أمسية «ذاكرة العقيلات» في الحمراء.. حين تتحوّل الرواية إلى رحلة هوية - تواصل نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أمسية «ذاكرة العقيلات» في الحمراء.. حين تتحوّل الرواية إلى رحلة هوية - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 04:23 مساءً

الرئيسية منوعـات منوعـات الجمعة, 28 نوفمبر, 2025 - 4:22 م
أمسية «ذاكرة العقيلات» في الحمراء.. حين تتحوّل الرواية إلى رحلة هوية

عبد الحكيم القاضي

احتضن حي الحمراء في الرياض ليلةً ثقافيةً لافتة، اجتمع فيها السرد بالتاريخ، والذاكرة بالمكان، خلال أمسية أدبية خُصصت للحديث عن رواية «فيلق الإبل» قدّمها الروائي أحمد السماري، وجاءت بعنوان «ذاكرة العقيلات.. ورحلة الحاج علي»، بتنظيم من نادي وسم الثقافي، وباستضافة مقهى شفل، في مشهد احتفى بالسرد وكرّس حضوره بوصفه فعلًا معرفيًا وجماليًا متكاملًا.

وشهدت الأمسية حضور نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي، واتكأت على حوار مفتوح قادته الأستاذة أمل الخطيب بحسٍ أدبي رفيع، إذ تناولت مع الكاتب محاور متعددة، من بينها نشأة فكرة الرواية، وتحولاتها من الشرارة الأولى إلى العمل المكتمل، إلى جانب التوقف عند البعد التاريخي لسردية العقيلات وما تنطوي عليه من دلالات إنسانية تتجاوز حدود المكان والزمان.

وتوقف السماري عند شخصية الحاج علي بوصفها المحور السردي الذي يختزل روح الرواية، باعتبارها نموذجًا إنسانيًا يعبر بين العوالم دون التفريط بجذوره، موضحًا أن العمل يفتح أفقًا جديدًا لقراءة التاريخ عبر رؤية سردية تعيد تشكيل الوعي به، وتمنح الذاكرة صوتًا حيًا قادرًا على مخاطبة الحاضر والتفاعل مع أسئلته. واستشهد بمقولته التي لاقت تفاعلًا من الحضور:

“لا وجود لتاريخ بلا سرد، فالسرد هو الأداة التي تمنح الأحداث ترابطًا، وتحوّلها من وقائع مبعثرة إلى قصة مفهومة.”

وقد أضفت أجواء مقهى شفل، بما تتسم به من دفء وأناقة وهدوء، بعدًا حميميًا على اللقاء، فبدت الأمسية كجلسة ثقافية مفتوحة بين النص وقرّائه، تحفها نسمات خريفية هادئة ورائحة القهوة التي امتزجت بإيقاع الحكاية.

وتفاعل الحضور بنقاشات ثرية ومداخلات متعددة أكدت عمق التجربة السردية للرواية وقدرتها على فتح مساحات للتأويل وإعادة طرح أسئلة الهوية والذاكرة بلغة معاصرة تحفظ للماضي حضوره النبيل. كما أشادوا بالتنظيم المحكم الذي قدمه نادي وسم الثقافي، وما ينهض به من دور في صناعة مشهد ثقافي نوعي يتجاوز الإطار التقليدي للندوات.

واختُتمت الأمسية بتكريم السماري بدرع وشهادة شكر قدّمها له الأستاذ عبد الرزاق كسّار، مشرف نادي وسم الثقافي في الرياض، تقديرًا لإسهامه في إحياء هذه الأمسية وتحويلها إلى سرد حي نابض بالمعنى.

كانت ليلة مختلفة، اختلط فيها صوت القوافل بنبض المدينة، وتحولت فيها الرواية إلى رحلة وعي تتجاوز حدود الحكاية نحو أفق أرحب من التأمل والهوية.

nabd.png