لينارت كارل... أيقونة تسطع في الكرة الألمانية مبكراً - تواصل نيوز

لينارت كارل، ليس مجرد يافع موهوب يتألق مع بايرن ميونيخ الألماني، بل ظاهرة استثنائية تفرض الاعتراف بوجود مواهب تولد وفوق ملامحها تلوح سمات النجوم.

منذ اللحظات الأولى لدخوله الملاعب، كان واضحاً أنه لا ينتظر السير في الطريق المألوف للتطوّر، ولا يحتاج إلى وقت طويل لفرض نفسه، فكل مباراة يخوضها كانت وسيلة لتأكيد انتمائه إلى مستوى يتجاوز التوقعات التقليدية.

يتميز بسرعته الفائقة في التعلم والتكيف، وثباته الكبير تحت الضغط، إلى جانب الطريقة الاستثنائية التي يدرك بها أبعاد اللعب، وكل هذه الصفات تشير إلى فهم عميق للعبة لا يعكس عمره الحقيقي، ما يجعل منه ورقة رابحة يعتمد عليها الفريق البافاري حتى عند التأخر في النتيجة.

في بيئة تنافسية شديدة كالدوري الألماني، حيث المجال للخطأ محدود والفرص نادرة، تمكن كارل من حجز مكانه بين الأسماء الصاعدة التي يمكن للأندية الاعتماد عليها لبناء مستقبلها، شخصيته القوية، أداؤه المتوازن، وثقته الراسخة جعلته لاعباً يطمح لترك أثر يمتد بعيداً عن حدود اللحظة الحالية، ليكون جزءاً من تاريخ كرة القدم الألمانية.

مع أن البعض يطلق عليه لقب "ميسي ألمانيا"، فإن بدايته الواعدة تضفي مصداقية ما على هذه المقارنة، حتى وإن اقتصرت على مستوى البدايات.

بصغر سنّه الذي لم يتعدَّ 17 ربيعاً، فإن أرقامه وإنجازاته تتحدث عنه بوضوح، حيث حطم الأرقام القياسية بأن أصبح أصغر لاعب يسجّل ويصنع أهدافاً في تاريخ البايرن، مؤكداً يوماً بعد آخر أنه يمتلك كل ما يلزم لتحقيق النجومية.

أرقامه تتحدث عنه، إذ شارك في تسع مباريات ضمن "بوندسليغا" سجّل خلالها هدفين وصنع مثلهما، وتألق قارياً في دوري أبطال أوروبا بمشاركته في مباراتين سجل خلالهما هدفاً أظهر نضجه وقدرته على التأثير في المحافل الكبرى.

يجسّد كارل على أرض الملعب، شخصية لاعب يفوق عمره بكثير، خطواته سلسة، لمساته دقيقة، وجرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة نادرة في لاعبين في سنّه، إلى جانب طريقته في التحرّك بين الخطوط، خلق زوايا تمرير، والضغط على الخصم تجعل المقارنة بأسلوب ميسي مفهومة من ناحية السلوك الكروي، لا من ناحية الإنجازات التاريخية.

يعد كارل ورقة رابحة للفريق البافاري حالياً وللمنتخب الألماني مستقبلاً. (وكالات)

تصريحات مدرّبه كومباني لم تغفل نضجه ورؤية اللعب الواضحة التي يمتلكها، لكن اللافت أن كارل احتفظ بتواضعه وثقته بنفسه، ورداً على المقارنات مع ميسي، قال: "البعض يقول ذلك، ولكني لا أقدر أن أضع نفسي بمستواه، ميسي في القمّة وأنا ما زلت أبحث عن طريقي للوصول إليها"، وهذه الكلمات تعكس عقليته المتزنة ووعيه بحجم التحديات التي تنتظره.

ما يزيد من إعجاب الجماهير به هو شخصيته خارج الملعب، حيث يظهر التزاماً كبيراً بالحفاظ على مستواه التعليمي، ويخصّص وقتاً لتطوير نفسه داخل وخارج الملاعب، وهذا النهج المنظم يعكس طبيعة تفكيره ويدعم تألقه المستمر في الميدان.