبة لا تفسير لها سوى أن الله تدخل وساعده في تحقيقها. لا تهمه إطلاقاً الأمور المادية وامتلاك الكثير من المال أو شراء العقارات والسيارات والمحلات، كما يهدف معظم الناس، بل هدفه أن يعيش بهدوء وقناعة وأن يرضي الله بأعماله وحياته وسعيه الدائم للإبداع في الكتابة الأدبية التي تعبر عن مكنونات روحه، فينشر بمداده المحبة والقيم والخير بين البشر.
فهو يؤمن ويسلم بأن الرب أَوجده في هذا العالم ليكون رسولاً له، فيجني من هذه الدنيا زاداً غنياً ليقدمه إلى السماء حينما ينتهي مشوار عمره وتأتي ساعة لقائه مع الله عز وجل. توفيق رجل يرى جمال الحياة في الطبيعة، في بهاء أشجارها وأزهارها وفي مخلوقاتها من تغريد الطيور ورونق الفراشات وسحر عالم النحل، من بهاء لوحة غروب الشمس خلف البحر وألوان الأفق الممزوج ما بين المياه والغيوم في هطول الأمطار، والشعور بالأمان حينما يحتمي في بيته كلما هبت العواصف والأعاصير. تنتشي نفسه من كل إبداع يخلقه الإنسان من أعماق روحه فيفتخر بكل الفنون الراقية وينحني إجلالاً أمام ألأدباء والعلماء والمفكرين الذين يتحلّون بالقيم والإنسانية. هو إنسان لا يعنيه البته أي المظاهر المادية ولا السلطة الدنيوية بل يكرهها ويحتقر عبيدها والتابعين لها. في كل صباح تشرق روحه مع بزوغ نور الشمس وفي الليل تنساب مشاعره مع نسيج ضوء القمر على مياه البحر وفوق الهضاب والتلال. الحلم بالنسبة له أول خطوة يدوسها المرء على أدراج الحقيقة والواقع الذي يبغيه ويريده. وهو دواء شاف من داء اليأس والإنكسار. توفيق يرى الله ويشعر بحنانه ويلمس أحضانه في كل بر وإحسان وعمل صائب نقوم به في مسيرة حياتنا.
هو القروي الأصيل الذي تحتاج الأوطان ليبقى فيها الخير وينمو فيها الإنسان بسلام وأمان.