الموساد يكشف… من هو "عبدالله" الذي جنّده يوسي كوهين للوصول إلى عماد مغنية؟ - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الموساد يكشف… من هو "عبدالله" الذي جنّده يوسي كوهين للوصول إلى عماد مغنية؟ - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 06:36 مساءً

يكشف المدير السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، في كتابه الجديد "بالأحابيل تصنع لك حرباً"، تفاصيل غير مسبوقة عن كيفية الوصول إلى عماد مغنية، القائد العسكري البارز في "حزب الله" الذي اغتيل في دمشق عام 2008. ويقدّم كوهين في مؤلفه رواية موسّعة عن الاختراق الإسرائيلي لحزب الله، واصفاً مرحلة مطلع التسعينات بأنها كانت البوابة الذهبية لزرع أولى الشبكات البشرية في صفوف الحزب.

 

 

وفق رواية كوهين، بدأت القصة حين تولّى بنفسه، في سنوات خدمته المبكرة، الاتصال برجل لبناني يطلق عليه الاسم المستعار عبد الله، قدّمه كمقاوم سابق وعضو قديم في الحزب، يتمتع بثقة القيادات وبعلاقات واسعة داخل البيئة التنظيمية. ويشير كوهين إلى أنه اختار لنفسه هوية رجل أعمال من أميركا اللاتينية يبحث عن شراكات استثمارية في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الغطاء الأرجنتيني أتاح له نسج علاقة مهنية وشخصية مع عبد الله بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية.

 

غلاف كتاب يوسي كوهين

غلاف كتاب يوسي كوهين

 

ويقول كوهين إن عبد الله كان في تلك الفترة يبحث عن فرصة اقتصادية في الخارج، وإن هذا الطموح شكّل مدخلاً لتطوير العلاقة من مستوى التعارف إلى مستوى التعاون. وفي البداية رفض اللبناني أي مهمة لها علاقة بحزب الله، قبل أن يعود ــــ بعد تردد ــــ ويوافق على تقديم معلومات يصفها كوهين بأنها الأدق التي وصلت إلى الموساد من داخل الحزب.

 

ويوضح رئيس الموساد السابق أن المهمة الأولى كانت الحصول على معلومات عن مصير الجنديَّين الإسرائيليَّين الأسيرَين لدى حزب الله، وهما رحميم الشيخ ويوسي فينك، وأن نتيجة المعلومات التي زوّدهم بها عبد الله غيّرت مسار المفاوضات في ذلك الوقت. لكن القيمة الأكبر للعميل، بحسب الكتاب، ظهرت لاحقاً عندما بدأ يزوّد الإسرائيليين بتفاصيل دقيقة عن تحركات عماد مغنية، الذي كان يتصدر قائمة المطلوبين في أكثر من أربعين دولة.

 

وبحسب رواية كوهين، وفّر عبد الله للموساد خريطة يومية لتحركات مغنية، ودوائر نفوذه، وطريقة تنقله داخل لبنان وفي سوريا، إضافة إلى شبكة الأشخاص الذين يحيطون به. ويكتفي الكتاب بالإشارة إلى أنّ وزارة الخارجية الأميركية كانت قد رصدت مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على مغنية، وأن إسرائيل كانت تعتبره العقل الأكثر خطورة في بنية حزب الله.

 

ويشير كوهين إلى أن عملية الاغتيال التي جرت في دمشق عام 2008 نُفّذت بخطة "صاغها الموساد وشغلتها فرق أميركية – إسرائيلية مشتركة"، لكنه يتجنب تقديم تفاصيل عملياتية دقيقة. ويعيد التأكيد على أنّ عبد الله لعب دوراً محورياً في جمع المعلومات التمهيدية التي ساهمت في رصد مغنية خلال تلك السنوات.

 

ويضع كوهين قصة العميل اللبناني ضمن سياق أوسع يتحدث فيه مطولاً عن استراتيجية الموساد في مواجهة حزب الله وإيران. ويعتبر أن إدخال أجهزة وعتاد مخترقة إلى بيئة الحزب منذ التسعينات ــــ ثم لاحقاً إلى الداخل الإيراني ــــ شكّل نقلة نوعية في عمل الجهاز. ويضيف أن الموساد عمل لعقود على تفكيك دوائر القوة التي يبنيها الحزب، عبر العنصر البشري والعمل السيبراني، معتبراً أن "اختراق حزب الله ساهم في تأخير حرب واسعة وفي إحباط سلسلة عمليات كان الحزب يخطط لها ضد إسرائيل".

 

ويرى كوهين أن قصة "عبد الله" تجسّد كيف يمكن للعنصر البشري أن يغيّر ميزان المواجهة، قائلاً إن "المعلومات التي نقلها رجل واحد كانت أثمن من أحدث الأنظمة التكنولوجية". ويؤكد في كتابه أن حزب الله ما زال "التحدي الأكبر على حدود إسرائيل الشمالية"، وأن مواجهة نفوذه جزء أساسي من "الحرب الاستخباراتية المستمرة مع إيران".